«حزب الله» يستثمر بالفراغ الرئاسي لفرض مشروعه السياسي!

مناصرين وجمهور حزب الله

في الوقت الذي كانت تبحث فيه الأطراف اللبنانية، الحزبيّة والسياسيّة، عن مخرج أو حلّ لمُشكلة تأليف الحكومة، والبحث عن تسوية تمنع الفراغ الرئاسي، كان “حزب الله” مُنكبٌّ على وضع دراسات شاملة تتعلّق بهذه المرحلة والخيارات، التي يُمكنه إتخاذها بهدف تأمين إستمراريته، على النحو الذي يُتيح له مواصلة التحكّم بمفاصل البلد.

يشكل الفراغ الطريق الأقرب ل “حزب الله” لفرض شروطه من خلال تسويات متعددة الاطراف والجوانب حتّى ولو مع “الشيطان الأكبر”


وبالتالي، يشكل الفراغ الطريق الأقرب ل “حزب الله” لفرض شروطه، من خلال تسويات متعددة الاطراف والجوانب، حتّى ولو مع “الشيطان الأكبر”، بعدما أيقن إستحالة فرض مُرشحه سواء النائب جبران باسيل، أو رئيس تيّار “المردة” سليمان فرنجية.
من الواضح، أن “حزب الله” هو الجهة الأقل تضرّراً من الفراغ الحكومي والرئاسي الحاصلين، ويكاد يكون الوحيد بين جميع المكوّنات الحزبيّة والسياسيّة اللبنانية، القادر على التكيّف مع هكذا مراحل ومحطّات، فهوّ الذي شيّد دويلته على أنقاض الدولة اللبنانية ومؤسساتها، بحيث جعل لكل مؤسّسة حكومية ـ رسمية، مؤسسة رديفة خاصّة به، شكّلت أُسس ركائز بنيته السياسية العسكرية والأمنية والإجتماعية.

مصادر سياسية بارزة لـ”جنوبية”: “حزب الله” لن يُمانع بوصول أي شخصيّة من خارج “ملاكه” الخاص لهذا الموقع، ضمن تسوية شاملة


في السياق، كشفت مصادر سياسية بارزة لـ”جنوبية” أنه “على الرغم من أن “حزب الله” يجهد في هذه المرحلة مع حلفائه لإيصال مُرشّحه لرئاسة الجمهورية، إلّا أنه في الوقت نفسه لن يُمانع بوصول أي شخصيّة من خارج “ملاكه” الخاص لهذا الموقع، ضمن تسوية شاملة تُخضع هذه الشخصيّة لشروطه، توصل في نهاية الطريق إلى إحتفاظ الحزب بجميع المُكتسبات السياسية والعسكرية، التي بين يديه”، لافتاً إلى انه لذلك فإن “الحزب لم يُغلق باب الحوار مع قائد الجيش جوزاف عون ولم يُعلن رفضه له علناً”.
وأكدت أن “حزب الله” لا يزال على موقفه من دعم باسيل وفرنجية في معركتهما الرئاسية، على الرغم من الخصومة الكبيرة التي تجمع بين هاتين الشخصيتين، لكن هذا لا يعني عدم إنفتاحه على تسوية تأتي بشخصيّة حتّى ولو كانت “فضائية”، شرط أن تُحقّق مطالبه المتمثلة، بحماية سلاحه و”إنجازاته” البحرية وحدوده البريّة، بالإضافة إلى تمتين وترفيع حضوره السياسي في مؤسّسات الدولة تحت عنوان “حقوق الطائفة الشيعية”.

أي تسوية مع الحزب سوف تُمكّنه من الإطباق على مفاصل الدولة والتحكّم بسياسة لبنان الخارجيّة وبالتالي الذهاب عميقاً نحو تمتين العلاقة بإيران وجعل شيعة لبنان جزءاً من الحالة الإيرانية،


وتابعت “: لذلك، فإن أي تسوية مع الحزب، سوف تُمكّنه من الإطباق على مفاصل الدولة، والتحكّم بسياسة لبنان الخارجيّة، وبالتالي الذهاب عميقاً نحو تمتين العلاقة بإيران، وجعل شيعة لبنان جزءاً من الحالة الإيرانية، على غرار الوضع القائم بين الطائفة السنية في لبنان والمملكة العربية السعودية.”

هذا لا يعني أن “حزب الله” قد وضع ضمن أجندته، إحتمال الذهاب إلى إستخدام السلاح في الداخل على غرار ما فعل قبل إتفاق “الدوحة”


واستدركت بالقول”: لكن هذا لا يعني أن “حزب الله” قد وضع ضمن أجندته، إحتمال الذهاب إلى إستخدام السلاح في الداخل، على غرار ما فعل قبل إتفاق “الدوحة”، لسبب بسيط هو أن حجم ما سيخسره بين حلفائه السُنّة في لبنان وخارجه، سيفوق بأشواط ما خسره سُنيّاً وعربيّاً، يوم اجتياحه بيروت والجبل، لجهة التأييد الذي كان يحظى به في مواجهته ضد إسرائيل.”
ولفتت الى انه بطبيعة الحال، فإن “ما يحصل اليوم هو نفسه ما حصل في العام 2008 خلال فترة حكومة الرئيس فؤاد السنيورة الذي اتهم “حزب الله” في ذلك الوقت، بأن لديه رغبة في “تكريس حالة الفراغ الرئاسي بالبلاد حتي يحصل علي المطالب التي يريدها”.
وجددت التأكيد على أن “تصريحات الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله يومها، والتي أكد فيها أن لبنان سيبقي دون رئيس في حال ما لم تحصل المعارضة على الثلث الضامن في الحكومة المقبلة، إنما كشفت حقيقة المشروع الذي يحمله حزبه للبنان، والذي يقوم علي تغيير كل مرتكزات النظام السياسي اللبناني، نحو نظام يوصل إلى تحقيق الشعار الذي رفعه في بداية إنطلاقته، وهو “الثورة الإسلامية في لبنان”.

السابق
جدول جديد لأسعار المحروقات.. كيف أصبحت؟
التالي
إرتفاع بإصابات الكوليرا في لبنان.. كيف توزعت؟