«حزب الله».. الشريك الإيراني «المضارب» في ملف الغاز والنفط!

عرض حزب الله العسكري

إستبشر اللبنانيون خيراً، لحظة تناقل وسائل الإعلام اللبنانية صور للرئيسين نبيه برّي ونجيب ميقاتي، ومعهما وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال وليد فيّاض، خلال إقلاع الطائرة التي حملتهما من مطار رفيق الحريري الحريري إلى منصّة الحفر للتنقيب عن الغاز في البلوك رقم (9).

لكن هذا الشعور بالخير، سُرعان ما تبدّد بمُجرّد أن استعاد السواد الأعظم من اللبنانيين ذكراتهم، لجهة الغرق المُتعدد الجوانب الذي يُحيط ببلدهم، وشعورهم بأن من على متن هذه الطائرة بالإضافة إلى المُساهمين بـ”حفلة” التنقيب وعلى رأسهم “حزب الله”، هم أساس هذا الغرق، نتيجة هدرهم وفسادهم وحمايتهم للصوص الذين يعملوا تحت إدارتهم.

إكتملت الصورة الناقصة، حول مشهد عملية التنقيب عن الغاز والنفط في البلوكين رقم 4 و 9 في المياه الإقليمية اللبنانية، من خلال انضمام كُل من شركة “قطر للطاقة” و”توتال” الفرنسية و”إيني” الإيطالية، بحيث أصبحت هذه الشركات شريكاً علنياً لمجموعة شركاء، ساهموا منذ سنوات طويلة، بخراب لبنان ولهم أياد طولى في وصوله إلى حالة الإفلاس التي هو عليها اليوم.

التراشق السياسي الذي يخفي خلفه الكثير مما ينتظر اللبنانيين، قد انطلق هو الأخر مع إنطلاق طائرة المسؤولين بعد كلام للرئيس بري

فعلى الرغم من حالة الإنتظار التي أُعلنت للكشف عن حقيقة وجود الغاز في هذين البلوكين، والتي قد تمتد لفترة أربعة أشهر، إلّا أن التراشق السياسي الذي يخفي خلفه الكثير مما ينتظر اللبنانيين، قد انطلق هو الأخر مع إنطلاق طائرة المسؤولين بعد كلام للرئيس بري جاء فيه: في هذه العتمة يأتي يوم فرح عملت له سنوات طوال الى أن كان إتفاق الإطار الذي أعلنته من عين التينة بتاريخ الأول من تشرين الأول عام 2020″، ليرد عليه الرئيس السابق ميشال عون بالقول بأن “رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل هو من قام بالبحث عن النفط وحدد الخريطة مع الدول النرويجية، وهي أول دول وجدت أن هناك نفطًا في البحر، وقام بعدها بطرح موضوع استدراج المتعهدين”.

مناوشات سريّة دائرة بين الطبقة السياسية اللبنانية الأساسية، تتعلّق بالمناصب التي يُمكن من خلالها، التحكّم بعائدات النفط والغاز

في السياق، كشفت مصادر سياسية بارزة بارزة مواكبة لعملية التنقيب في البلوط رقم 9 عبر “جنوبيّة”، عن “مناوشات سريّة دائرة بين الطبقة السياسية اللبنانية الأساسية، تتعلّق بالمناصب التي يُمكن من خلالها، التحكّم بعائدات النفط والغاز في المرحلة المُقبلة”.
وأكدت أن “هذه المناوشات هذه ستتحوّل إلى صراع علني بين المسؤولين، سينتج عنه مجموعة عراقيل، يدفع ثمنها المواطن الذي ينتظر الخلاص من هذين البلوكين وغيرهما، في حال تم التعاطي من قبل المسؤولين بواقعية ومسؤولية مع الملف النفطي، فضلاً عن الدور الاساس الذي سيقوم به اللاعب الأكبر في هذا الملف وهو “حزب الله”، الشريك الخفي في عمليات التنقيب والتلزيم والتوزيع”.

وكشف المصادر عينها أن “حزب الله دخل شريكاً أساسياً في عملية الحفر ليس من الأن، إنما منذ ما قبل التوقيع على الإتفاقات الدولية، بما يتعلّق بترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، والإتفاقات الداخلية المتعلقة بالتنقيب والتوزيع، بحيث أن حصته في هذا الملف ستكون أوّلاً، من خلال النسبة المُخصّصة له ضُمن إتفاق سرّي أشرفت عليه كُل من إيران والولايات المُتحدة الاميركية، بالإضافة حصّته الداخلية لجهة التوظيفات والمُحاصصات من خلال شريكه في الواجهة برّي.”

وجزمت المصادر بالقول: “لا يُمكن لـ”حزب الله” أن يُقدّم أو أن يُسهّل أي ملف، ما لم تكن هناك منفعة ذاتية له سواء بالمُباشر أو غير المُباشر، وهذا الأمر بالنسبة إليه ينطلق من اعتقاد ثابت لديه، بأن كُل ما قدمه من تضحيات جسدية ومادية ومعنوية في لبنان أو خارجه، قد حان وقت قطافه بأشكال مُختلفة، وملف النفط يُعتبر إحدى هذه الأشكال بانتظار الترسيم البرّي، إلى حين الوصول إلى المسألة الأساسية المُتعلقة بسلاحه”.

السابق
بالفيديو.. مارديني لـ«جنوبية»: هذه كلفة «الاستقرار» من أموال المودعين.. والدولار!
التالي
بالفيديو.. الشيخ ياسر عودة: عمامتي بتشرفكن!