إكرام «السيادة»..دفنها!

قصر الاليزيه

كشف الإستحقاق الرئاسي عيوب وعورات، محوري الممانعة والسيادة، لجهة التمسك بدول القرار لتمرير رئيس لقصر بعبدا، يحظى برضا العرب والعجم والغرب، بعد ان تعالت أصواتهم برفض التدخلات الخارجية ، بالنسبة للممانعة ومن قبل إيران بالنسبة للسيادة، والرهان على التوافق الداخلي لجعل الإستحقاق صناعة لبنانية.

خيّط مرشح الممانعة طريق باريس ذهاباً وإياباً، لنيل رضا الأم الحنون، كما استمسك الثنائي الشيعي بالدور الفرنسي لجعل سليمان فرنجية رئيساً، وهذا أيضاً طريق السياديين، حيث زار رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل فرنسا، لجعلها غير متحمسة لرئيس ممانع، كما استمسك السياديون بالدور السعودي في ثباته، على خيار مرشح استقلالي، بغية إبقائه في صف السيادة مخافة بيعهم لصالح الإتفاق مع إيران.

قبل فرنجية والجميل لم يترك جبران باسيل باباً فرنسياً إلاّ وطرقه لعلّه يفتح له نافذة على قصر الرئاسة بعد أن ملّ أسماعنا بجودة الصناعة اللبنانية

وقبل فرنجية والجميل، لم يترك جبران باسيل باباً فرنسياً إلاّ وطرقه، لعلّه يفتح له نافذة على قصر الرئاسة بعد أن ملّ أسماعنا بجودة الصناعة اللبنانية، ورفضه المطلق للتدخلات الخارجية، كونها تنتقص من سيادة لبنان وتجعل منه محتلاً لهذه الدولة أو تلك.

إقرأ ايضاً: «تسخين دبلوماسي» لملف الرئاسة..والمنظومة «تنجو» مرحلياً من المساءلة الدولية!

حتى اللحظة، لم يبق حزباً إلا وراهن على الخارج، وهذا ما دفن السيادة وجعل منها مجرد شعار إنتخابي تحميسي لبقايا وطنيين، ورغم عدم إيمان قوى معروفة بالسيادة، إلاّ أنّ محور الممانعة سقط أيضاً أمام إندفاعه للدور الفرنسي، والرهان على الدور السعودي بعيد الإتفاق مع إيران، في وقت أمطرونا فيه بهزيمة المشروع الأميركي، وفي طليعة هذا المشروع الدورين الفرنسي والسعودي.

محور الممانعة سقط أيضاً أمام إندفاعه للدور الفرنسي والرهان على الدور السعودي بعيد الإتفاق مع إيران في وقت أمطرونا فيه بهزيمة المشروع الأميركي

في كل مرة تتكشف عيوب أحزاب الطبقة السياسية، وفي كل مرة تنعدم فيها إمكانيات الحلّ عندهم أمام أيّ إستحقاق لا يلبي مصالحهم، فهم يتفقون على ما ينفعهم ويختلفون على ما يضر بأهوائهم، ففي الوقت الذي يختلفون فيه على الإستحقاق الرئاسي، إتفقوا على تأجيل الإنتخابات البلدية، وفي الوقت الذي اختلفوا فيه على تفسيرات دستورية لدور الحكومة، في ظل فقدان لبنان لموقع رئيس الجمهورية، إتفقوا على تسير مصالحهم في جلسات منتقاة داخل الحكومة والمجلس النيابي.

فرنسا تسيء لنفسها عندما تقبل أن تكون طرفاً في الإستحقاق الرئاسي وهي التي منّت على اللبنانيين بالجنرال الذي احتفظت به ليوم أفقر فيه البلاد والعباد

هنا تكمن لا أزمة الداخل المعروفة، لأي مولود في لبنان بل أزمة الخارج، الذي يتعاطى مع هكذا أحزاب بكل مسؤولية، ويوفر لها الحماية اللازمة كي لا تسقط، وهو من مدها بالمال الذي أفسدها، واستمر في تغطية فسادها وجدّد لها سوء إدارتها السياسية والمالية والأمنية، بترقيعات تنجيها من كل مهوار.

ها هي فرنسا تسيء لنفسها، عندما تقبل أن تكون طرفاً في الإستحقاق الرئاسي، وهي التي منّت على اللبنانيين بالجنرال الذي احتفظت به ليوم أفقر فيه البلاد والعباد، ولم تُبدّل حتى الآن من رهاناتها الهوجاء، لأنها تفتقد لحكمة السياسة، في وقت تبحث فيه عن مصالح تلوح في الأفقين الإيراني والسعودي.

السابق
فر من السجن وإرتكب عدداً من الجرائم..و«المخابرات» توقفه بعد عامين ونصف!
التالي
حارث سليمان «يفضح» شراكة الاسد وبري وفرنجية وباسيل في فيول شركة الكهرباء منذ لوزان حتى اليوم!