لبنان ينعي طلال سلمان: رحل «صوت الذين لا صوت لهم»!

مع الاعلان عن الخبر الحزين برحيل ناشر صحيفة “السفير” الكاتب والصحافي الكبير طلال سلمان في مستشفى الجامعة الأميركيّة بعد صراع مع المرض، توالت التعليقات والتغريدات لاعلاميين كما لشخصيات سياسية وامنية ودينية معددة مزايا الراحل الكبير وما خلفه من بصمة الكبيرة في عالم الصحافة والاعلام في لبنان.

وفي بيان، نعى اللواء عباس إبراهيم سلمان وقال: “ببالغ الأسى تلقّينا نبأ وفاة الصحافي الكبير والقدير ناشر جريدة السفير الغرّاء، الأستاذ طلال سلمان، بعد أعوام قليلة من تلقّينا خبر احتجاب جريدة السفير عن الصدور.لقد كان الراحل عن حق “سفير” لبنان الى العالم. لم يترك جهداً خلال مسيرته في الثقافة والسياسة في سبيل خير المجتمع والوطن. حمل من دون كلل قضايا الأمة من محيطها إلى خليجها.
لقد كان مجبولاً بحبرٍ هو أقرب إلى الأحمر القاني منه إلى سواد يحيق بنا من الاتجاهات كلها.
كان طلال سلمان قلماً وبوصلةً لتحرير الأرض والإنسان.
وداعاً أستاذ طلال، إلى جنان الخلد، وإلى حيث يمضي الأحرار والصادقون، أهل الأرض والحبر والفكر والكلام والوطن”.

ونعى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في بيان، ناشر جريدة “السفير” وقال في بيان: “طلال سلمان اسم بحجم وطن تذابح أهله وتفرق عربه، وما زالت أصداء قلمه تاريخا لوطن تقاسمته النار، ووجعا لشعب مزقته الحرب الأهلية، ودعوة لانتشال لبنان من إعلام الفتنة وألغام المتاريس ولعبة العالم، واليوم طلال سلمان يطل على ساحة الحق الأبدي ليدلي بشهادته الثقيلة عن وطن ما زال مصلوبا فوق خشبة الإنقسام”.

بدوره، كتب النائب فواد مخزومي عبر منصة “اكس”: “برحيل الصحافي الكبير الأستاذ طلال سلمان تخسر الصحافة اللبنانية والعربية علما من أعلامها ووجها بارزا كان له باع طويل في عالم الصحافة المكتوبة.
الرحمة لروحه والصبر والسلوان لعائلته وذويه ومحبيه”.

كما نعى نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي، ناشر “السفير” ورئيس تحريرها طلال سلمان، باسم مجلس النقابة وباسمه الشخصي، وقال في بيان: “غاب صوت الذي لا صوت لهم، صاحب القلم الماضي والحضور الطاغي في دنيا الصحافة والاعلام الذي شق طريقه إلى التألق بالحبر الذي اختلط بالعرق والدم، وبعصامية تتجاوز المغامرة التي خاض غمارها بإمكانات متواضعة، ولكن بإيمان كبير وتصميم عنيد على أن يفرد لنفسه مكانة متقدمة، لا في الصحافة اللبنانية، بل في صحافة العرب، فكانت سفيره جواز مرور النخبة المتقدمة إلى الرأي العام، ونبض الرأي العام الذي يقتحم القصور والسرايات ويقض مضاجع الحكام”.

أضاف: “لقد نجح طلال سلمان في إنشاء مدرسة صحافية تميزت بالريادة وحشدت في مبناها ومكاتبها الأقلام المبدعة وأصحاب الاختصاص وجمهرة من المندوبين والمراسلين الذين تميزوا بالخبرة والاحتراف والقدرة على اختراق الأسوار المستغلقة وتقديم المعلومات الدقيقة، حتى باتت جريدته من المراجع التي يركن إليها لدى البحث عن الخبر الدقيق”.

وتابع: “من مدرسته تخرج عشرات الزميلات والزملاء الذين شدته إليهم علاقات وثيقة تتجاوز ثنائية العلاقة بين رب العامل والعامل، فحدب عليهم وحرص على توفير كل أسباب الحياة اللائقة بهم. وعندما حملته الظروف على إغلاق “السفير”، لم يقدم إلا بعد أن سدد للعاملين في مؤسسته تعويضاتهم حتى آخر بارة. كان أليما قراره، بل مفجعا، لكنه كان صادقا مع نفسه ورافضا السير في كل ما يناقض التزاماته”.

