ليس غريباً ما تشهده لقمة العيش اليوم من ارتفاع بأسعار عناصرها ومشتقاتها، في هذه الأيام ، حيث غلاء المعيشة بلغ حداً لا يُحتمل، في زمن انهيار العملة الوطنية، وانهيار الاقتصاد الوطني، وانهيار الوطن اللبناني.
ولكن الغريب والمُستهجن هو أن يتعدى سعر البصلة الواحدة العشرة آلاف ليرة لبنانية، إذ بلغ سعر كيلو البصل تسعين ألف ليرة (تسعيرة اليوم في السوق!)..
كيلو البصل اليوم بتسعين ألف، وربما،غداً بمئة ألف
وقد ذهبتُ اليوم الى السوق لشراء بعض الخضار، وقبل أن أمدّ يدي الى سلّة البصل المعروضة في السوبر ماركت، ضحك البائع لي دون أن يبتسم، وقال كيلو البصل اليوم بتسعين ألف، وربما،غداً بمئة ألف!
وما كان بوسعي سوى التلفت بكل الاتجاهات والهرب من داخل المحل الى حيث لا أعلم.. وبعد نجاحي بالهروب ونجاتي من صفعة البائع لروحي ، ساورتني الأفكار المجنونة والظنون القاتلة،وقلتُ في سرّي، البصل اذا فرمناه أبكانا، أما اذا اشتريناه فأدمانا..وسرعان ما دبّ في لساني تمتمات وفي فمي دندنات وفي روخي صُراخ، قاربت اللحن الجنائزي: البصل هو الذهب،أو الذهب هو البصل؟..وخلصتُ الى اعتقادٍ جازمٍ ، بأننا نعيش اليوم،في وطن يحكمه حكّام البصل..حتماً!
