صحتكم وصحة الممرضات والممرضين من المستشفى إلى الشارع

غسان صليبي

يوم الثلاثاء ٢٥ تموز،
من العاشرة الى الثانية عشرة صباحا،
يعتصم الممرضات والممرضون في الشارع لاول مرة،
أمام نقابة المستشفيات.

يعتصم الذين صحتكم
من صحتهم،
وذلك خوفا
على صحتكم وصحتهم.

يعتصمون للإحتجاج
على سياسة المستشفيات،
المفترض انها مسؤولة
عن صحتكم وصحتهم.

يعتصمون باللباس الأبيض
مثل لون قلوبهم،
ليقولوا بصوت عالٍ
أن صحتهم وصحتكم
اهم من أرباح المستشفيات،
وليطالبوا بالاستماع اليهم
وبتصحيح اجورهم
من خلال مفاوضة جماعية
تؤدي إلى إقرار أجور عادلة،
تسمح لهم بعيش كريم
يحافظ على صحتهم وصحتكم.

تذكرون
عندما خرجنا الى الشرفات
نصفق لهم عربون شكر
على ما قاموا به لمواجهة كورونا،
كنا نحن نختبىء في البيوت،
خوفا من احتمال العدوى
من أناس ربما لم يكونوا مصابين،
وكانوا هم على عكسنا
يتركون بيوتهم
للاهتمام بأناس تأكدت اصابتهم،
في وقت كان الأطباء
يحجمون عن الدخول الى الغرف “الموبوءة”،
معتمدين على شجاعة الممرضين
وأيضا على عدم قدرتهم
على رفض المخاطرة بحياتهم
نتيجة لموقهم الأدنى
في التراتبية الوظيفية.

المهن التي تعرّض اصحابها للخطر،
تُكافَؤ عادة بمداخيل إضافية،
والخطر الذي يتعرض له الممرضون
ثابت ودائم بكورونا او بدون كورونا،
لأنهم من يحتك بالمرضى ويعتني بهم عن قرب،
فيما أصحاب المستشفيات والاطباء،
يأخذون كل الاحتياطات المهنية والتنظيمية
ليبقوا خارج دائرة الخطر.

مع ذلك لم يحصل الممرضون على مكافآت
عن المخاطر التي واجهوها،
ولا أحد يهتم اليوم بتزايد هجرتهم،
وقد جرى تدفيعهم كلفة الانهيار
دون الأطباء والمستشفيات،
وعندما بدأت هذه الاخيرة
تتعافى وتجني الأرباح من جديد،
احتفظت لنفسها بالارباح
ولم تُعِد توزيعها بشكل عادل.

اعترضت نقابة الممرضين والممرضات
وراحت تطالب بتصحيح الاجور،
فإستهولت نقابة المستشفيات الامر بادئ ذي بدء،
متحججة بالوضع المالي،
مطالبة بدورها الممرضين
بتأمين ثمن المازوت والتمويل الخارجي،
قبل ان تعود وتوافق على مبدأ الحوار
لكن دون فتح مسار تفاوض فعلي.

وعندما قدمت نقابة الممرضين
اقتراحا متكاملا لتصحيح الاجور
ياخذ بعين الاعتبار ظروف الطرفين،
قَبِلَ به وزير الصحة
فيما رفضه فورا نقيب المستشفيات،
دون طرحه على طاولة مفاوضات،
مدّعيا أنه لا يستطيع
أن يمون على المشتشفيات لقبوله.

عندها تواصلت نقابة الممرضين
مباشرة مع المشتشفيات
عارضة عليهم الاقتراح،
فما كان من نقيب المستشفيات
الا ان ارسل رسالة إلى نقابة الممرضين
يرفض فيها مجددا الطرح
ويطالب النقابة
بعدم الاتصال بالمستشفيات
الا عبر النقابة.

المطلوب اليوم
استجابة نقابة المستشفيات
لمطالب الممرضين،
عبر الجلوس إلى طاولة المفاوضات
والمباشرة بحوار جدي يفضي إلى اتفاق عادل،
كما هو مطلوب من وزير الصحة
لعب دور الوسيط العادل الذي تعهد بالقيام به،
على أن يضع بين ايدي المتفاوضين
المعلومات المالية اللازمة حول وضع المستشفيات،
حتى يكون الحوار مجديا
ومبنيا على معطيات موضوعية وصحيحة.

فيا ايها المواطنون،
ويا ايها النقابيون،
ويا ايها الناشطون
الاجتماعيون او السياسيون،
في مجال حقوق الانسان
او حقوق العمل
او حقوق النساء،
تعالوا جميعا وشاركوا في الاعتصام،
للضغط معا
من أجل تحقيق
مطالب نقابة الممرضين.

إصطحبوا معكم صحتكم
وقفوا إلى جانب صحة الممرضين
في الشارع،
كما تعودوا هم
أن يصطحبوا صحتهم
ويقفوا إلى جانب صحتكم
في المستشفى.

السابق
بعدسة «جنوبية»: لودريان يلتقي باسيل
التالي
بعد دعوة ميقاتي المفاجِئة.. وزراء يُقاطعون جلسة الخميس