وأردف: “طلال سلمان قامة صحافية وإعلامية عملاقة بلغت من النجاح خير مكان، لكن نشوة الغرور لم تستبد به، فظل على تواضعه كالسنبلة المليئة، مشرعا باب مكتبه ومنزله أمام الأصدقاء والزميلات والزملاء، وهو الذي كان لديه متسع من الوقت للتجوال في ملكوت الكلمة الحلوة، والوتر الحاني. ذواقة شعر وموسيقى كان، ومحب للحياة. أحبه اصدقاؤه والعاملون معه واحترمه الملوك والأمراء والرؤساء، ولو باعدت بينه وبينهم آلاراء. شجاعته وصلابة مواقفه عرضته لمحاولة اغتيال ظلت آثارها بادية عليه”.

وختم: “اشتدت وطأة المرض عليه وانشب الداء مخالبه فيه بعد إغلاق ثمرة عمره “السفير” وبقي يقاوم بما استبقت لديه الحياة من قوة، ولم يسقط اليراع من يده، إلا بعد أن فقد القدرة على حمله. فباسم مجلس نقابة المحررين وباسمي الشخصي، كل التعازي لعائلة طلال سلمان الكبير الذي غادرنا ولكل الزميلات والزملاء الذي عملوا في “السفير” وظلوا على عهد الوفاء لها، وليقر عينا في شمسطار، في التربة التي أحب، وعشق ربوعها، وأنس إلى اهلها، وليكن مثواه في صحبة الأبرار الصالحين من عباد الله”.

كذلك، نعى العلامة السيد علي فضل الله في بيان، ناشر جريدة “السفير” وقال: “برحيل الاستاذ طلال سلمان تطوى صفحة غنية من صفحات الاعلام الوطني المسؤول لبنانيا وعربيا ، صفحة مشرقة استطاع من خلالها أن يطل ب” سفيره” على كل آلامنا وجراحاتنا ليستخلص منها الدروس والعبر وليصوّر انجازاتنا بأروع ريشة لنبني عليها مستقبلا مشرقا لوطننا وأمتنا ولاجيالنا القادمة”.

وختم: “تعازينا الحارة للصحافة المسؤولة ولكل كاتب حر ومسؤول، وكل العزاء لأهله وإخوانه سائلين المولى ان يلهمهم الصبر والسلوان وله الرحمة والمغفرة”.

صعب للدراسات: ونعت “مؤسسة حسن صعب للدراسات والابحاث” في بيان، “ناشر صحيفة “السفير” طلال سلمان، الذي كان مثال النبل والكفاح والنجاح والوطنية والعطاء الكبير”.

اضافت: “رحل اليوم طلال سلمان الذي قال في كتابه “كتابة على جدار الصحافة”، انها ليست هذه الصفحات سيرة حياة، وإن كانت بعضها، كذلك فهي لا تطمح لأن تكون تاريخا للصحافة في لبنان، وإن كانت تصب في سياقها العام، هي خطوات على الطريق إلى الصحافة التي تكون شهادة للوطن بقدر ماتكون على نظامه الفاسد المفسد”.

وختمت: “رحم الله طلال سلمان، الرجل العصامي الذي كان له أثر مهم في تاريخ الإعلام في لبنان والعالم العربي، هذه القامة الفكرية الكبيرة التي خسرتها الصحافة اللبنانية والعربية”، وتوجهت بأحر التعازي الى عائلته وزملائه ومحبينه.

أما الصحافي قاسم قصير فقال، “برحيل الاستاذ طلال سلمان رحمه الله نفتقد قامة اعلامية عربية تركت بصمات كبيرة في الواقع السياسي والصحافي والنضالي والقومي
كل التعازي لاهل الصحافة والقلم ولعائلته الكبيرة والصغيرة ولكل العالم العربي”.

السابق
بالصورة: الشوف تفجع بوفاة الطفلين عمر وآية!
التالي
فرادة طلال سلمان ومدرسة «السفير»