هل تحول الإنتحار بسبب الفقر الى «واجب»؟!

انتحر الوالد بإعدام نفسه بسبب ضيق الحال، وجاء في خبر الانتحار:”فاجعة هزت الجنوب اللبناني اليوم الاربعاء تعكس حجم اليأس الذي يعصف باللبنانيين، اذ اقدم الشاب موسى الشامي، ابن بلدة جرجوع الجنوبية على اطلاق النار على نفسه في دير الزهراني بسبب الوضع المعيشي الصعب الذي وصل اليه. وفي السياق عينه، أعلنت جمعية المودعين اللبنانيين عبر “تويتر”، ان “الشاب موسى الشامي اقدم على الانتحار تاركا رسالة صوتية لاحد اصدقائه للاعتناء باطفاله حيث ذكر ان سبب الانتحار الوضع المعيشي وانه لم يعد يستطع تأمين قوت اولاده”.

تكثر الأسئلة المقلقة المسبوقة بجوابها الحاسم وتشرّع نافذة القهر على مداها القاتم.


وفي جواب كل متلقٍ لخبر الفاجعة، وما أكثرهم!؟ تكثر الأسئلة المقلقة المسبوقة بجوابها الحاسم، وتشرّع نافذة القهر على مداها القاتم. ولكل سؤال مؤلم جواب واحد: حكّام البلاد في البلاط الرسمي، وزعماء الطوائف والمذاهب، و”أولياء الله”في الأرض وأسيادهم الميامين، هم الناحرون لكل من انتحر وأحرق نفسه.


حكّام البلاد في البلاط الرسمي وزعماء الطوائف والمذاهب و”أولياء الله”في الأرض وأسيادهم الميامين هم الناحرون لكل من انتحر وأحرق نفسه

إن إقدام الشامي، الذي أعقبه اليوم إنتحار الشاب الجنوبي أيضاً حسين مروة في بلدة الزرارية، على الانتحار ليس هو الفعل الفريد، في زمن الانهيار السياسي والاقتصادي والمالي والاجتماعي التي دأبت عليه سلطة الفساد، وحتماً لن يكون الأخير، فالواقع المعيوش والمعيشة الميؤسة ،والوقائع المسببة “للخلاص” من الحياة ترتفع وتيرتها، بتصلّب وتشدد زعماء النهب والنصب،حكّام الزمن المرّ.

السابق
عبّاس إبراهيم.. من «لواء الجمهورية» إلى وزير «قيد الدرس»!
التالي
قرارٌ من أساتذة التعليم الثانوي