«حزب الله».. و ممارسة «التقية الرئاسية» !

حزب الله والبحر

تعود بنا الذاكرة الى العام ٢٠١٤، حين انتهى عهد رئاسة الرئيس ميشال سليمان، حيث كانت الظروف اللبنانية والاقليمية حتى الدولية منها تختلف كُلياً عما الت اليه حالياً.

فاليوم ونحن على مشارف انتهاء العام ٢٠٢٢، وبعد اسبوعين من انتهاء عهد الرئيس السابق ميشال عون، والذي سماه اللبنانيون عهد جهنم، نتيجة المآسي والازمات التي انفجرت في هذا العهد، الذي لم يُحرك ساكناً لمواجهة ومجابهة الازمات، او المحاولة في وضع بعضاً من حلول، ما ادى الى فشل العهد وحلفائه معه، ما جعل حزب الله في وضعٍ مأزوم وصعب، أثر عملياً على قدرات حزب الله في الاستحقاق الرئاسي، ودفع به الى استعمال قدراته في تغليف الامور بمنحى التقية.

ما جعل حزب الله في وضعٍ مأزوم وصعب أثر عملياً على قدرات حزب الله في الاستحقاق الرئاسي ودفع به الى استعمال قدراته في تغليف الامور بمنحى التقية


هذا الأمر دفع به الى التراجع الى الخلف، ودفع بالرئيس نبيه بري الى الامام على عكس استحقاق العام ٢٠١٤، حين دأب حزب الله وعلى لسان نائب امينه العام الشيخ نعيم قاسم، قوله الشهير في أنتخاب ميشال عون او لا رئيس، وهذا ما حدث بالفعل مما دفع بطرفي الرابع عشر من اذار “القوات اللبنانية وتيار المستقبل”، وبعد سنتين ونصف الى الدخول بتسوية رئاسية، اقل ما يمكننا القول فيها بأنها اوصلت لبنان الى قعر جهنم، نتيجة ممارسات العهد، الذي لم يوفر وسيلة لنهب المال العام وإدخال المحاسيب والازلام في الادارات العام، إلا وقام بها، ومن خارج القواعد القانونية والدستورية.

حزب الله مأزوم ويعيش مأزقاً لم يستطع لليوم وبعد ان دخل لبنان في مرحلة الفراغ الرئاسي ان يتبنى مرشحا بذاته

هذا الامر يختلف اليوم، فحزب الله مأزوم ويعيش مأزقاً، لم يستطع لليوم وبعد ان دخل لبنان في مرحلة الفراغ الرئاسي، ان يتبنى مرشحا بذاته، على الرغم من ان مرشحه الطبيعي هو النائب السابق سليمان فرنجية، ولكن لظروف حليفه جبران باسيل وتياره العوني، فهو لا يزال غير قادر على تسمية فرنجية، وغير قادر على تبني مرشح اخر، مما دفعه لممارسة التقية والتلطي خلف الرئيس نبيه بري، وهو يتراجع للخلف ويُركز خطابه السياسي، على مهاجمة المملكة العربية السعودية يومياً، تحت حججٍ مُختلفة ابرزها، الحديث عن تدخل سعودي في لبنان، وكان أخرها اليوم الاحد تصريح الشيخ نبيل قاووق عضو المجلس المركزي في حزب الله ، ويأتي تبني هذا الخطاب في التركيز على المملكة، بعد ان تراجع خطابه السابق حول الحصار الاميركي، والذي سقط بعد ان رعت الولايات المتحدة عملية الترسيم الحدودي البحري جنوباً ما بين لبنان وإسرائيل.

كل هذه العوامل مجتمعة قد تجعل من حزب الله مأزوماً وتدفعه للتريث في اتخاذ اي قرار حول الاعلان عن مرشحه قريباً مما سيُطيل مرحلة الفراغ الرئاسي

كل هذه العوامل مجتمعة، قد تجعل من حزب الله مأزوماً، وتدفعه للتريث في اتخاذ اي قرار حول الاعلان عن مرشحه قريباً، مما سيُطيل مرحلة الفراغ الرئاسي لفترة قد تطول او تقصُر، وفقاً للمعطيات الدولية او الاقليمية، وتدفع بتأخير التوافق او الحسم في ملف الاستحقاق الرئاسي قريباً، وهذا ايضاً يعود لما ينتظره حزب الله من مُتغيرات خارجية، قد تؤثر على قراره وعلى تبنيه اي من الخيارات والقرارات.

السابق
ارتفاع ملحوظ في أسعار المحروقات
التالي
بعدسة جنوبية: بدء جلسة اللجان.. الكابيتيل كونترول على طاولة البحث!