بين بري والبخاري.. هل من جولة قريبة من عروض «السيرك الرئاسي»؟!

بري البخاري

بعد جمود وإرباك وضبابية في المشهد الرئاسي، شهد الاسبوع الفائت سلسلة تحركات مكوكية قام بها السفير السعودي وليد البخاري على المرجعيات والجهات السياسية، نقل خلالها للمسؤولين اللبنانيين موقف بلاده الرسمي من الاستحقاقات السياسية، قابله رئيس مجلس النوّاب نبيه بري بضرب منتصف حزيران، موعدا لملء الفراغ الرئاسي بعد 11 “مهزلة”، حدثت تحت قبة البرلمان الذي أطفأ نوابه شمعتهم الاولى، وشهرهم السابع دون أن يفلحوا في إنتخاب رئيس لجمهوريتهم.

وإزاء هذا الواقع يتردد السؤوال، هل نضجت طبخة إنتخاب الرئيس محليا وخارجيا، وهل يدعو بري للجلسة الثانية عشرة بعد مرور أربعة أشهر على مرور آخر دعوة؟

لا شك أن إنعكاسات الإتفاق السعودي الإيراني وصلت تردداته الأولية الى لبنان بشكل إيجابي، تولّى البخاري نقل الصورة من الرياض الى بيروت بدقّة وحرفية، سار بين ألغام السياسة اللبنانية، كشف عن الغموض الذي حار به لبنان وحدّد الاطار العام، رسم خارطة الطريق وإبتعد عن الزواريب تاركا التفاصيل لشياطين الداخل، الذين كانوا بانتظار كلمة سرّ تخرج من بين سطور الديبلوماسي المخضرم، فخيّب آمالهم وأعادهم الى المذاكرة و”تقبيع” شوك الطريق بيدهم دون تلكؤ.

لا شك أن إنعكاسات الإتفاق السعودي الإيراني وصلت تردداته الأولية الى لبنان بشكل إيجابي

في المقابل، سارع بري مستخدما أحد أرانبه لكسب الرضى السعودي محاولا إحراج المعارضة محليا وخارجيا من خلال الإيحاء بتعيين جلسة انتخاب رئيس قبل الخامس عشر من حزيران، وضرورة انتخاب رئيس قبل هذا التاريخ، حاصرا هدف انتخاب رئيس الجمهورية بتعيين حاكم جديد لمصرف لبنان، مراهنا على عدم تمكّن المعارضة من الإتفاق على إسم لخوض النزال الرئاسي.

مصادر سياسية متابعة بشكل حثيث للإتصالات الرئاسية رأت لـ”جنوبية”، أن “مكوّنات الطبخة الرئاسية لا تزال ناقصة، وهي تحتاج لوقت إضافي لاكتمالها ووضعها على النار، فالإتفاق الايراني السعودي لم يترجم عمليا وميدانيا بعد، وهو لم ينسحب على لبنان قبل أن يكمل تموضعه في اليمن وسوريا والعراق، وأن الحل اللبناني لن يكون إلا ضمن سلّة واحدة، وما الضجيج الداخلي إلا لنيل حصة كبيرة من هذه السلّة وتحسين شروط أي تسوية مقبلة”.
وبحسب المصادر، فان “المملكة السعودية وضعت من يريد كسب ودّها على حافة الهاوية، وجعلتهم في حيرة من أمرهم وزادت من تردّدهم، فهم لن يجرأوا على وضع أي اسم في الصندوق دون تزكية وإشارة منها، حتى لو قالت أنها لن تتدخل وأنها لا تضع فيتو على أي اسم”.

مكوّنات الطبخة الرئاسية لا تزال ناقصة، وهي تحتاج لوقت إضافي لاكتمالها

واذ لفتت الى ان “عرّابة الطائف تدرك أن صندوق الديموقراطية في لبنان هو مفخخ بالعبوات الناسفة، لمن لا يقرأ جيدا، لذلك تركت السياسيين أمام مغامرة كبيرة فإن بري الخبير في الديموقراطية التوافقية، يعلم أن موازين القوى في البرلمان الجديد لا تنتج رئيسا، دون رعاية خارجية من الألف الى الياء، و أن السياسيين في لبنان لم يبلغوا سن النضج”.

السعودية تدرك أن صندوق الديموقراطية في لبنان هو مفخخ بالعبوات الناسفة، لمن لا يقرأ جيدا، لذلك تركت السياسيين أمام مغامرة كبيرة

وخلصت الى انّ “بري يعلم أيضاً أن مرشّحه لن ينال أكثر من 60 صوتا، في أحسن أحوال الوقت الراهن، لذلك فهو يمارس آخر ألاعيب السيرك اللبناني، بإنتظار نضوج الطبخة الخارجية، وإنتقال الشيف الى المطبخ اللبناني، حتى لو حدّد موعدا لمسرحية جديدة تحت قبة البرلمان لا رئيس للبنان”.

السابق
ارتفاع طفيف للدولار «الأسود».. كم سجل صباحاً؟
التالي
حارث سليمان يكتب لـ«جنوبية»: تصفية قيادة «سرايا القدس» في ظلال «وحدة الساحات»