الدولار يتفلت والبلاد «تغلي»..ولا لجم قبل الرئاسة والإصلاحات!

دولار ليرة مصرف لبنان

يسود التخبط في السوق المالية اللبنانية، نتيجة التفلت الكبير لسعر صرف الدولار من دون كوابح، وغياب أي إجراءات وتعاميم صادرة عن المجلس المركزي لمصرف لبنان، الذي من المقرر ان ينعقد غدا الأربعاء لدرس الواقع المأزوم لليرة اللبنانية.

وكشف مصدر مطلع في مصرف لبنان ل “جنوبية” ان مصرف لبنان “يدرس واقع المالي بدقة متناهية، بعدما عجز عن تأمين الدولارات لضخها في السوق المالية لامتصاص الحركة لمصلحة الليرة، بعدما انخفض احتياطه الالزامي الى اقل من 8 مليارات دولار أميركي في غياب تطبيق الخطط المطلوبة، لكن النتيجة جاءت عكسية، اذ ان الامتصاص يحصل للدولار الأميركي بدل الليرة، بحيث لو طرح مليار دولار في السوق لسحبت مباشرة، نتيجة الطلب على العملة الخضراء، لغايات جزء منها معروف وجزء غير معروف”.

انعكست عملية الارتفاع الصاروخي للدولار على تداعيات اقتصادية تجارية أخرى حيث أقفلت عددا من محطات الوقود نظرا لعدم قدرتها على التسعير

وربط سياسي ذو خلفية اقتصادية ل”جنوبية”، “بين الواقع السياسي المأزوم وبين التراجع الاقتصادي، وارتفاع الدولار الأميركي في السوق اللبنانية”. وذكر ان “كل الخطط التي يجب ان تطبق لوضع البلد على طريق الحل الاقتصادي، تصطدم بعراقيل سياسية بحتة، وان الخطط كان يجب ان تطبق منذ 3 سنوات، اما وقد جرى التأخير، فان التفلت هو القائم ويتجه نحو الارتطام الكبير، الذي من المستحيل إعادة تكوين الاقتصاد من جديد لانه يذهب فتاتا، يصعب تجمعيه على المستويات الاقتصادية والمالية في حال لم يتم تدارك الامر بالسرعة القصوى.

ورأى ان “التفاعلات السياسية اثرت تأثيرا مباشرا على صعود الدولار الأميركي، لان الاقتصاد اللبناني صغير، وبإمكان ضخ مبلغ يؤثر في السوق، لكن هناك إرادة لا تريد لهذا البلد ان يأخذ مداه على طريق الحل، فيتم امتصاص المبلغ بسرعة البرق، ويؤثر على عملية صعود الدولار على نحو مضطرد”.

إقرأ ايضاً: العثور على جثة المفقود وسام حكيم في بساتين الصالحية..هل يكون الانتحار السادس خلال شهر؟

واكد ان الحل” يبدأ بالتوافق على انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة وطنية، تستطيع انقاذ البلد بتقنيات عالية، بدءا بتطبيق الإصلاحات التي طلبها صندوق النقد الدولي، وصولا الى تطبيق خطة التعافي وإعادة هيكلة الاقتصادي والمالية العامة والمصارف والدولة بمؤسساتها واداراتها، وكل هذا يحتاج الى إرادة سياسية جامعة لا تشر المعلومات الى انها متوفرة في المرحلة الحالية القريبة على الأقل”.

مصدر مطلع في مصرف لبنان ل “جنوبية” : المصرف يدرس واقع المالي بدقة متناهية بعدما عجز عن تأمين الدولارات لضخها في السوق المالية لامتصاص الحركة لمصلحة الليرة

وخلص المصدر الى ان “لا نزول للدولار قبل انتخاب رئيس للجمهورية كحد ادنى، اذ ان المسألة خرجت عن تفاعلاتها الداخلية ويبدو انها أصبحت لعبة إقليمية دولية، وان الدوائر الغربية والعربية، تنتظر تسمية رئيس خارج المنظومة السياسية والقوى الحزبية القائمة، لأنها فقدت المصداقية في تعاطي المجتمع الدولي معها، نظرا لما اقترفته هذه المنظومة، التي تشير المعلومات الى دوائر غربية، تعمل على جمع المعلومات والملفات، للانطلاق بعملية محاسبة جدية ودولية في حال تفلت البلد على الآخر”.

لا نزول للدولار قبل انتخاب رئيس للجمهورية كحد ادنى اذ ان المسألة خرجت عن تفاعلاتها الداخلية ويبدو انها أصبحت لعبة إقليمية دولية

وانعكست عملية الارتفاع الصاروخي للدولار على تداعيات اقتصادية تجارية أخرى، حيث أقفلت عددا من محطات الوقود، نظرا لعدم قدرتها على التسعير، على الرغم من ان هامشا كبيرا من الربح تتركه المحطات داخلها بإبقاء ليتر او ليترين لمصلحتها، لكن صعود الدولار يأكل كل شيء.

كما اقفلت بعض المخازن الكبرى قبل ظهر اليوم وقلبت كل تسعيراتها بالدولار فقط، وعدم قبض أي مبلغ بالليرة اللبنانية.”

السابق
العثور على جثة المفقود وسام حكيم في بساتين الصالحية..هل يكون الانتحار السادس خلال شهر؟
التالي
بالفيديو: إقفال «مسلح» لمحال في البربير وكورنيش المزرعة!