العلامة الأمين.. رحيل وجه ديني وقامة فكرية وسيرة نضالية بارزة

السيد محمد حسن الامين

في العاشر من نيسان عام 2021، غاب عن لبنان وجه ديني وقامة فكرية وسيرة جهادية بارزة، شريكنا في تأسيس العديد من الهيئات اللبنانية والعربية كاللقاء اللبناني الوحدوي، والمؤتمر القومي – الإسلامي، والمنتدى القومي العربي ناهيك عن حضوره شبه الدائم في كافة فعاليات “دار الندوة”، وهو سماحة العلامة السيد محمد حسن الأمين رحمه الله.
كان العلامة السيد محمد حسن الأمين مؤمناً دون تعصب، مثقفاً دون تباهي، مفكراً دون تعنّت، محاوراً دون ضيق بالرأي الآخر، فاحتل مساحة من التقدير والإعجاب اتسعت لا لتشمل لبنان وحده، بل تشمل كل أرجاء الوطن العربي حيث كان يتقدم الحضور في كل مؤتمر قومي أو منتدى فكري أو مهرجان ثقافي..
وتشاء الأقدار أن يرحل العلامة الأمين في العاشر من نيسان 2021، أي في اليوم ذاته الذي دخل فيه العدو الصهيوني عاصمتنا عام 1973، وارتكبٍ “جريمة فردان” بحق القادة الثلاث كمال ناصر، كمال عدوان، أبو يوسف النجار وزوجته أم يوسف، كما فجر مبنى الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في الفاكهاني، وقتل في الأوزاعي شهيدين من العائلة المعروفة في برج البراجنة آل ناصر..
في رحيل العلامة الأمين في يوم استشهاد القادة الثلاث الفلسطينيين في واحدة من أبشع جرائم العصر الصهيوني، ومن أخطر انتهاكات السيادة اللبنانية بعد العدوان على مطار بيروت في 28/12/1968، حيث لم يكن في لبنان قوة قادرة ولا قرار جريء بالدفاع عن الوطن، أكثر من دلالة أول الدلالات تلك العلاقة الوثيقة بين أبناء جبل عامل، والعلامة الأمين في مقدمهم، وبين فلسطين، بل بين كل لبناني مخلص وواع وبين معركة الأمّة ضد العدو الصهيوني، وثانيها أن يتذكّر الفلسطينيون العلامة الأمين كلما تذكروا قادتهم الثلاث، وأن يتذكر اللبنانيون القادة الفلسطينيين الثلاث كلما تذكروا العلامة والعلم الذي افتقدوه.
رحم الله العلامة السيد محمد حسن الأمين الذي اجتمعت صيدا كلها في “تكريمه” من قبل المنتدى القومي العربي، يوم جرى نقله تعسفياً من موقعه القضائي في صيدا إلى بيروت.

السابق
«منتدى جنوبية» يُحيي ذكراه الثانية بلقاء مع العلّامة الأمين: محمد حسن الأمين مدرسة في الحداثة الرائدة والانفتاح
التالي
خاص «جنوبية»: قطر تسير في حقل ألغام رئاسي.. وهذا ما جرى في «الكواليس»!