لقمان و«صديقته الشريرة».. وجهان لـ«حقيقة» واحدة!

لقمان سليم

لم تكن الصديقة الشريرة التي كان يخبرنا عنها لقمان سليم مجرّد صديقة له فحسب، لقد أصبحت، مع الوقت، جزءاً من حياتنا اليومية. وبتنا نتابع أخبارها، وننتظر ما كانت تنوي قوله، ونتوقع أيضاً ما كانت تحمله من أخبار. و لمَ لا؟!.. و كان نقاء لقمان جسراً عبرنا من خلاله إلى فكره، ومنه إلى فكر صديقته الشريرة…

هو من كان يؤمن بأن الرأي لا يتوقف عند حدود معينة، والكلمات لا تصمت أمام “مسدّس”

لم يتوان لقمان عن الإفصاح، عمّا كانت تبوح به صديقته الشريرة. وكلما أفصحت له بالكثير و الكثير ، كلّما أخبرنا به. لأنه، وبكل بساطة، يريد أن نشاركه في كلّ ما تخبره به.
هو من كان يؤمن بأن الرأي لا يتوقف عند حدود معينة، و الكلمات لا تصمت أمام “مسدّس”، و القلم لا يتوقف عن حفر الأفكار في الأذهان كما لا يمكن كسره..

ما غيابه والتفاف أصدقائه حول هذا الغياب، سوى ترجمة لصداقة رفضت الخنوع أمام موته الواقعي

أعطى لقمان عبر صديقته الشريرة معنى جديداً للصداقة، و ما غيابه و التفاف أصدقائه حول هذا الغياب، سوى ترجمة لصداقة رفضت الخنوع أمام موته الواقعي، و اعترفت بحياته و ذكراه الخالدين اللذين وقّع عليهما في أعماله و مواقفه و جرأته..

حمل لقمان و صديقته الشريرة في قلبيهما “لبنان” آخر، و حلِما بلبنان الدولة المدنية، والهوية العربية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، والتعليم، والحضارة، و الحوار، والتقدّم، والاعتدال، والجمال… و عندما حاولا تحقيق هذا الحلم، هناك من خاف منه، فجاء الأمر بابعاده عن صديقته الشريرة، وفصله عنها ظنّاً منه أن صداقتهما مصدر قوة لهما. و كان لقمان أقرب إلى مسدّسهم من صديقته الشريرة، فنال منه جسداً.

كان لقمان أقرب إلى مسدّسهم من صديقته الشريرة، فنال منه جسداً

آمن لقمان بقضيته التي واكبته، بدءاً من اقتناعه بها، مروراً بترجمتها عملانياً وصولاً إلى إفتدائها بدمه….وجسّد مثالاً عن مقاومة نادرة، لم تشأ أن تكون محط مساومة مهما كان ثمنها.

يبدو أن هذه الصديقة الشريرة، عندما فتّشت عن صديقها لقمان، وجدته في كل صديق و صديقة من أصدقائه، وجدته موقفاً و رأياً و كلمةً و صورةً

لم تكن الطلقات التي حرمت صديقته الشريرة منها، سوى انطلاقة قيامة فكر تجاوز حدود الواقع ليطال اللاحدود..
ويبدو أن هذه الصديقة الشريرة، عندما فتّشت عن صديقها لقمان، وجدته في كل صديق و صديقة من أصدقائه، وجدته موقفاً و رأياً و كلمةً و صورةً…

أخطأ القاتل حين ظن أنه اغتال لقمان…

السابق
تيمور جنبلاط في بكركي.. وقائد الجيش لرئاسة الجمهورية
التالي
بين «ثاراث» اللغة الشيعية.. و«عبث» فائض القوة!