خاص «جنوبية»: خفايا اللقاء «الباريسي».. تسويات صعبة تشق طريقها نحو «دوحة جديد»؟!

لبنان فرنسا

على عكس مُعظم التوقعّات التي كانت سبقت اللقاء “الُخماسي” في باريس، والذي جمع مُمثلين عن كُلّ من أميركا وفرنسا والسعوديّة ومصر وقطر، فقد انتهى هذا اللقاء “من دون تحقيق أي قرارات أو نتائج تتعلّق بالأزمة اللبنانية”، بحسب مصادر دبلوماسية ل “جنوبية”، لا سيّما بما يتعلّق ب”الملف الرئاسي”، ممّا فتح باب التساؤلات على مصراعيه حول جديّة أو ربّما حقيقة المساعي التي تقوم بها هذه الدول, من أجل إخراج لبنان من شرنقته السياسيّة أيضاً، وسط معلومات تحدّثت عن “إختلاف في وجهات النظر بين الدول هذه الدول، حول طُرق الحل المُعتمدة لتحقيق الأهداف الني من أجلها إنعقد المؤتمر.

انتهى هذا اللقاء من دون تحقيق أي قرارات أو نتائج تتعلّق بالأزمة اللبنانية” بحسب مصادر دبلوماسية لجنوبية


لا يبدو أن المشهد السياسي في لبنان مُقبل على إنفراجات لا في الملف الرئاسي ولا الحكومي، ولا حتّى الإقتصادي، بحسب المصادر، على الرغم من المحاولات الخجولة التي تقوم بها الدولة اللبنانية، لتطويق هذه الملفّات وإنهاء حالة الضياع الحاصلة على أكثر من محطة.

لا يبدو أن المشهد السياسي في لبنان مُقبل على إنفراجات لا في الملف الرئاسي ولا الحكومي ولا حتّى الإقتصادي بحسب المصادر


ووسط هذا الضجيج الفاقد لأي أرضيّة يُمكن أن تُجمع حولها الأراء المطروحة، اوضحت المصادر عينها، أن “لقاء باريس الذي جمع مجموعة دول معنية بشكل أو بأخر في ملف الإستحقاق الرئاسي في لبنان، سار بالشكل المرسوم له من قبل الدول المُجتمعة، بحيث أن المعنيين باللقاء، لم يتوقعوا نتائج مُبهرة خصوصاً مع غياب التمثيل الإيراني”.
وكشفت أنه “كان هناك أيضاً، خشية أميركية ـ فرنسية من ذهاب الأمور في لبنان نحو الأسوأ، في ظل الرسائل الأمنية التي بعث بها “حزب الله” بأكثر من إتجاه، والتي تمثّلت بتنفيذه إستنفارات سريّة من الحدود الجنوبيّة إلى بيروت وجوارها، إستعداداً لأي قرار مُفاجئ قد يصدر عن الدول المُجتمعة، بالإضافة إلى رسائل سياسيةّ عبّر عنها الرئيس نبيه برّي منها “أننا نملك الجرأة والقدرة والمسؤولية الوطنية والمناعة السيادية لصناعة توافقاتنا وإنجاز إستحقاقتنا الداخلية والدستورية بأنفسنا وبما يتلاءم مع مصلحة لبنان”، وأيضاً موقف الحزب الذي سبق لقاء باريس، بموقف أعلنه النائب حسن فضل الله الذي قال: “لو اجتمعت كلّ دول العالم لتفرض اسماً على اللبنانيين، لن تستطيع أن تفعل ذلك.”

بحسب المصادر ثمّة رسائل شفهية سريّة قائمة منذ فترة بين الأميركيين والإيرانيين تتركّز حول البحث عن طروحات لمسألة الإستحقاق الرئاسي وقد عرضت أميركا عبر وسطاء جزءاً من الحل يقوم على مبدأ المُقايضة بين رئاسة الجمهورية والحكومة

وبحسب المصادر، “ثمّة رسائل شفهية سريّة قائمة منذ فترة بين الأميركيين والإيرانيين، تتركّز حول البحث عن طروحات لمسألة الإستحقاق الرئاسي، وقد عرضت أميركا عبر وسطاء جزءاً من الحل، يقوم على مبدأ المُقايضة بين رئاسة الجمهورية والحكومة، بحيث تلتزم إيران بالضغط على الحزب من أجل رفع يده عن تأليف الحكومة، مُقابل تسهيل وصول رئيس تيّار “المردة” سليمان فرنجية إلى الرئاسة”.
ونقلت المصادر ان “الحزب رفض هذا الطرح وسط إصرار منه على الفصل بين الملفيّن، لكون الثابت بين الإيرانيين والأميركيين و”الحزب”، غياب كامل لأسم رئيس “التيّار الوطني الحر” جبران باسيل، الذي أوفد النائب إلياس بو صعب إلى الولايات المُتحدة الأميركية، لتقديم مجموعة “عروض” سياسية ودبلوماسية وحتّى إقتصادية، يُمكن أن تُسهم في رفع أسهم باسيل أو من يُسميه في المعركة الرئاسية.”
ولاحظت المصادر “ثمّة تسوية سريّة يُعمل على طبخها بإدارة دولة قطر، التي عادت للعب دور الإقليمي بعد إنتهاء أزمتها مع عدد من الدول الخليجية أبرزها السعودية”، لافتة الى أن هذه التسوية “تنال رضى أميركي وفرنسي، وتقوم على ترشيح قائد الجيش جوزاف عون كمرشّح توافقي، مُقابل منح مجموعة ضمانات إلى “حزب الله”، أبرزها أن لا يتحوّل قائد الجيش إلى ميشال سليمان أخر، بمعنى أن لا ينقلب على سلاح الحزب، لا من خلال مُطالبات دولية ولا حتّى عبر إستراتيجيات دفاعية، بالإضافة إلى حماية هذا السلاح خصوصاً بما يتعلّق بالمعابر الحدودية”، وأردفت”: لكن المُشكلة أن إيران تُحاول ضمّ الإستحقاق الرئاسي إلى الملفّ التفاوض مع السعوديّة حول اليمن”.

ثمّة تسوية سريّة يُعمل على طبخها بإدارة دولة قطر التي عادت للعب دور الإقليمي بعد إنتهاء أزمتها مع عدد من الدول الخليجية أبرزها السعودية


وخلصت إلى انه “يبدو أن شهر نيسان المُقبل سيكون حدّاً فاصلاً، فإمّا أن أن يُصار إلى انتخاب رئيس جديد، بفعل الزخم الذي تؤمّنه قطر لمٌبادرتها السريّة لغاية الأن، وإمّا أن يُكمل الفراغ طريقه باتجاه تصادم لا مفرّ منه، وعندها يكون البلد أمام إتفاق “دوحة جديد”، قد تكون مفاعيله أشد صعوبة وخطراً، على الدستور اللبناني الحالي.”

السابق
معونات مالية.. حزب الله يدعو للمشاركة في تقديم المساعدات لسوريا!
التالي
خامنئي وموسوي والارتياب السوفياتي