«جزرة» صيرفة والصرافين..تأكل نفسها!

دولار ليرة مصرف لبنان

الحلول سلسلة مترابطة، والحل في مكان لا يحلها أبدا، احدها الغاء “جزرة” منصة صيرفة وإلغاء رخص الصرافة، التي عطلت الدورة الاقتصادية الطبيعية والصحية، وتزيد التضخم بلا شك.

ولعل أحد الحلول بحسب الظن الأعلى رتبة من الشك، هو حصر الصرافة بالبنوك والغاء تراخيص الصرافة كليا. والفائدة من ذلك دخول العملة الأجنبية للبنوك حصرا، مع سعر موحد للدولار واخراجه من سلعة للمضاربة ؛ هذا يجعلها قادرة على اعادة اعطاء القروض وتحريك العجلة الاقتصادية، من خلال استثمارات البنوك في مشاريع منتجة صحيحة ومدروسة وصحية، والا جزرة صيرفة والصرافين التي أصبحت المدخول الوحيد لأرباح البنوك وبالتالي الدورة الاقتصادية، تأكل نفسها إلى أن تنتهي، ولا تحتاج الى وقت طويل كي تموت سريريا ويصعب انعاشها.

من الحلول حصر الصرافة بالبنوك والغاء تراخيص الصرافة كليا والفائدة من ذلك دخول العملة الأجنبية للبنوك حصرا مع سعر موحد للدولار واخراجه من سلعة للمضاربة

الأمر الآخر، هذه الجزرة المستخدمة مع البنوك هي قيمة خسيسة، أدت إلى التقليل والتخسيس من مستوى البنوك، وتحويلها الى حالة صبيانية، وبالتالي تحويلها إلى دكاكين زواريب، تلهث وراء سراب مع بقاء الظمأ، وهذا ما يجب أن ترفضه البنوك، وهذا ما يجب أن تصل اليه تجمعات البنوك من اتفاق مع المصرف المركزي.

إقرأ ايضاً: بعد موسى الشامي..حسين مروة ضحية «الفقر الجنوبي»!

وكل هذا يحتاج الى امر مترافق، وزارة للتصدير مختصة بهذا فقط، تضع خطة سنوية وخمسية وعشرية … وغيرها من الأمور المترابطة، ليس أولها وأقلها مثلا، البنية التحتية للرمز البريدي للأبنية والطرقات والمصانع ولا آخرها القضاء.
وأما استجلاب الاستثمارات الخارجية عربية وأجنبية، فالكل يعلم أن ذلك يحتاج إلى سلطة الدولة الوحيدة والكاملة على كامل أراضيها، فلا أحد يستثمر في دولة مزعزعة تحكمها المافيا والميليشيا والسلاح خارج الدولة، فإن أصحاب رؤوس الأموال ليسوا مضطرين للاستثمار في هكذا بيئة.

لا أحد يستثمر في دولة مزعزعة تحكمها المافيا والميليشيا والسلاح خارج الدولة فإن أصحاب رؤوس الأموال ليسوا مضطرين للاستثمار في هكذا بيئة

وبكل حال، أهل الاختصاص المتواجدون أدرى بذلك، وبما يمكن أن يصلوا إلى الأمثل مع سلوك الطريق والعمل وليس الايمان فقط، إنما هي أفكار وشقشقة من الشعور بالحاجة للمساهمة ولو بفكرة، وقد لا تغيب عن أهل الحل الذين تقع عليهم المسؤولية كما ورد في الآية (وقفوهم إنهم مسؤولون) عن دمار شامل لوطن لم نحلم به هكذ،ا لا لنا ولا لأولادنا، وقد دمروه بأيديهم وبعدم مبالاتهم وعدم مسؤوليتهم، بما كان من نفاق وانبطاح في كثير من الأوقات طمعا ببعض الشعير، الذي لم يعد يسمن ويغني من جوع وهلاك.

السابق
بعد موسى الشامي.. حسين مروة ضحية «الفقر الجنوبي»!
التالي
بالفيديو: تبادل اطلاق نار بين مودع وحارس مصرف.. والحصيلة جريح!