هيئة التبليغ الديني في المجلس الشيعي تجتمع بلا المبلغين..و«خراب البيوت»-تابع!

المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى
ما يزال الإفلاس سيد الموقف في المؤسسات الشيعية الرسمية الحالية، فهي لم تتمكن من تقديم الخدمات المطلوبة منها للقواعد الشعبية، التي يفترض أن تلجأ إليها عند الأزمات، خصوصاً في ظل غرق لبنان بمشكلات اقتصادية واجتماعية وأخلاقية لا خلاق لها ..

من أمثلة افلاس المؤسسات الشيعية في لبنان، أن المحاكم الشرعية الجعفرية الرسمية، غدت سمة التعطيل لمصالح الناس ميزة لها، لا سيما في الدعاوى القضائية العالقة، التي أدت وتؤدي لخراب البيوت في منازعات الأحوال الشخصية التي تطول وتطول وتؤجل وتؤجل، ويُلقى بملفاتها في أدراج القضاة الشرعيين، الذين قد لا تجد بينهم فقهياً مجتهداً واحداً بالمعنى الفقهي الاختصاصي، بحسب ما عليه الفقه الجعفري في شروط القاضي الشرعي، فالقضاة الحاليون يتهيبون القضاء في المنازعات لعدم الأهلية الفقهية الاجتهادية، وهذا أمر يتضح في أبسط الدعاوي الشرعية العالقة أمامهم.

الدعاوي القضائية العالقة في المحاكم الشرعية تؤدي لخراب البيوت في منازعات الأحوال الشخصية التي تطول وتؤجل ويُلقى بملفاتها في أدراج القضاة الشرعيين

ودُور الإفتاء الجعفري لا تتابع هموم أبناء المناطق، ويقتصر دور المفتين فيها على المشاركات التشريفاتية، في الأعراس والجنائز والولائم والاحتفالات السياسية الحزبية، ولا متابعة حقيقية من هؤلاء في المرحلة الراهنة لهموم الرعية ومشكلاتها المنوط حلها بدور الإفتاء الجعفري الرسمية.

أزمة هيئة التبليغ

وحول هيئة التبليغ الديني، المفترض متابعتها لشؤون وحاجات علماء الدين في المساجد والمناطق، بحيث تساهم في تقليل معاناتهم، وتيسير أمورهم وتسهيل قيامهم بالوظائف التوجيهية، في المدن والقرى والبلدات في أطراف المناطق، بل لا بد من توافر وسائل تواكب أزمات البلد الراهنة لمعونة المبلغين في تأدية أدوارهم المطلوبة منهم.

إقرأ ايضاً: خاص «جنوبية»: بروتوكول لبناني يرعى التعاون مع الوفد القضائي الأوروبي.. وهذه تفاصيله!

في ظل هذا الواقع، لا تقوم هيئة التبليغ الديني في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، بأي دور لحماية المبلغين ورعايتهم، وهذا الأمر اتضح من خلال عدد المشاركين في اجتماع الهيئة الأخير، والذي دعت له الأسبوع الماضي، فمن أصل ما يقارب من ألف وخمسمئة رجل دين من المبلغين اللبنانيين من أبناء الطائفة الإسلامية الشيعية، أعلن المجلس بتبنِّي قرابة المئتين فقط منهم، ومن أصل المئتين لم يحضر في الاجتماع الأخير، سوى قرابة الخمسة والعشرين فقط من المعممين المحظيين بالرعاية!

لا تقوم هيئة التبليغ الديني في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بأي دور لحماية المبلغين ورعايتهم

 وغاب المبلغون الحقيقيون، الذين يقومون بالدور التبليغي الفعلي في المناطق والمساجد والمدن والقرى والبلدات، مما جعل الاجتماع المذكور عقيماً وبدون ثمرة تذكر  وهو لم ينتهِ إلى أي نتيجة لتطوير الأداء لرعاية علماء الدين، الذين قطعت الهيئة المذكورة المساعدة المالية الجزئية التي كانت توزعها على بعضهم منذ سنوات.  

لذلك فقد قيَّم المراقبون اجتماع هيئة التبليغ بأنه اجتماع دون مبلغين، فمتى ستخطو الهيئة المذكورة خطوة نحو الاهتمام بكل المبلغين الفعليين، ومتى ستتوقف المحسوبيات وتضع هيئة رئاسة المجلس الشيعي الحالية، حداً لاستنسابية تقييم هيئة التبليغ لدور علماء الدين والمبلغين والدعاة في المناطق؟!

السابق
بعد تعميم اوصافهم امس..العثور على الأطفال الثلاثة المفقودين مع والدتهم في ألمانيا!
التالي
قمع الثورة الشعبية متواصل..تنديد دولي واسع بإعدام المتظاهرَين كرمي وحسيني في إيران!