النظام الإيراني العَصي على الحوار والإصلاح!

احتجاجات ايران

على وقع الاحتجاجات التي تعصف بالنظام الايراني، رأى الكاتب رضا زمان في منشور عبر “فايسبوك” انه “حتى المفكر الإيراني مصطفى ملكيان قال بأنه يئِس من إمكانية إصلاح النظام في إيران وودّع فكرة الإصلاح، أو بتعبير آخر نزل من قطار الإصلاحات. قال ملكيان في محاضرة له وبشكل واضح وصريح: “أنا لست إصلاحيا، لأنني رأيت أن جميع الطرق مغلقة”. ما يقصده ملكيان بعبارته هذه حول الطرق هو طريق الحوار. فهذا الطريق بات مغلقا، ولهذا يستحيل أن يكون (ملكيان) إصلاحيا”.

اضاف: “الحجة التي يستند إليها ملكيان في رفضه الإصلاحات، تقوم على “رفض الحديث مع النظام”. الإصلاح يعني أن النظام قابل للإصلاح. وكما يقول سعيد حجاريان (أحد المنظّرين الإصلاحيين): “الإصلاح يقوم على افتراض إمكانية إصلاح النظام”. أما ملكيان فيقول إن الإصلاح يعتمد على “الحوار”. لذا، النظام الذي يريد إظهار أنه قابل للإصلاح يجب أن يثبت أنه يقبل الحوار. ولكن بما أن الحوار مع النظام أصبح مستحيلا، “فإن الإصلاح أصبح مستبعدا”. لهذا يقول ملكيان إن الإصلاح غير واقعي، وإنما أصبح “مجرد تمنّي”.

وتابع :”حجة ملكيان في استحالة الحوار هي: أن الحوار يحتاج إلى منطقة محايدة بحيث يكون طرفا الحوار شركاء فيها. لهذا السبب، يكون الحوار مشروطا وليس غير مشروط، مثله مثل اللاعنف. إن أساس هذه المنطقة المحايدة هو “الأرضية المشتركة”. وقد أشار ملكيان إلى ثلاث أسس مشتركة للحوار: أولا العقل والعقلانية. ثانيا الأخلاق والأسس الأخلاقية. ثالثا القانون والأسس القانونية”.

لا أساس مشتركاً للحوار بين الشعب والنظام فلا يوجد العقل ولا الأخلاق ولا القانون لذا لا يمكن إجراء حوار مع النظام فيما قانون النظام يتبنى هذه العقائد الثلاث

وقال: “بهذا المعنى، سيكون الحوار ممكنًا عندما يقبل طرفا الحوار الاستدلالات والحجج العقلانية، أو يتفقون على القواعد والمبادئ الأخلاقية، أو يقبلون بالأحكام القانونية. وبحسب ملكيان، هذه الأسس لم تكن موجودة في فكرة الحوار مع النظام ولا يوجد أي أساس مشترك بين الشعب والنظام”.

إقرأ ايضاً: الراعي «يُغطي» جلسة الحكومة ويترك باسيل «وحيداً»..البلد في غنى عن إشكالات طائفية!

اضاف: “يعتقد ملكيان أن ثلاثة مفاهيم حالت دون بدء الحوار مع النظام: أولا، غلبة الأيديولوجيا على العقلانية. ثانياً: الأولوية هي للحفاظ على النظام وليست للحفاظ على الأخلاق. ثالثاً: غلبة ولاية الفقيه على القانون. في واقع الأمر، يستند النظام الإسلامي إلى ثلاث عقائد:

  • الأيديولوجيا أهم من التفكير المنطقي.
  • الحفاظ على النظام من أوجب الواجبات.
  • سلطة الفقيه فوق القانون.

لم تترك تلك العقائد الثلاث أي أساس مشترك للحوار بين الشعب والنظام، فلا يوجد العقل ولا الأخلاق ولا القانون. لذا لا يمكن إجراء حوار مع النظام فيما قانون النظام يتبنى هذه العقائد الثلاث. يقول ملكيان إن هذه العقائد هي معتقدات الديكتاتوريات والمستبدين والشموليين وطريقة حكم ستالين وهتلر”.

يعتقد ملكيان باللاعنف المشروط وليس غير المشروط ويقول بأن مسؤولية تجنب العنف تقع في الدرجة الأولى على عاتق الحكومة وليس الشعب

وختم: “يعتقد ملكيان باللاعنف المشروط وليس غير المشروط. ويقول بأن مسؤولية تجنب العنف تقع في الدرجة الأولى على عاتق الحكومة وليس الشعب. ويؤكد ملكيان بأن هناك قيودا وشروطا تجعل مسألة تجاوز مبدأ اللاعنف ممكنة. أي أنه يؤيد مبدأ اللاعنف المشروط وليس اللاعنف المطلق. لكنني أعتقد أن النقطة المهمة في محاضرة ملكيان هي موقفه من موضوع الإصلاح. فهو يعتبر نفسه شخصا غير عنيف لكن ليس إصلاحيا. وبالتالي هو يميز وبشكل هادف بين مفهومي اللاعنف والإصلاحات”.

السابق
النظام الايراني يتراجع امام الاحتجاجات الشعبية..هل يَحُل خامنئي شرطة الأخلاق؟
التالي
بعدسة «جنوبية»: «كزدورة مشمسة» على كورنيش عين المريسة في عز كانون!