خاص «جنوبية»: «حزب الله» يصعد ليمدد رئاسياً.. وفرنجية «ممتعض»!

سليمان فرنجية

شهدت عطلة عيد الفطر، تحوّلا وتصعيدا مفاجئا في خطاب “حزب الله الرئاسي”، ما يشي الى نيّة مبيّتة لتمديد الفراغ، بالإستفادة من تشرذم المعارضة التي لم تلتق حتى الآن، على إسم جدّي تواجه به الداعمين لمرشّح “الثنائي الشيعي”.

قيادات الحزب التي تمظهرت منذ إعلان ترشيح رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، بأنها تنتهج سياسة اليد الممدودة والدعوة للتفاهم والتنازل المتبادل، أطلق نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم مرحلة جديدة من الخطاب الرئاسي، مرحلة أكثر حدّة وتشدّدا وتحدّيا، تبلورت في تغريدة بلغة فوقية محفورة بأحرف إستفزازية، وضع الحزب من خلالها البلد أمام مرشحين: فرنجية أو الفراغ، ما دفع برئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، الى شن هجوم على فريق الممانعة، لم توفّر سهامه فرنسا التي اتهمها بأن لها مصالح إقتصادية وراء الصفقة مع “حزب الله”.

خطاب حزب الله التصعيدي أعاد الى الأذهان محطتين خطيرتين من تاريخ لبنان، الحقبة الاولى عام ١٩٨٨ عندما الموفد الأميركي ريتشارد مورفي عبارته الشهيرة “مخايل الضاهر أو الفوضى”، محذرا حينها من الوقوع في فراغ دستوري، والحقبة الثانية عام ٢٠١٤ عندما رفع “حزب الله” شعار “عون أو لا أحد” وإمتد الفراغ ٢٩ شهرا إنتهى بانتخاب عون رئيسا عام ٢٠١٦.

المرحلة لا تشبه مرحلة ترشيح ميشال عون، الذي لم يعلن الحزب عن دعمه له الا بعد أن نضجت التسويات

مصدر في “تيار المردة” أبدى إستغرابه من “لغة الحزب الاستفزازية”، كاشفا أن “تغريدة الشيخ نعيم أزعجت فرنجية”، مضيفا ان “كلامه يحتاج لتوضيح:.وتساءل المصدر “هل يعلم الشيخ نعيم أن كلامه يحرق مرشح “الممانعة” ويصب في صالح المعارضين له”؟ واشار الى “أن المرحلة لا تشبه مرحلة ترشيح ميشال عون، الذي لم يعلن الحزب عن دعمه له الا بعد أن نضجت التسويات منعا لاحراجه وحرصا على وصوله الى كرسي بعبدا”.

وتوقّع المصدر أن “تخلق نبرة الحزب العالية حركة مقاومة شرسة بوجه فرنجية ومن يدعمه، وأن يتغلّب منطق القوّات في الشارع المسيحي على منطق “الإعتدال”، وتعيد المتردّدين الى الاصطفاف خلف الثلاثي المعارض.”

فرنجية الذي “أحرجه فريق الممانعة بترشيحه قبل اعلانه ترشيح نفسه”، بحسب مصادر مواكبة للإتصالات الرئاسية لـ”جنوبية”، “حاول جاهدا الإستفادة من إطلالة بكركي لإقناع معارضيه بمشروعه، والخروج ولو شكليا من تحت جناحي “الثنائي الشيعي” وإثبات مسيحيته وحرّية قراره ، لكن الحزب الى “فقاسة الممانعة الرئاسية”، ليترسّخ مجددا الخوّف في الشارع المسيحي القلق على مصيره وقراره، في ظل خطاب الإستقواء والإملاء والإستفراد، في فرض الرؤساء الثلاثة دون أي اعتبار للميثاق الوطني”.

التحوّل السريع في خطاب الحزب وضعته المصادر عينها في خانة التنسيق الفرنسي_ الإيراني تحت الطاولة

التحوّل السريع في خطاب الحزب وضعته المصادر عينها في “خانة التنسيق الفرنسي_ الإيراني تحت الطاولة لمواجهة الرفض السعودي_الاميركي، في محاولة لكسب ورقة الرئاسة، في خضم التحولات في المنطقة وعلى مشارف دخول لبنان خارطة الدول النفطية”.

لم يصمد طويلا خطاب الحزب الناعم الذي تلقّاه في صالونات قصر الصنوبر، بحسب هذه المصادر، كما أنه إنقلب على خطابه المهذّب الذي “دوزنه” بعد ان استوعب صدمة الإعلان المفاجئ عن إتفاق الصيني العظيم بين السعودية وايران.

اللهجة العالية التي تمثّلت في تغريدة الرجل الثاني في حزب الله، يبدو أنها مستوحاة من التعثّر الفرنسي في إختراق جدار الصمت السعودي الرافض ضمنيا لفرنجية

ورات أن “أن اللهجة العالية التي تمثّلت في تغريدة الرجل الثاني في حزب الله، يبدو أنها مستوحاة من التعثّر الفرنسي في إختراق جدار الصمت السعودي الرافض ضمنيا لفرنجية، ومن قطبة مخفية في مكان ما على سكة الإتفاق السعودي الإيراني في الإقليم”.

وخلصت الى “فشل المرحلة الأولى من التسويق لفرنجية، واصطدامها بحائط سد محلي وسعودي وأميركي، وظهر هذا الفشل في تصعيد المعارضة المسيحية نبرتها، وجنوح مواقفها نحو الرد على التحدّي بالتحدي”.

السابق
الدولار الاسود يفتتح على ارتفاع.. كم سجل؟
التالي
الأمطار في طريقها الينا.. إليكم ما يحمله طقس الأيّام القادمة