مخيم «عين الحلوة».. الحسم ممنوع.. والهدوء مشروط!

هدنة هشة بدأت مساء أمس في مخيم عين الحلوة في صيدا، بين حركة فتح والفصائل الاسلامية التابعة لحماس وقوى نافذة خارج المخيم، ولأن الحسم ممنوع في القتال الفلسطيني بمخيمات لبنان، فانه يتوقع ان يبقى الستاتيكو الامني داخل المخيم على وضعه الحالي.

أعلنت هيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان أمس الثلاثاء، بعد اجتماع ضم ممثلين عن كافة الفصائل الفلسطينية في مقر سفارة فلسطين ببيروت عن التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة.

وقال أمين سر حركة فتح في لبنان فتحي أبو العردات إن الاتفاق يقوم على سحب المسلحين، وتكليف لجنة تحقيق لكشف المتورطين في مقتل قائد الأمن الوطني الفلسطيني في صيدا.

وفي هذا السياق، اكدت مصادر اعلامية أن الجهود ستنصب اليوم على أمرين: الأول تحصين وقف إطلاق النار وسحب المسلحين، والثاني تشكيل لجنة لإجراء اتصالات مع الفصائل الفلسطينية المعنية أي حركة “فتح” وفصائل “منظمة التحرير الفلسطينية” وتحالف القوى الفلسطينية بما فيها حركة “حماس” من جهة، والقوى الإسلامية “عصبة الأنصار والحركة “المجاهدة” من جهة أخرى لتسمية مندوب لكل منها لتباشر عملها”.

الحسم ممنوع

على الصعيد الميداني، افاد مصدر صيداوي متابع ل”جنوبية”، انه و”كما هو متوقع ورغم اشتداد الاشتباكات أمس الثلاثاء، في حي الطوارىء في المخيم، بين جند الشام المقربة من حركة حماس، ومجموعة بلال بدر المطلوب بتهم ارهابية للقضاء اللبناني من جهة، وحركة فتح التي تعرّض قائدها العسكري العميد ابو اشرف العرموشي، لكمين ادى الى مقتله وكان السبب باندلاع الاشتباكات يوم الاحد الفائت، ورغم تبادل قصف عنيف بين حي الصفصاف الذي يحتله المجموعات الاسلامية وحي البركسات الذي تحتله حركة فتح، وسقوط 11 قتيلا وعشرات الجرحى من الطرفين، فقد بقي الحسم ممنوعا، ليبقى ستاتيكو المخيم على حاله، كما تريده القوى النافذة خارج المخيم التي اكتفت حتى غروب أمس بالمراقبة والمطالبة بوقف اطلاق النار دون بذل أي مجهود فعلي”.

تاريخيا ممنوع الحسم في المخيمات من اجل بقائها بؤرة أمنية متفلتة تثير مخاوف محلية واقليمية يستفيد من ورقتها القوى الفاعلة والمهيمنة حاليا على الواقع السياسي والعسكري في لبنان

وأكد المصدر “تاريخيا ممنوع الحسم في المخيمات، من اجل بقائها بؤرة أمنية متفلتة، تثير مخاوف محلية واقليمية يستفيد من ورقتها القوى الفاعلة والمهيمنة حاليا على الواقع السياسي والعسكري في لبنان”.

مصدر سياسي مواكب ذكر ل “جنوبية” ان “الاشتباكات التي جرت في مخيم عين الحلوة تعكس في احدى جوانبها، غضب محور الممانعة الذي تتزعمه ايران ويقوده حزب الله في لبنان من محاولات تهميشه اقليميا، بسبب موافقة فتح وحماس على اللقاء الذي عقد بينهما في القاهرة الاسبوع الفائت من اجل التهدئة في الضفة الغربية، على اثر المناوشات الامنية والاعتقالات التي قامت بها فتح ضد حركة حماس، وما تبع ذلك من زيارة لمدير المخابرات في السلطة الفلسطينية ماجد فرج الى لبنان قبل ايام من اجل ابلاغ المعنيين بنتائج الاتفاق المصري الاخير وتبريد الجبهات بين فتح وحماس في جميع الساحات المحلية والاقليمية، ليأتي الردّ عاجلا باغتيال العميد العرموشي وتفجير الوضع الامني في مخيم عين الحلوة، كرسالة احتجاجية عالية النبرة ضدّ ما جرى في القاهرة”.

اذن، هي هدنة هشة بدأت مساء أمس في مخيم عين الحلوة في صيدا، بين حركة فتح والفصائل الاسلامية التابعة لحماس وقوى نافذة خارج المخيم، فهل وصلت الرسالة الى من يهمه الامر في القاهرة ورام الله، ام ان الاشتباكات سوف تتجدد على ضوء التطورات اللاحقة؟

السابق
مُذكّرة في ذكرى «فاجعة إنفجار المرفأ»
التالي
جريمة موصوفة بحق الإنسانية في الشوف.. العثور على طفلة حديثة الولادة مرمية في حرش صنوبر!