بعد فوز نتنياهو.. من سيربح «الترسيم»؟!

علي الامين
يسير لبنان على "هدي" ترسيم لبناني إسرائيلي، أكثر من إتفاق وأقل من معاهدة، تبدو حظوظ الإستقرار الأمني والنفطي لإسرائيل هي الأعلى، وسط تخبط لبناني يحشره في خانة "المتلقي" للتداعيات والنتائج.


بداية، لم يكن فوز تحالف الليكود في الانتخابات الاسرائيلية مفاجئاً. بنيامين نتنياهو يعود الى رئاسة الحكومة، على رأس تحالف يميني متطرف وبأكثرية تبدو مريحة، من شأنها ان تنهي مسلسل الانتخابات التشريعية المبكرة، التي عكست حدة الانقسام داخل المجتمع الاسرائيلي.

اقرأ أيضاً: هل يستفيد مرفأ الناقورة من «فرصة» استخراج النفط!


السؤال الذي يطرح نفسه لبنانياً اليوم، هل سيكون لعودة نتنياهو تأثير سلبي على اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل.. وذلك بالتزامن مع المواقف التي اطلقها نتنياهو على هذا الاتفاق وخلفيتها، واصفاً اياه باتفاق “الاستسلام لحزب الله”، غداة الاعلان عن التوصل الى الاتفاق من قبل واشنطن، وبالتالي هل ستعمل حكومته على الغائه او تعطيله تمهيدا لتقويضه؟


الأجوبة المرجحة، ان الحكومة المزمعة ستحاول التشدد حيال بنود الاتفاق القابلة لتفسيرات عدة، حيث اكد اكثر من طرف، ان اتفاق الترسيم يحمل في بنوده “الإلتباس الخلاق”، وهي اشارة جرى تداولها، في سياق ابراز الاسباب التي دفعت باتجاه اقراره من قبل الدولتين، وفي محاولة لاظهار براعة الوسيط الاميركي آموس هوكستين في تدوير الزوايا.

الحكومة المزمعة ستحاول التشدد حيال بنود الاتفاق القابلة لتفسيرات عدة حيث اكد اكثر من طرف ان اتفاق الترسيم يحمل في بنوده “الإلتباس الخلاق”


الضمانة الاميركية للاتفاق، والشراكة الفرنسية عبر شركة “توتال”، تُشكلان عنصر قوة لهذا الاتفاق، وطالما أن اسرائيل حققت ضمانات أمنية، تتيح لها انتاج الغاز وتصديره من حقل كاريش، وتضمن استقراراً امنياً على حدودها، فهي لن تغامر في مواجهة، تبدو فيها شروط توافر غطاء دولي لها مستبعدة، وطالما بقيت الحدود مع لبنان، مستقرة كما هو الحال منذ العام 2006 فلا يُتوقع تطورات دراماتيكية تقوض الاتفاق المنجز.

الضمانة الاميركية للاتفاق والشراكة الفرنسية عبر شركة “توتال” تُشكلان عنصر قوة لهذا الاتفاق


كما وتجدر الاشارة، الى ان الاتفاق لم يكن شاملا، إذ أن اسرائيل مستمرة بتوجيه ضرباتها الجوية في سوريا، وتواصل استهداف مواقع تابعة لإيران واذرعتها في هذا البلد، ومنها “حزب الله”.
و كذلك فإن هذا المسار، بدأ منذ اكثر من عقد، ولم يخّل بالاستقرار القائم على الحدود الجنوبية، مع العلم ان نتنياهو نفسه، هو من اطلق هذا المسار منذ اكثر من عشر سنوات حين كان رئيسا للحكومة.

الاتفاق لم يكن شاملا إذ أن اسرائيل مستمرة بتوجيه ضرباتها الجوية في سوريا وتواصل استهداف مواقع تابعة لإيران واذرعتها في هذا البلد ومنها “حزب الله”


التكهن بما يمكن ان تقوم به حكومة نتنياهو تجاه اتفاق الترسيم، ليس واضحا تماما، لكن التوقعات تتجه نحو اشتغال حكومة نتنياهو بتفسير الاتفاق بما يتناسب ومصالحها، وهو مرجح ان يظهر في بنود الاتفاق الاسرائيلي مع شركة “توتال”، وفي كيفية تقدير ما تعتبره اسرائيل حقوقا لها في حقل قانا، غير المقدر في حجم ما يحتويه من غاز او نفط. اما في الجانب الأمني، فان المعادلة العسكرية والامنية، التي ترسخت في عهد نتنياهو مع لبنان ليست عرضة للتقويض، وهذه المرة تدخل واشنطن كعنصر ضامن لاستقرار، بات مطلباً لبنانياً وحاجة اسرائيلية ونموذجاً اميركياً، لاتفاق مرشح لأن يتوسع نحو مساحات جغرافية واقتصادية أكثر فأكثر.

السابق
قمة الجزائر.. هكذا علقت السعودية بشأن الإنتخابات الرئاسية في لبنان
التالي
كم بلغ سعر دولار صيرفة اليوم؟