رسالة من لقمان (33): الشعب اللبناني «مجرم» وليس ضحيةً

لقمان سليم
ينشر موقع «جنوبية» سلسلة حوارات إفتراضية بين الشيخ محمد علي الحاج العاملي والمفكر والباحث السياسي لقمان سليم حول الساحة اللبنانية ومستجدات الداخل السياسية.

كثير ما يتداول الناس في لبنان بأنهم مظلومون، ويصوّرون أنفسهم في موقع البريء والضحية.. هل هذه الصورة حقيقيّة؟!
أغلب اللبنانيين يا مولانا هم من الظالمين، والضحايا قلة، الشعب اللبناني هو شريك رئيسي مع الطبقة الفاسدة، الشعب اللبناني هو داعم للفاسدين بطريقة أو بأخرى..

اقرأ ايضا: رسالة من لقمان (32): «قوى الترسيم» ليس «الممانعة»

آن الأوان لنصحح المفاهيم والتعابير التي نتفوّه بها! ينبغي أن ندقق فيما نقول، حيث إنَّ الطبقة المجرمة والفاسدة والمستبدة لم تأتِ من فراغ، بل إنَّ هذا الشعب هو ظهير للفاسدين، ظهير لكل الميليشيات الحاكمة..

الطبقة المجرمة والفاسدة والمستبدة لم تأتِ من فراغ،= بل إنَّ هذا الشعب هو ظهير للفاسدين ظهير لكل الميليشيات الحاكمة

ثمَّ يأتي هذا الشعب لينتقد و”ينقّ”.. وكأنه مسموح له أن يوالي الطبقة الفاسدة، ومسموح لهذا الشعب انتخاب الميليشيات والطبقة الفاسدة في لبنان، ثمَّ بعد ذلك يبقى يصوّر نفسه أنه “ضحية”!
“الضحية” لا ينتخب لصّاً، ولا يوالي فاسداً، ولا ينتج سلطة مجرمة.. بل هذه التصرفات تصدر عن مجرم وعن فاسد، وتاليا لا يجوز أن نطلق على من هو شريك بالفساد بأنهم “ضحايا”.
وأجمل ما يختصر الواقع اللبناني هو الحديث القائل: “الرَّاضِي بِفِعْلِ قَوْمٍ كَالدَّاخِلِ فِيهِ مَعَهُمْ وَعَلَى كُلِّ دَاخِلٍ فِي بَاطِلٍ إِثْمَانِ إِثْمُ الْعَمَلِ بِهِ وَإِثْمُ الرِّضَى بِهِ”.

السابق
افتتاحية نارية للدولار.. كم بلغ؟
التالي
بالصورة.. علم لبنان على قمة كليمنجارو للمرة الثانية