لقمان باقٍ.. والطغاة إلى زوال!


منذ سنتين، تمكنت ” الأيدي الشريرة”، التي تديرها “عقول شيطانية” من النيل من جسد لقمان سليم، في محاولة لإسكاته ومعه صديقته “الشريرة” ، التي ما كانت تنطق إلا بالحقيقة التي يكرهون، الحقيقة “العارية” من أي لباس يريدون إلباسها إياه، لستر عوراتهم وموبقاتهم ، والتي يبدو أن الناطق بها والكاشف لها، بات “الشيطانٌ الناطق” في عُرف هذا الزمان، زمن الذين يريدون من الفرد في المجتمع، أن يكون “ملاكاً” مبرمَجاً مسيَّراً، بحسب أهوائهم و”السيستم” الذي وضعوه، و”ملاكاً” أخرسا وأعمى وأصما ، لا يتكلم إلا بما يريدون، ولا يرى إلا ما يرون، ولا يسمع إلا ما يرددون.

الطغاة عبر التاريخ لا يخافون السلاح المادي ولديهم منه الكثير، بل يرعبهم السلاح الأمضى واللامرئي

كان لقمان الذي يبدو بأن إسمه ورمزيته في التاريخ، كحكيم ناطق بالحق، كان يؤرقهم ويخيفهم بدايةً، فكيف إن كان له من إسمه ورمزيته بعض نصيب، فالطغاة عبر التاريخ لا يخافون السلاح المادي ولديهم منه الكثير، بل يرعبهم السلاح الأمضى واللامرئي، الذي يصعب عليهم إلتقاطه وقتله، وهو سلاح الفكر الناطق بالحكمة والحق، ولقمان كان أحد هذه الأسلحة المحرَّمة لديهم.

الخزي والعار لثقافة كاتم الصوت، والمجد والغار لثقافة إطلاق الصوت دفاعاً عن حرية وكرامة الإنسان

كان لقمان يطلق على صديقته لقب “الشريرة” تحبباً وسخريةً ربما من الأشرار الحقيقيين، خفافيش الليل الذين لا يطيقون الضوء، لأنه مقتلهم، وصديقته كانت بكلامها تسلط الضوء عليهم، وتنفث النار على أفعالهم الكريهة، لذلك كانوا يرون فيها “الساحرة الشريرة”، التي تفضح كذبهم وألاعيبهم وترهاتهم التي ينشرون، بإسم الفضيلة والأخلاق والمقدس، وذلك عبر تغييب الوعي عند الناس البسطاء، بأباطيل وخزعبلات، ما أنزل الله بها من سلطان، في الدين كما في الدنيا، خدمةً لمصالح آنية، وإستجابةً لمشاريع غريبة وبعيدة، كل البعد عن بيئتنا الأصلية والأصيلة، وعن مصالحنا الحيوية كأمة وشعب يريد العيش بكرامة حقيقية لا كرامة وهمية، إذ لا كرامة حقيقية بلا حرية، الحرية هي البداية، وحرية الفكر والقول, هي ألف باء الحرية وبداية البداية، ففي البدء كانت الكلمة وستبقى، ولن يقوى عليها الرصاص سواء بكاتم الصوت أو بدونه، الخزي والعار لثقافة كاتم الصوت، والمجد والغار لثقافة إطلاق الصوت دفاعاً عن حرية وكرامة الإنسان.

لقمان باقٍ.. والطغاة إلى زوال طال الزمان أم قصر، لقمان باقٍ في قلب وفكر رفاقه وأهله وأصدقائه، باقٍ في نفوس الأحرار، في ذاكرة لبنان وسوريا وفلسطين التي حفظها وأحياها كأنما أحيا الناس جميعاً، لقمان باقٍ ما بقي هناك فكر وحرية وإنسانية.

السابق
شيا تُحيي الذكرى الثانية على اغتيال لقمان سليم: نحن لا نختبئ ولا نصمت!
التالي
«كيف تم قتل لقمان سليم»؟.. كُتيب لماري جو صادر يُجيب!