لماذا يتكبد «حزب الله» الكثير من المقاتلين.. وما علاقة «آر كيو-4 غلوبال هوك»؟!

حزب الله
حسب إعلامه الرسمي، فقد "حزب الله" أكثر من 40 مقاتلا في جنوب لبنان، في القتال الجاري بين الحزب وجيش الاحتلال الاسرائيلي، الذي اندلع قبل حوالي اسبوعين، بعد ان بدأ الحزب هجماته على المواقع الاسرائيلية الواقعة شمال فلسطين المحتلة، وذلك نصرة لحركة "حماس" في غزة، التي تخوض معركة طوفان الاقصى الدموية ضدّ العدو الغاشم نفسه، منذ السابع من شهر تشرين اول الحالي.

لا شك ان المعركة الدائرة حاليا بين حزب الله (المقاومة الاسلامية) والجيش الاسرائيلي المحتل، على حدود لبنان الجنوبية لا تشبه حرب تموز 2006 التدميرية التي طالت كل لبنان وشمال اسرائيل، ولا حتى حرب نيسان 1996 التي انحصر مسرحها في كامل جنوب لبنان، خلا بضعة ضربات جوية متفرقة استهدفت الجسور.

تمّ اخلاء عشرات القرى اللبنانية المتاخمة للحدود، مقابل عشرات المستوطنات الاسرائيلية في الجانب الاخر، لتتحول المنطقة الحدودية الى ساحة معركة حقيقية، تستخدم فيها كافة انواع الاسلحة

خطوط حمر جديدة

من بوابة الجنوب، دخل “حزب الله” على خط الحرب الدائرة، بين حركة “حماس” وإسرائيل في قطاع غزة والغلاف المحيط به، بعدما قصف منطقة مزارع شبعا التي يعتبرها لبنان أرضاً محتلة، غير ان القتال عاد وامتدّ على طول الحدود اللبنانية، من بلدة الناقورة الساحلية وحتى بلدة كفرشوبا وشبعا، بعرض 5 كيلومترات على حدود الجولان السوري المحتل، مطيحا هذا القتال بالقرار 1701 الدولي، الذي ينص على تولي قوات حفظ السلام الدولية والجيش اللبناني للأمن، من الحدود الدولية وحتى نهر الليطاني.

لذلك فقد تمّ اخلاء عشرات القرى اللبنانية المتاخمة للحدود، مقابل عشرات المستوطنات الاسرائيلية في الجانب الاخر، لتتحول المنطقة الحدودية الى ساحة معركة حقيقية، تستخدم فيها كافة انواع الاسلحة، كل طرف فيها يسعى الى ايقاع اكبر عدد من الخسائر في الطرف المقابل، وهنا ظهرت حسب المراقبين، خطوط حمر جديدة، منعت الجبهة ان تتوسع باتجاه العمق، فامتنع “حزب الله” عن قصف حيفا وعكا ومدن الشمال الاسرائيلي، كذلك اقتصرت الغارات الجوية الاسرائيلية وقصفها، على البلدات الحدودية ومحيطها.

المعركة من المتوقع ان تطول عدة اشهر، يخشى بعدها ان يتهوّر الاسرائيليون ويقدمون على مغامرة عسكرية كبرى للهروب الى الامام من هزيمتهم

هذا وسجل اجلاء 30 الف مستوطن في شمال الجليل، حسب الاعلام الاسرائيلي، مقابل حوالي 50 الف نازح جنوبي حسب الاعلام اللبناني، استقرّ منهم 20 الفا في مدينة صور، وبدأت المطالب بإيواء كافة النازحين تتوسّع، خصوصا مع تصريحات متوالية لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، يؤكد فيها ان الحرب طويلة.

خسائر بشرية فادحة

ولما كان من المتوقع سقوط ضحايا في الحرب الدائرة على جبهة الجنوب، فانه سجّل سقوط عدد من المدنيين على طرفي الحدود بين قتيل وجريح، وفيما اعترفت اسرائيل بمقتل عدد غير محدد من جنودها، فان حزب الله نعى حتى اليوم 45 مقاتلا سقطوا من عناصره “شهداء على طريق القدس”، كما ورد في بيانات النعي الرسميه.

مصدر عسكري مقرب من “حزب الله” قال “جنوبية” ان “سببين أساسيين يقفان وراء ارتفاع عدد شهداء الحزب في هذه المعركة، السبب الاول: ضيق المساحة الجغرافية على الجانب اللبناني التي جعلها الحزب مسرحا لعملياته العسكرية، فالحزب يقصف اراضي العدو من القرى الامامية المواجهة فقط، وليس من البلدات الخلفية، وذلك كي لا تتسع دائرة التدمير عندما يرد الجيش الاسرائيلي ويقصف بسلاحه الثقيل مكان تواجد المقاومة وسلاحها، لذلك فان عدم فتح العمق يمنح الإسرائيليين قدرات رصد كبيرة، بسبب التقنيات الحديثة التي يمتلكها من جهة، وضيق مساحة القتال من جهة ثانية، مما يحد من قدرة المقاتلين على المناورة”.

“آر كيو-4 غلوبال هوك

اما السبب الثاني، بحسب المصدر، “يكمن في دخول أحدث طائرة رصد وادارة معركة في العالم، وهي الطائرة الاميركية بدون طيار “آر كيو-4 غلوبال هوك”، التي قدمت مع حاملة الطائرات لمساعدة اسرائيل بداية الحرب مع طاقمها الاميركي، وهي تستطيع رصد المقاتلين مع اسلحتهم ليلا ونهارا، في مختلف الظروف الجوية وحتى في الاماكن المغلقة المموهة وفي الاحراش، فوظيفة وسائطها الالكترونية المتطورة هو رصد الاهداف العسكرية والمقاتلين وتأمين سرعة الاستجابة، فيتمكن سلاح الجو او المدفعية الاسرائيلية من اصابة الهدف بسرعة ودقة، وهو ما حصل في الاسبوعين الماضيين مع اصابة عشرات المقاتلين من حزب الله واستشهاد 45 منهم اثناء المواجهات وحراسة المراكز العسكرية”.

وتوقع ان “تطول المعركة اشهر عدة، يخشى بعدها ان يتهوّر الاسرائيليون ويقدمون على مغامرة عسكرية كبرى، للهروب الى الامام من هزيمتهم الكبرى في معركة “طوفان الاقصى” الغزاوية”.

السابق
ارتفاع استثنائي في قتلى حزب الله
التالي
«الزير» يقع في «بير» الأمن!