مَحاضِرُ تحقيقات اغتياله في كتاب.. الأمين العام الأوّل لـ«الشّيوعيّ اللبناني» فرج الله الحلو شهيد التّحرّر الوطنيّ

في أوائل الستينات من القرن الماضي

كتاب ” فرج الله الحلو … شهيداً ” ، الذي أصدرته ، حديثاً، ” دار الفارابي ” في بيروت ، في طبعة أولى 2022 ، هو كتاب مَحاضر التّحقيقات التي أجرتها السلطات السورية في العام 1962 في مجريات وقائع مَقتل فرج الله الحلو . وإلى ذلك، فإنّ هذا الكتاب ، يضمّ أيضاً ألنّصّ الحرفيّ للدّعوى القضائيّة التي أقامتها عائلة الشهيد فرج الله الحلو ضدّ مُرتكبِي جريمة اغتياله ، ذلك لأنّ هذه الدّعوى ، هي الدّعوى التي أجرِيت بموجبها هذه التّحقيقات .
ولقد قدّم لهذا الكتاب مديرعام دار الفارابي الدكتور حسن خليل .

وتتألّف محتويات هذا الكتاب ، من مقدّمة ، ونصّ الدّعوى ، ونصوص محاضر التحقيقات . ويحمل الغلافُ الأخير ثَبتاً مختصَراً لِسِيرة الشهيد فرج الله الحلو .

عُذِبَ وقُتِلَ دون مُبرِّر

ويُفِيدُ هذا الكتاب ، أنّه بُعَيد استشهاد الأمين العام الأوّل للحزب الشيوعي اللبناني فرج الله الحلو ، الذي اعتقلته ، في دمشق ، قوة تابعة للمباحث السورية بتاريخ 25 حزيران 1959 وسجنته ، حيث قضى شهيداً تحت التّعذيب والتنكيل ، قدّمت عائلته دعوى قضائيّة ضدّ قاتِلِيه ، إلى المدّعي العام لدى المجلس العدلي الخاص في سورية ، في ذلك الوقت ، عبر وزارة العدل السورية : ” حيث – وكما جاء في نص الدعوى – أنّ المرحوم فرج الله الحلو لم يرتكب أيّ ذنبٍ يبرِّر اعتقاله ، مع الإضافة أن لا شيء يبرّر تعذيبه ، وفي النتيجة قتله ، دون تحقيق قضائيّ ودون محاكمة”.

هذا الكتاب هو كتاب محاضر التحقيقات الرسمية بنصها الحرفي في جريمة قتل الأمين العام الأوّل للحزب الشيوعي اللبناني

وتنوّه المقدّمة : ” بأنّ النّصّ الوارد ( نص التحقيقات ) هو النص الحرفي لمَحضَر التحقيق الرّسمي الذي قامت به السلطات السورية عام 1962 ، بناءً للدعوى المقَدّمة من عائلة الشهيد بواسطة وكيلهم الأستاذ ميشال عقل”.

من مقدّمة الكتاب

ومما جاء في مقدّمة هذا الكتاب ، التي حملت عنوان : ” لكَ في الوجدان أثرٌ لن يُمحى ” :
” فرج الله الحلو … شهيداً ” ، هو عنوان ما بين ضفتي هذا الكتاب ؛ عنوانٌ لا يحمل جديداً ، فالشهيد معروف ، هو أمين عام حزبٍ قدَّم الكثير ، ومن هذا الكثير ، رهطٌ من قادته : أمناء عامّون ، وأعضاء مكاتب سياسية ولجان مركزية ومسؤولو مناطق وقطاعات ، قدّم مثقفين وكُتّاباً وفنانين ، قدّم طليعة من أصحاب الرأي والتنظيم والنقابات والعمّال والفلاحين …

قافلة شهداء

“قافلة شهدائه دارت بين المدن والقرى اللبنانية والسورية تزف أبناءها شهداء ، دفاعاً عن فلسطين وسوريا ولبنان والعراق ومصر … دفاعاً عن الوحدة الحقيقية للشعوب العربية . “

