خاص «جنوبية»: «فضائح» في عقاريتي بيروت وبعبدا تُخسر الخزينة 80 مليون دولار شهرياً!

دولار

بعد فضائح الرشوة والمحسوبيات في “النافعة”، تتجه الانظار نحو عقاريتي بيروت وبعبدا والتنظيم المدني بكل فروعه، الذي “ينخر فيها “سوس الفساد” من القاعدة الى القمة”.

هناك معاملات متراكمة منذ اكثر من 10 سنوات، وتخلى اصحابها عن المراجعة بها بسبب اختراع الموظفين لاسباب واهية كل يوم

وفي هذا السياق، أكد مصدر واسع الاطلاع لـ”جنوبية” ان “عدم وضوح الآلية المعتمدة في عملية تخليص المعاملات العقارية، ودخول السماسرة بالاتفاق مع الموظفين، وسوء الخدمة الوظيفية، واستناد السواد الاعظم من الموظفين على طوائفهم وجهاتهم الحزبية، كلها عوامل جعلت خسارة الدولة تقارب 80 مليون دولار شهريا”.

واكد المصدر “ان هناك معاملات متراكمة منذ اكثر من 10 سنوات، وتخلى اصحابها عن المراجعة بها بسبب اختراع الموظفين لاسباب واهية كل يوم، كإحضار صاحب العلاقة رغم الوكالة الرسمية، واجراء وكالة عند كاتب عدل غير كاتب العدل الذي يريده الموظف، او عدم مطابقة الوكالة بنقصان كلمة او حرف او حتى حركة، او اتباع نماذج وكالات لا يريدها الموظف رغم عدم وجودها عند كتاب العدول”.

الفساد بالدوائر العقارية والتنظيم المدني، حالة متراكمة وحلقات متسلسلة من الموظف الصغير حتى رأس الهرم

وأضاف”: فقرر هؤلاء التخلي عن معاملاتهم وعدم الدخول بعملية تخليصها، خصوصا بعد لمسوا ان معاملات مشابهة لمسؤولين ومراجع، تسير بسلاسة لمجرد حضور “المندوب السامي” الى الدائرة”.

وذكر المصدر “ان الفساد بالدوائر العقارية والتنظيم المدني، حالة متراكمة وحلقات متسلسلة من الموظف الصغير حتى رأس الهرم، ولا يفضل الموظفون ان يقوم المواطن بتخليص معاملته بل يفضلون سمسارا او معقب معاملات القيام بذلك، لكونهم يرتاحون له في المفاصلة وطرح الارقام التي يريدونها والتي لا يرتاحون بطرحها امام المواطن”.

واعطى المصدر نموذجاً لاحد الموظفين “الذي أتى إليه اكثر من لبناني مهاجر، حاول تخليص معاملاته العقارية عبر مكتب، فكان يطلب كل يوم منهم رقما “للرشرشة” على الموظفين ويقول لهم باللهجة السوقية “الكل بياكل” و”الكل مدعوم” وبقيوا على هذه الحال اكثر من سنة ونصف، حتى استنزفوا وضاق صبرهم ولم تنته المعاملة، فقرروا وقف كل شيء والسفر والابقاء على كل شيء على حاله، ما اهدر على الخزينة ما يقارب 80 الف دولار بمعاملة واحدة”.

من شروط صندوق النقد الدولي اعادة ترشيد وترشيق وهيكلة القطاع العام، والقضاء على منسوب الفساد العالي جدا

واشار المصدر الى ان مجموعة اشبه “بالعصابات المشرعة” من كل الطوائف والاحزاب تحتكر تخليص المعاملات، بالتنسيق مع بعض الموظفين لا يحبذون الا التعامل معهم لان “اليومية” جاهزة، بحيث ان بعض موظفي الفئتين الثالثة والثانية اشبه بمديري شركات كبرى، بإمتيازات حياتية متقدمة من رفاهية الفيلات الى السيارات الى الثياب ذات “الماركات العالمية”، إضافة هذه الى التعاطي الفوقي مع المواطنين”.

قرارا اتخذ بمكافحة كل انواع الفساد، وفضح الغطاءات التي تحمي الفاسدين في الادارات الرسمية

وكشف المصدر “ان من شروط صندوق النقد الدولي اعادة ترشيد وترشيق وهيكلة القطاع العام، والقضاء على منسوب الفساد العالي جدا، خصوصا من المحميات السياسية والطائفية، التي ترفض المكننة لا بل تخريب مشروع المكننية بمؤامرات دونية، للابقاء على النفعية القائمة وعدم انتظام الامور”.

واكد “ان قرارا اتخذ بمكافحة كل انواع الفساد، وفضح الغطاءات التي تحمي الفاسدين في الادارات الرسمية والمؤسسات العامة، والبداية من هيئة شؤون السير”.

مفاجآت سوف تعلن في الوقت المناسب عن أسماء تفاعلت مع هيئة شؤون السير

وكشف المصدر ان “مفاجآت سوف تعلن في الوقت المناسب عن أسماء تفاعلت مع هيئة شؤون السير، إذ ان الموظفين سيفضحون العديد من المتنفذين والمستشاريين، ممن حصدوا اموالا كبرى وخرجوا من البلد بمحميات وفتحوا مشاريع بالخارج، للتغطية على ما اقترفت ايديهم من اموال المواطنين وسببوا بالانهيار القائم”.

السابق
بالصورة: سورية وراء تفجير اسطنبول.. تلقت تعليمات من حزب «العمال الكردستاني»
التالي
خاص «جنوبية»: تهريب مازوت لمحطات «الامانة» التابعة لـ«حزب الله».. والقضاء يتحرك!