«لبننة العراق» في منتدى «جنوبية».. شهادات ونقاشات حول التقاطعات والتعقيدات

بين "لبننة" العراق و"عرقنة" لبنان، مقاربة تجلّت واقعاً في البلدين أكثر من أي وقت مضى، فالمجموعة التي تتحكم بالحياة السياسية والوطنية في العراق كما لبنان، أغرقتهما في أزمات لا تُعد ولا تُحصى، وحوّلت الشعب الى فئات، وتم تقاسم السلطة والوزارات والسفارات والقضاء والجيش بين الأحزاب، بحسب الطوائف والمذاهب، في مشهد يعكس حجم التشرذم الذي تفاقم الى حد كبير في السنوات الأخيرة، وهو ما تم تسليط الضوء عليه، في اللقاء الذي نظمه "منتدى جنوبية" في مقرّه في رأس النبع، حيث عرض الكاتب والشاعر العراقي عبد المنعم حمندي والكاتب العراقي أمجد توفيق والإعلامي العراقي أكرم توفيق للأسباب والتطورات، التي أدت الى وصول الأوضاع في البلاد الى ما هي عليه.

شكّل واقع العراق والإشكاليات التي يعيشها، كما تشابهها مع الوضع اللبناني، محور اللقاء الذي تخلله نقاشات، للوقوف على حيثيات الواقع العراقي “الملبنن” عن قرب سياسياً ودينياً وثقافياً واعلامياً، وقدم خلاله المتحدثون شهادات موثقة لتفاصيل الواقع بتعقيداته، في حضور الى رئيس تحرير موقع “جنوبية” الصحافي علي الأمين، الدكتور عبد الحسين شعبان، الزميل مجيد مطر، نضال أبو شاهين، علي أشمر، الزميل وسام الأمين.

عكس الأمين في مستهل إدارته للقاء، مدى حضور العراق في الذاكرة اللبنانية والتواصل المستمر والدائم بين الأجيال، وتطرق الى “تشابه الأزمات التي يعيشها البلدين، نظراً لابتلائهما بنظام طائفي، إذ باتت الميثاقية والتوافقية ترتبطان بالطوائف، ما أدى الى تراجعهما”.

وأوضح “أن الهم مشترك وواحد بين البلدين وشعبيهما، على المستويات الثقافية والدينية والسياسية والإعلامية”، متوجهاً بالشكر الى المتحدثين “على اتاحة الفرصة أمام الحضور للاطلاع عن كثب على واقع العراق”.

عبد المنعم حمندي: هناك محاولة للبننة العراق حيث تغيب الطائفية ويتواجد الطائفيين

“كان هناك محاولة للبننة العراق حيث تغيب الطائفية ويتواجد الطائفيين الذين حولوا البلاد الى دول حزبية”، وفق حمندي الذي لفت الى “أنه كان الشعب العراقي يعيش حياة متضامنة في الأفراح والأتراح، فالمجتمع العراقي وتحديداً في بغداد، لم يكن فيه تفرقة بين المذاهب”.

وأوضح أن “ما يحصل طائفياً هو أمر طارئ سيزول، فطبيعة المجتمع العراقي غير طائفية، وهناك تجهيل متعمد من قبل الإحتلال وكذلك من قبل المنابر والأحزاب الدينية، فتم العمل ليكون الولاء للطائفة وليس للوطن”.

واعتبر “أن المشكلة الكبرى هي خارجية وليست في الشعب، ومعالجة ذلك يحتاج الى رؤية وطنية، والى حصر السلاح بيد الدولة وانهاء الميليشيات، كما الدستور الذي تم ترتيبه على نظام المحاصصة ويجب العمل على الغاء هذا المبدأ، إن كان طائفياً أو سياسياً”.

عبد المنعم حمندي

أمجد توفيق: العراق يحتاج لتوافق حقيقي وتغليب المصلحة الوطنية على النزعات الفئوية

بدوره، تناول امجد توفيق حال المجتمع العراقي مشيراً الى “ان ما يهم المواطن العراقي هو أن يشعر بكرامته أولاً، وختم بالاشارة إلى “سياسة التجهيل والاستثمار في الجهل وإلى انتشار الأمية بشكل مخيف ومقلق لمستقبل العراق”.

أمجد توفيق

أكرم توفيق: ارتبطت الثقافة والإعلام بالسياسة ومن يتحكم بشكل عام هو من يملك المال

من جهته، عرض أكرم توفيق “لتجربته في الإعلام، وتحدث عن حقبة غنية على المستوى الثقافي والفني في الموصل كان الإعلام في صلبها.

وتناول “ظاهرة نشوء الفضائيات في مختلف المحافظات، حيث ارتبطت الثقافة والاعلام بالسياسة، وبات لكل حزب قناته وزاويته الثقافية، ومن يتحكم بشكل عام هو من يملك المال”.

أكرم توفيق

وفي الختام، كان نقاش بين المتحدثين والحضور حول مرحلة ما قبل الاحتلال الأميركي وما بعده، والمتغيرات الحالية التي تحكم الساحة العراقية.

علي الأمين
عبدالحسين شعبان
السابق
«التحدي كبير».. ميقاتي: المرحلة صعبة والأجواء محمومة
التالي
ارتفاع طفيف بدولار السوق السوداء.. كم أقفل؟