17 عاما على حرب تموز.. تسوية بعد حرب طاحنة!

يستعيد اللبنانيون والجنوبيون على وجه الخصوص، الثاني عشر من تموز من كل عام، وهو اليوم الذي أستهلت به حرب تموز ٢٠٠٦، وفيما اعتبر “حزب الله”، الذي جر الى هذه الحرب ، بعد إقدامه على خطف جنديين اسرائيليين من منطقة خلة وردة ، قرب عيتا الشعب، داخل الاراضي الفلسطينية ، لمبادلتهما بالاسرى، على رأسهم الاسير سمير القنطار، الذي قضى في سوريا لاحقا، بأن هذه الحرب ، شكلت انتصارا له ، وصفها جزء كبير من اللبناتيين، انها كانت مدمرة على مستويات عديدة، الى جانب انقسام اللبنانيين حولها.

ففي هذا النهار التموزي ، دمر العدو الاسرائيلي، بطائراته الحربية شرايين لبنان ( الجسور ) وهجر مئات الالوف من الجنوبيين من مدنهم وقراهم وبلداتهم، وسقط اكثر من الف ومئتي شهيد من اللبناننين والمقاومين وعناصر الجيش اللبناني، وتدمير عشرات آلاف المنازل والابنية والمصانع والمؤسسات والمزروعات، مخلفا وراء هذا العدوان، الذي استمر ٣٣ يوما ملايين القنابل العنقودية والالغام، التي فتكت بابناء بلدات وقرى الجنوب والبقاع الغربي وسواهما.

ساهمت هذه الرعاية بأنجاز اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل ، الذي كان الحدث الابرز في العام ٢٠٢٢

بعد ١٧ عاما بالتمام، على هذه الحرب ، التي توقفت في الرابع عشر من آب، في أعقاب صدور قرار مجلس الامن الدولي ١٧٠١ وقدوم قوات دولية معززة ، بلغ عديدها حوالي ١٣ الفا ، تعيش الجبهة الجنوبية (الحدود اللبنانية الفلسطينية) نسبة كبيرة من الاستقرار الذي تخرقها عمليات محدودة على جانبي الحدود، يتم ضبط ايقاعها ، انطلاقا من قوة الردع ، التي يتمسك بها طرفي الصراع ، اسرائيل وحزب الله برعاية دولية، بحيث ساهمت هذه الرعاية بأنجاز اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل ، الذي كان الحدث الابرز في العام ٢٠٢٢.

تحين هذه الذكرى، وسط توتر على الحدود، تسببه الخروقات الاسرائيلية المستمرة

كما تحين هذه الذكرى، وسط توتر على الحدود، تسببه الخروقات الاسرائيلية المستمرة، واطلاق صواريخ وقذائف بين فترة واخرى ، باتجاه الاراضي الفلسطينية لم يتبناها رسميا احد.

والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم ، بعد هذه الحرب ، هل يدخل لبنان – حزب الله ، في نسج اتفاقات جديدة غير مباشرة مع العدو الاسرائيلي ، على غرار ترسيم الحدود البحرية ، وذلك في ضوء الحديث والتحركات الديبلوماسية، المنصبة على تحريك ملف استكمال ترسيم الحدود البرية ، مع الجانب الاسرائيلي ، في كل من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا؟

السابق
«حزب الله» يعطل تعيين بديل لسلامة كرمى لباسيل..والفاتيكان يتحرك رئاسياً!
التالي
اليكم أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 12 تموز 2023