رسالة من مواطنٍ إلى صاحبي المعالي

خطوة جيدة قام بها وزيرا الإتصالات والإعلام في حكومة تصريف الأعمال الوزير جوني القرم والوزير زياد المكاري، تمثّلت بتقديم 30 دقيقة مكالمات مجانية على شبكة الخليوي للخطوط الثابتة والمسبقة الدفع في 12 تموز على الشبكة الثابتة والمسبقة الدفع في 12 تموز وعلى الشبكة الثابتة عبر زيادة إستخدام الإنترنت 50 غيغابيت و1000 دقيقة تخابر عن شهر تموز.

حملة أطلقها الوزيران بعنوان #خلينا_نتحاور وذلك بمناسبة اليوم العالمي للحوار، الذي يصادف في 12 تموز، لتشجيع الحوار والتواصل بين اللبنانيين كما قالا في مؤتمر صحفي مشترك عقداه في وزارة الإتصالات.
صاحبا المعالي… لم أكتب اليوم بصفتي الدينية أو المهنية بل بصفتي المواطنية، كمواطن يعيش في بلد أنتما شريكان في ادارة شؤونه، من موقعكما كمسؤولين ووزيرين، موقعان أنتما اخترتماهما بمحض إرادتكما، لأقول لكما إن هذه الحملة ناقصة بل يتيمة حتى لا اقلّل من شأنها أكثر خاصة في وقتٍ “ما حدا قادر يحكّ براسو” حيث المواطن اللبناني يشقى بالعمل ليلاً نهاراً لتأمين قوت يومه، إن تيسّر له ذلك.. فلا يجد وقتاً للتحاور حتى داخل أسرته، مع زوجته وأولاده. بعد أن أعيته الهموم وأثقلته المستحقات اليومية والشهرية. فأي حوار ترجوانه منه؟ وهو بالكاد قادر على الحياة.

المواطن اللبناني يا صاحبي المعالي لا يحتاج إلى 30 دقيقة مجانية ولا 50 غيغابيت أو 1000 دقيقة تخابر لتشجيعه على الحوار مع أهل بلده، إنما يحتاج إلى من يؤمّن له ولأولاده فرص عيشٍ كريم في وطنه، بعيداً عن الهجرة التي حتى هي أصبحت عنده حلماً صعب المنال.

فلا أحد يستطيع أن يزايد على اللبناني في وطنيته وإخلاصه لبلده واحترامه للعيش المشترك والحوار البناء مع كل مكونات النسيج اللبناني.
لكنه الفقد يا صاحبي المعالي…

فلقد فقد اللبناني الكثير، فقد الثقة بكما، بل بكل وزير في هذه الحكومة وكل مسؤول في هذا البلد، فقد الأمن والأمان، فقد الراحة والإطمئنان، فقد الصحة والعافية، فقد التربية والتعليم، فقد العدل والإنسانية، فقد الإبتسامة ومعنى الحياة، في بلدٍ لطالما كان يعجّ بالحياة، فقد الأمل وأي شيءٍ أصعب من فقدان الأمل؟
فيا حبّذا لو قدمتما الضروريّات على الكماليّات، وقمتما بحملةٍ جديةٍ لتخفيف الأعباء عن كاهل اللبنانيين، كاستعادة الأموال المنهوبة، ورفع اليد عن الأموال المحجوزة لدى المصارف، ومحاربة الفساد المستشري والمتغلغل في أغلب مفاصل الدولة، والحدّ من البطالة وتأمين فرص عملٍ للشباب، والعمل على تقليص الهدر العام وتخفيض الضرائب. لخلقتما لهم فرصةً حقيقيةً للحوار، سقفها القانون، وحدودها الإحترام المتبادل والعيش المشترك، ومساحتها كل أرض لبنان.

لقد سئم اللبنانيون وملّوا منكما ، بل من الحكومة كلها ومن وعودها الكاذبة وإنجازاتها الوهمية، فما عادوا يثقوا بكل ما تقوم به أو تقدّمه، فحتى لو قدّمت لهم العسل سيحكمون عليه بأنه سمّ قاتل، فلقد وللأسف تحطّمت أواصر الثقة بين المواطن والمسؤول ليتحول المعنيّ المباشر برفع المعاناة عنّا إلى وحشٍ كاسرٍ يتربّص بنا…

السابق
حسن منيمنة وتجربته في اصلاح القطاع التربوي: الصعب يصبح مستحيلاً وسط تصاعد المحاصصة
التالي
استدرج ٣ فتيات صغار الى منزله في صور.. و«القوى الأمنية» بالمرصاد!