بالفيديو.. مارديني لـ«جنوبية»: لن يبقى للمودعين أي دولار في هذه الحالة!

باتريك مارديني
ثلاث سنوات مضت على الأزمة المالية، التي بقي إيجاد حل جذري لها، عصيّاً عن الوصول اليه، وفيما الفجوة تتزايد أكثر فأكثر مع مرور الوقت، تتقاذف الدولة والمصارف المسؤوليات، ليبقى مصير أموال المودعين في حال لا تزال موجودة، في مهب التكهنات، حتى يتبين الخيط الأبيض من الأسود.

بالتزامن مع عودة سعر صرف الدولار الى الإرتفاع بعد ثبات لم يدم طويلاً، أعلنت جمعية مصارف لبنان العودة إلى الإضراب اعتباراً من غد الثلاثاء للمطالبة “باتخاذ التدابير القانونية السريعة لوضع حدّ للخلل في اعتماد معايير متناقضة في إصدار بعض الأحكام القضائية التي تستنزف ما بقي من أموال تعود إلى جميع المودِعين وليس لبعضهم على حساب الآخرين، ووفق ما أكده الخبير الاقتصادي باتريك مارديني لـ”جنوبية” فإن “الدولار مقابل الليرة سيستمر بالصعود، والليرة ستتابع الإنهيار، والمسار التصاعدي لن يتوقف جراء طباعة لبنان لليرة بكميات كثيفة من أجل مد الحكومة والمصارف بالسيولة”، لافتاً الى “أن هذا النهج متواصل والوضع لن يتغير، لذلك فالمسؤولية التاريخية تقع على مصرف لبنان الذي عليه أن يتوقف عن طباعة الليرة لحماية اللبنانيين من المزيد من الفقر لأن السبب الرئيس لذلك هو انهيار سعر الصرف، فالـ 3 ملايين ليرة كانت تساوي ألفي دولار والآن أضحت بحدود الـ 50 دولاراً، وبالتالي وفق الوضع الحالي الدولار الى ارتفاع والقدرة الشرائية للمواطن ستستمر بالإنهيار”.

المسؤولية التاريخية تقع على مصرف لبنان الذي عليه التوقف عن طباعة الليرة

وشدد على “أن الحكومة اللبنانية المفترض أن تقوم بالإصلاحات لترشيد نفقاتها وتعزيز مداخيلها، تتغاضى عن ذلك لأنها مطمئنة بأنها تأخذ ما تحتاجه من المصرف المركزي الذي يجب عليه وقف تمويله للحكومة لاجبارها على القيام بالإصلاحات وتحقيق التوازن في الموازنة العامة، أما بالنسبة للمصارف، فيوجد كابيتال كونترول بالممارسة جراء تعاميم المركزي، وإن لم يتم اقراره، فيتم تعديله بشكل لا تعود المصارف بحاجة الى سيولة من مصرف لبنان، وحينها تتوقف طباعة الليرة والانهيار وارتفاع سعر الدولار، وتتنفس البلاد ويتم تحقي الإستقرار النقدي تمهيداً للمضي بالإصلاحات الأخرى”.

الحكومة تتغاضى عن القيام بالإصلاحات لأنها تأخذ ما تحتاجه من المصرف المركزي

ورأى مارديني “أن الخطوة الأخرى تكمن بايقاف هدر أموال المودعين، إن عبر منصة صيرفة أو غيرها”، وقال:” عندما يرتفع سعر صرف السوق السوداء يلحقه سعر دولار صيرفة، ليبيقي هامشاً بينه وبين السوق، بنسبة 20% حتى يتكمن مصرف لبنان من دعم التجار الذي يستفيدون من ذلك”، لافتاً الى “أن هذا النهج يجب أن يتوقف، لأن الدولارات التي يتم ضخها عبر صيرفة لها أصحاب وهم المودعين، ولا يمكن الاستمرار بصرفها”.

وأوضح أنه ” منذ بداية الأزمة كان يتبقى من أموال المودعين قرابة الـ 30 مليار دولار، والآن لم يتبق سوى 10 مليارات”، مشيراً الى “أن الخسائر لا تزال مستمرة، وفي حال بقاء صيرفة لعام أو أكثر لن يبقى للمودعين أي دولار، لذلك الأولوية اليوم هي لوقف هدر دولارات صيرفة ومنع التصرف بالأموال المتبقية وتوزيعهم على اصحابهم أي المودعين”.

الدولارات التي يتم ضخها عبر صيرفة هي للمودعين ولا يمكن الاستمرار بصرفها

واعتبر مارديني “أن وقف المركزي طباعة الليرة يجلب الاستقرار لسعر الصرف و يسمح باعادة دولارات المودعين الى اصحابهم ، أما الاستمرار بالطباعة يؤدي الى انهيار سعر الصرف ويستجر تدخل المركزي عن طريقة خسارة احتياطي العملات الأجنبية التي لديه والى هدر اموال المودعين”، مشدداً على “أنه يجب أخذ القرار والا فإن الأزمة ستطول”.

وأعرب عن خشيته من ” أن الحكومة طالما هي قادرة على مد يدها على أموال المودعين الموجودة في احتياط المركزي، وكذلك على طباعة الليرة لتمويل نفقاتها، فهي لن تقوم بأي اطلاح والمضي بالإتفاق مع صندوق النقد لأنها لا تريد رقاية على طريقة الصرف التي تقوم بها”، مشيراً الى أن ” أولوية الأولويات هي وقف طباعة الليرة وهدر أموال المودعين أي احتياط مصرف لبنان بالعملات الأجنبية”.

https://fb.watch/jf3mLxy6NZ/?mibextid=v7YzmG
السابق
قبيل الجلسة الأخيرة.. رئيس«العسكرية» لـ«موقوفي خلدة»: مخابرات الجيش لا تمون على المحكمة!
التالي
مصادر عين التينة لـ«جنوبية»: بري يتحضر لجولة عربية لتسويق فرنجية!