الأديبة الفلسطينية سلمى الخضراء الجيوسي .. عمرها النَّضِر نضب!

الشاعرة المخضرمة الأديبة والناقدة والمترجمة الفلسطينية، سلمى الخضراء الجيوسي، تترك عمرها النضر وترحل عن الحياة وتنضم الى قافلة الغياب، عن 95 عاماً، بعد مسيرة أدبية وأكاديمية طويلة.
توفيت في عمان ، ونعت وزارة الثقافة الفلسطينية الجيوسي :” إنّ الثقافة الفلسطينية والعربية خسرت أكاديمية فلسطينية كرست حياتها لنشر الفكر والثقافة الفلسطينية والعربية”.
لقد ساهمت الراحلة في إعلاء ثقافة شعبها وتعميمه على العالم، وخصوصاً قراء اللغة الإنكليزية.وعُرفت طوال عمرها مدافعة عن قضية شعبها وعن حضارته ومنجزاته المعرفية والفكرية، وإبداعاته الفنية والأدبية.
سلمى صبحي الخضراء الجيوسي ولدت في العام 1928 في مدينة عكا المحتلة، وترعرعت فيها وفي حي البقعة في مدينة القدس المحتلة، ثم انتقلت إلى الأردن بعد نكبة العام 1948. درست الأدبين العربي والإنكليزي في الجامعة الأميركية في بيروت، وحصلت على درجة الدكتوراه في الأدب العربي من جامعة لندن، وقامت بالتدريس بعد تخرجها من لندن في العام 1970، وتخصصت في الأدب العربي وعلمته في العديد من الجامعات العالمية والأجنبية.
أسست الأديبة الراحلة مشروع “بروتا” للترجمة في العام 1980، الذي قدّم الثقافة العربية إلى الغرب.
وحصلت على العديد من الجوائز خلال حياتها، كان آخرها “جائزة محمود درويش” للعام 2023، وذلك عن “فئة المبدع الفلسطيني”.


ديوانها الشعري”صفونا مع الدهر”، قدمت فيه حصاد تجربتها الشعرية،وفي ديوانها: “العودة من النبع الحالم” قدمت فيه تجربة شعرية خاصة، فمزجت بين الفصحى والعامية أو المحكية الفلسطينية، موظفة التراث بلغة لافتة وهادئة جداً: “صفد يا عالية وبراس تلة”.
وظلت فلسطين الفكرة والذاكرة والهوية حاضرة في كل كتاباتها ونشاطها.
(كتبت الراحلة قصيدة بعنوان: “ما وراء الحدود”):
أعبرنا الحدود؟
قد عبرنا. أيعلم عشاقنا
كم صلاة تلونا ؟ وكيف استطالت إلى الضوء أشواقُنا؟
كم هدمنا على دربنا من سدود؟
نحن جُزنا الحدود إلى عالم
لا ينام به العاشقون
وعبرنا السياجات من نبعنا الحالم
حيث كان هوانا الرضا والسكون
ودخلنا إلى منبع النار,
ماتت براءة أحلامنا ,
واستبدَّ بنا الساهرون .
يا اتقاد الهجير
نحن في رحلة الشوق جُزنا إليك المحال
عابرين على عالم غسقيٍّ غريرْ
فيه حتى الطحالب ترمي الظلال الطوالْ
آه ماذا وجدنا وراء الحدودْ؟
أرهقتنا الأصابع
عرّى شجانا اللهيبْ
واستبد بأسرارنا
هاتكا سترنا ,
جاريا للرياح بأخبارنا
( يا عبودية الضوء , لن أتعرى
أحب الـظلام الكئيب ْ
وأحب الزوايا القريرات ,
أوثر أمسية معْ حبيبْ
وأحب التغرُّب بين الجموع ,
بقلب العباب الرحيب )
آه لا رجعة , أنتِ ملك الهجير
هوة حيث كنت , وتمثال ملح , وصلب ,
والتعري شجاعة قلب يحب
آه سيري , طريق الوديعين صعب ,
اصعدي درجات السعير
إن وصلت
سينبُع عند خطاك الغدير .

السابق
بعدسة جنوبية.. لودريان في السراي وبكركي
التالي
حتى لا تتحوّل الهوية الوطنيّة اللبنانية إلى حُلُم مستحيل !