«حزب الله» و«التيار العوني» يلتقيان على «الإتجار بالنازحين»..لا عودتهم!

وفد حزب الله التيار النازحون

حرّك البرلمان الاوروبي من خلال القرار “الصادم”، المياه اللبنانية الراكدة في بحر النازحين السوريين، وكذلك أحزاب السلطة التي وقفت متفرجة وصامتة، أمام مراحل دخولهم العشوائي والكثيف، وبدأت بحفلة مزايدات شعبوية، من دون أي إجراءات عملية وغياب آلية العودة الآمنة.

“حزب الله” و”التيار الوطني الحر”، اللذان أمسكا بزمام السلطة والميدان، خلال فترة الحرب السورية حتى اليوم، على صلة مباشرة بهذا الملف، كون الأول هو شريك أساسي في الحرب، والمساهمة في تهجير عدد كبير من الشعب السوري بشكل فردي وجماعي من أرضه، كالقرى والمدن الحدودية مع لبنان، والأحياء المحيطة بالسيدة زينب، وغيرها من المناطق الاستراتيجية بالنسبة لحلف الممانعة، أما الثاني أي العهد العوني، الذي كان بيده مقاليد الحكم، وكان بإمكانه رفض دخولهم بهذا الشكل العشوائي والكبير، وقد وجدا، التيار والحزب، في هذا الملف مطيّة لعودة العلاقات بينهما، بعد قطيعة دامت لأشهر، وصلت حد الإتهامات المتبادلة والإنفصال شبه الكلّي.

البيانات والتصريحات الإنشائية الصادرة من هنا وهناك تبقى حبراً على ورق إذا لم تقرن وتترافق مع تحديد فترة زمنية للعودة الفعلية

لقاء ميرنا الشالوحي، الذي جمع منسق لجنة البلديات المركزية في التيار روجيه باسيل، ومنسق اللجنة المركزية لعودة النازحين نقولا الشدراوي، بمسؤول ملف النازحين في “حزب الله” النائب السابق نوار الساحلي، ومسؤول البلديات في الحزب محمد بشير، الذي عقد تحت عنوان البحث في موضوع عودة النازحين ودور البلديات في تحفيز العودة، رأت فيه مصادر متابعة ل”جنوبية” أن “هدفه الاساسي هو المتاجرة والمزايدة من جهة، وتقديم مادة دسمة لجمهور الطرفين لعودة العلاقة الطوعية بينهما، بعد تراشق بين الطرفين بكافة الإتهامات الثقيلة ورفع السقف الى حد اللاعودة”.

وإذ شككت المصادر في “جدّية الطرفين بمعالجة هذا الملف”، اعتبر أن “البيانات والتصريحات الإنشائية الصادرة من هنا وهناك، تبقى حبراً على ورق، إذا لم تقرن وتترافق مع تحديد فترة زمنية للعودة الفعلية، و والمباشرة بعمل ميداني سريع لذلك”.
وتساءلت “ما الذي يمنع “حزب الله” من التحدث مع النظام السوري لتسهيل عودة آمنة لهم، وهو الذي تربطه به علاقة متينة ولا يرفض له طلب، وهل حزب الله على إستعداد للإنسحاب من المناطق التي هجر منها أهلها وإحتلها، كالقصير ومناطق القلمون وغيرها، لطمأنة الرافضين للعودة”؟!

إقرأ ايضاً: ميقاتي «يتحرك» في ملف النازحين بعد ضغوط «حزب الله» ..وفرنسا «تستعين» بطهران رئاسياً!

وحزمت انه “لو كان “حزب الله” يتعاطى بجدّية مع عودة النازحين الى أرضهم، لطلب من النظام السوري ذلك، وأمن عودتهم بباصات خضراء مكيفة، كما أمن في السابق صفقة إنتقال عناصر داعش والنصرة، من الضفة اللبنانية الى ضفاف الحدود مع العراق، إلّا أن الحزب يعمل على تسييس هذا الملف، والمتاجرة به لصالح النظام في سوريا، من خلال ربط هذا الملف بمحاورة الحكومة اللبنانية الحكومة السورية، من دون أي إهتمام سوري ملحوظ بعودة النازحين”.

لو كان “حزب الله” يتعاطى بجدّية مع عودة النازحين الى أرضهم، لطلب من النظام السوري ذلك وأمن عودتهم بباصات خضراء مكيفة كما فعل مع عناصر داعش والنصرة

وفي الوقت الذي ذكّرت اللبنانيين بان “التيار والحزب كانا خلف وقف تسجيل النازحين في العام ٢٠١٥”، إستغربت “محاولة هذا الفريق تضليل الراي العام، رغم أن بيده الحكومة التي يمكنها إتخاذ قرار سيادي، بعودة النازحين لو أراد الحزب ذلك فعلاً”.

وحمّلت المصادر “حلف الممانعة مسؤولية بقاء نازحي الدول المجاورة لسوريا خارج أرضهم، بسبب التواجد العسكري لهذه القوى على الأراضي السورية، إضافة الى تدمير عدد كبير من المنازل، وتهجير أهلها من قبل هذا الحلف، الذي أعلن في أكثر من مناسبة إنتصاره في الحرب، وسيطرته الميدانية على معظم المساحة السورية”.

السابق
«بعدسة جنوبية»: غضب المودعين يتصاعد..إقتحام جماعي لبنك بيبلوس – فرع سنّ الفيل!
التالي
«ملتقى التأثير المدني»..الانتظار صعب لكن بوصلة إنقاذ لبنان واضحة