غياب المشرّع الكبير الرئيس المثقف حسين الحسيني

حسين الحسيني

الموت يتقدم في المساحة السياسية، ويأخذ سيداً من أسياد السياسة العليا للبلاد ، فقد غيّب الموت صباح اليوم الأربعاء رئيس مجلس النواب الاسبق السيد حسين الحسيني، عن عمر ناهز 86 عاماً.
عاش الراحل ٨٦ عاماً ، وكانت ولادته في محافظة البقاع قضاء زحلة، وترأس مجلس النواب في لبنان منذ العام 1984 ولغاية 1992 بعد نهاية الحرب الأهلية اللبنانية. وكانت له مساهمة كبيرة بالتوصل إلى اتفاق الطائف لحل الأزمة اللبنانية.
ومنذ ثلاثين عاماً الى حاضرنا، يخلف الحسيني، الرئيس نبيه بري في رئاسة المجلس دون انقطاع.
بغياب الرئيس الحسيني تفقد السلطة التشريعية شخصية محورية وأساسية ساهمت بتأصيل العمل التشريعي البرلماني اللبناني.
كان الراحل قدوة ثقافية ويتمتع بثقافة عالية ومرموقة، وكان لي الشرف بالتعرف اليه واللقاء به مرات عديدة ، في مكتبه وفي بيته في عين التينة.ولا أنسى الحوارات الصحافية الثقافية التي أجريتها معه ، في مراحل متعددة من حياته. وأذكر وقائع الحوار الثقافي معه لجريدة النهار الذي أجريته معه بعيد فقدانه رئاسة المجلس، اذ حاورته، يومها، في منزله في محلة عين التينة، وصادف موعد اللقاء في توقيت ساعة الغداء، والتقيت به في ذلك التوقيت، وقبيل بدء حواري معه،ةدعاني لمشاركته الغداء،وقال “أم علي عملت فراكة ولازم تشاركنا الغداء”.. تذوقنا الطعام بسرعة، ثم انتقلنا الى صالون المنزل، ودار حوارنا الثقافي.
حدثني يومها عن الشعر والأدب والفنون بمختلفها، وكم حاولتُ إحراجه بأسئلتي “المستفزة”. واذكر انني حاولت استدراجه لابراز الوجه الثقافي القاتم لأغلب رجال السياسة ، وقلت له، هل توافقني أن السياسة والثقافة لا يلتقيان، رجل السياسة في لبنان قليل المعرفة، جاهل بأبسط أمور الثقافة… فعاجلني الراحل بكلام كبير وقال،بما معناه، إن أغلب رجال السياسة في لبنان هم خارج مفهوم الثقافة أصلاً!

السابق
ميقاتي نعى الحسيني: لبنان فقد قامة وطنية ودستورية أصيلة
التالي
الموت يغيّب عرّاب الطائف وحداد رسمي لثلاثة ايام.. من هو حسين الحسيني؟