مجلة «شعر» الغائبة المتغيبة منذ عقود تعود بعدد «تذكاري»!

مجلة “شعر” الشهيرة الغائبة المتغيبة منذ عقود طويلة، المجلة الشاهدة على زمن الحداثة الشعري، مساحة التاريخ الحافل بذاكرة الأدب الشعري الحر المفتوح على حقل التجربة – المغامرة التي أوصلت الشعر واللغة الى مراكز ومواقع وقدرات ،مفتوحة أيضاً على وعي العقل الذي دوزن إيقاع القصيدة العربية.. تعاود الصدور (بعدد تذكاري، طباعة ونشر العدد الأخير ٤٤) الذي صدر في سبعينات القرن الفائت. وكان صدر العدد الأول من مجلة “شعر” في شتاء 1957، في بيروت.
وتوقفت المجلة عن الصدور نهائيًّا عند العدد 44 في خريف 1970، بعد توقف جزئي بين العامين 1964 و1967.
واليوم ، أصدرت دار نلسن في بيروت العدد الأخير(استعاديّ تذكاري) من مجلة “شعر” التي توقفت عن الصدور العام 1970.عدد يضع نقاط الشعر على ذاكرة الشعراء الكبار، الذين غادروا الحياة، ومنهم ما زال في الحياة يسرح مع القصيدة والحداثة الشعرية..
ويذكر أن الهيئة الادارية للمجلة كانت استقرت على الشكل التالي: المدير المسؤول: يوسف الخال(متوفى). هيئة التحرير: يوسف الخال، فؤاد رفقة (متوفى)، أنسي الحاج (متوفى)، شوقي أبي شقرا (على قيد الحياة)، عصام محفوظ ورياض نجيب الريس (متوفيان).
وكانت المجلة توقفت في المرة الأولى العام 1964، وبرر يوسف الخال توقفها بأنها اصطدمت بـ”جدار اللغة”، لكن توقفها في المرة الثانية أتى بلا مقدمة، والأرجح هو نتيجة تصدع الجماعة، وتفرق الشعراء كل شاعر في اتجاه.
أما العدد التذكاري فحمل في مقدمته كلمة الناشر سليمان بختي مما جاء فيها: “توقفت المجلة ولم تتوقف المغامرة، توقف الوقت ولم يتوقف الشعراء. توقف الكلام ولم تتوقف القصيدة، ولكن يروي يوسف الخال مبررات توقف المجلة وظروفها على الشكل التالي في إجابته على سؤال في حوار صحافي: “حدثت هزيمة 5 حزيران 1967، وكان العدد الثاني ماثلا للطبع. ومع الهزيمة تغير الجو تماماً وانقلب المناخ وصار القارئ العربي لا يهتم بالشعر ولا بأي أدب ابداعي. باختصار برزت اهتمامات خارجة عن الأدب والشعر والفن تماماً. ومجلة تعنى بالأدب الإبداعي بدون أن تهتم بواقع العالم العربي الذي يفتش عن شيء يقدر أن يمسك به. صارعت المجلة التيار ثلاث سنوات وتوقفت.
من هنا، اردنا هذا الاصدار التذكاري للعدد الأخير مثابة تحية الى مجلة شعر ومؤسسها، وتحية الى كل شعراء مجلة “شعر”.
ويقول بختي “لماذا العدد الأخير عدداً تذكارياً؟ الأمل أن نكمل ما فعله الأسلاف من هنا، من هذه المدينة إلى دنيا العرب والعالم. ونرى كيف سيستمر أثر المجلة في وعي الشعراء وفي تجاربهم المعاصرة…”
وبدوره كتب الشاعر شوقي أبي شقرا (من المؤسسين للمجلة) كلمة للعدد التذكاري يقول فيها: “كأنما لا إشارة معلقة، ولا ما يوجب الاقفال والرجوع إلى البيت، إلى السكون إلى الصمت. إلى أن يكون هذا الأياب مثمراً وجيّد المصير وحلو الأقامة معه، في خيمة الرضى وفي عدم الاقفال. وفي بسط المغامرة وفي عدم الاقفال وفي بسط المغامرة من جديد.. وهو هذا المصير الحلو والجيّد ونحن في انتظاره..”

مجلة شعر
السابق
الشيخ يزبك لـ«جنوبية»: الفريق الشيعي الحاكم حوّل «المجلس الأعلى» الى مغارة!
التالي
الموجة الحارة تنحسر غداً..وسقوط أمطار شمالية!