هذا الكتاب يحتوي أيضاً على النص الحرفي للدعوى القضائية التي قدّمتها عائلة الشهيد فرج الله الحلو ضدّ قاتليه إلى وزارة العدل السورية بُعيد استشهاده

“هو أبو فياض ، الذي لم تشفع له أو لحزبه تلك النضالات ، فسقط في أقبية الجَلاّدِين ، المنتحلين صفة الدفاع عن الوحدة العربية ، شهيداً وشاهداً على ذلك الغدر والطعن في الظَّهر لمشروع التَّحرُّر الوطني ، والذي كان حلمه ونضاله ونضال حزبه ” بأن يكون هذا الساحل العربي منبت حركة وطنية أكثر وعياً وأسلم محتوى ، تحتلّ مكاناً في الطليعة بين الحركات الوطنية في الأقطار العربية الشقيقة ” . بهذا بشَّر الأمين العام الأوّل للحزب الشيوعي اللبناني الشهيد فرج الله الحلو . وعلى تلك البشرى كانت الصفوف تتراص ليبدأ ذلك المسير الخالد من أجل الوطن الحروالشعب السعيد ، ذلك الشعار الذي لم تتحمله أجهزة القمع فتصدّت لحامليه وزجت بهم في غياهب الموت والسجون .

الوفاء للقائد الرّمز

” واليوم ونحن على بُعد ستين عاماً من ذلك الحدث ، لا نزال نعيش تلك الجاهلية المتوارثة جيلاً بعد جيل ، نحصي خيباتنا وندلل على خطايانا ، ونحتفل ببعض انتصارات أو إضاءات في مسار يومياتنا الحالكة السواد . من هنا كان الاستحضار لتلك ” الموقعة ” الفاقعة في فاشيّتها ، والممهورة ببصمة من امتلك الحكم ، ليس كي يحكم ويدير الأمور باتجاه مصالح الشعوب المناضلة ، والتي سكنت الشوارع انتصاراً للعروبة والتحرر والوحدة ، بل من أجل أن يضع نيشاناً إضافيّاً على صدره ، لاعتقاده بأنّه بذلك يرضي أولياء أمره . ها هي حالنا وأحوالنا ، وعلى ذلك نتابع العمل والنضال لتحقيق حلمك يا رفيق ، أيها القائد الذي مثّل اسمه وسلوكه أنموذجاً لا يتكرر ، لك الخلود ولك منّا كلّ الوفاء .

يهدف هذا الكتاب إلى تنشيط ذاكرة الأجيال الجديدة من خلال الإضاءة على شهادة رمزٍ وطنيّ كبير

” في النهاية ، هي محاولة ( أي محاولة استحضار موقعة استشهاد فرج الله الحلو في هذا الكتاب )لتنشيط ذاكرة الأجيال الجديدة من خلال الإضاءة على رموزٍ وطنية من طينة شهيدنا الكبير ، ولو من باب اغتياله . ففي المحضر الموجود بين أيدينا اليوم ، بالإضافة إلى ما يحمله من سلوك إجرامي ووحشي من قِبل القتلة ومشغليهم ، إلاّ أنّه يقدّم في المقابل تلك الصورة المشرِّفة عن طينة وطبيعة ذلك المناضل الشيوعي الصَّلب والعنيد والذي دفع حياته ثمن عدم إعطائه ولو معلومة صغيرة يمكن أن يستفيد منها القتلة ضدّ حزبه ورفاقه . هذا هو مثالنا ، ولنا في حزبه الشيوعي الكثير من الأمثلة والنماذج ، والتي نفتخر بها وبتلك السنديانة الحمراء الصلبة والمتسامية نحو السماء.” .

السابق
وجيه قانصو يكتب لـ«جنوبية»: الصواريخ من الجنوب.. رسالة استنكار
التالي
صندوق النقد الدولي يخفض توقعاته للنمو العالمي في 2023