3 سنوات على «ثورة 17 تشرين».. حصاد غضب شعبي «يعرّي» المنظومة الفاسدة!

17 تشرين
في 17 تشرين الأول 2019 خلع اللبنانيون ثوب الطائفيّة والمناطقيّة والانتماءات الحزبيّة، واختاروا الشارع للانتفاض بوجه الطبقة السياسيّة الحاكمة رفضاً للمزيد من الضرائب، في مشهد خلخل ركائز منظومة استخدمت اساليبها القمعية على مختلف المستويات من أجل لجم مشهد رسمه المعترضون على مساحة الوطن.

تطفئ الثورة عامها الثالث بـ”مقاومة” الطبقة الحاكمة التي تجهد الى الهائها بلقمة العيش، وتُفجّر أساليب فسادها بمحاصرة الشعب الذي لا تزال مطالبه وشعاراته التي نادى بها واحدة، ألا وهي إصلاحات اقتصادية واجتماعية ومحاسبة الطبقة السياسية التي بقيت بفعل ممارساتها تُطبق على أنفاس اللبنانيين الذين يواجهونها “باللحم الحي”.

خرق نواب التغيير “صمت” الشارع القسري وحمل مطالبه الى داخل المجلس النيابي


خرق نواب التغيير “صمت” الشارع القسري، وحمل مطالبه الى داخل المجلس النيابي الذي تحول الى مكان لـ”مواجهة” ميليشيات “تفنّنت” بقمع انتفاضة الشارع التي بقي منها ندوب على الأجساد وذكريات محفورة في العقول وعبارات مكتوبة على الجدران.

ثورة ١٧ تشرين


“كلن يعني كلن” شعار خلخل ركائز منظومة لكنه لم ينجح في “قبعها” كاملة، بل طالت رياحها حكومة سعد الحريري التي استقالت على صخب التظاهرات بعد 12 يوما على اندلاعها، وتواصلت لأشهر مطالبة بانتخابات نيابية مبكرة واستعادة الأموال المنهوبة ومحاسبة الفاسدين ورحيل ومحاسبة بقية مكونات الطبقة الحاكمة.
تراجع زخم المنتفضين، الذين استخدموا أساليب اعتراضية متعددة عبر قطع طرق ورفع الصوت، ليس فقط في محيط مجلس النواب بل في مختلف ساحات المناطق للتعبير عن النقمة جراء التدهور المعيشي، ليس بفعل تفشي وباء كورونا فحسب، بل جراء استخدام أساليب قمع متنوعة من اعتداءات جسدية وإحراق لخيم المعتصمين وتهديدات طالت الأرواح.

نجحت الثورة بكسر حاجز الخوف على الرغم من المطبات ونجحت في فضح ألاعيب السلطة

نجحت الثورة بكسر حاجز الخوف على الرغم من المطبات ونجحت في فضح ألاعيب السلطة وتعريتها، وتوالت الأحداث، التي كان أبرزها ولا يزال، قضية المودعين مع المصارف وحجز أموالهم عصيّة عن الحل، على الرغم من استمرار المواجهات بين الطرفين الى الوقت الحالي.

ثورة 17 تشرين
شعار كلن يعني كلن خلال ثورة 17 تشرين


حلّت حكومة نجيب ميقاتي خلفاً لحكومة حسان دياب التي تشكلت في 21 كانون الثاني 2020 واستقالت في 10 آب 2020 بعد 6 أيّام من انفجار مرفأ بيروت، لكن ذلك لم يُغيّر في واقع الحال ، فانغمس المنتفضون في البحث عن لقمة عيشهم الذي استخدمتها السطة كسلاح لإخفات صوت المعترضين، فاستمر تراجع قيمة الليرة اللبنانية مقابل الدولار في السوق السوداء، ما انعكس على أسعار المواد الاستهلاكية الأولية ورواتب الموظفين بجميع القطاعات، وذلك بفعل سياسة ممنهجة عبر تجويع الناس حفاظاً على مناصب أرعبتها “قبضة الثورة” في الساحات.

تخطت الثورة “أفخاخ” السلطة الحاكمة فجعلت الرأي العام يعي مكامن الهدر والفساد


تخطت الثورة “أفخاخ” السلطة الحاكمة، فجعلت الرأي العام يعي مكامن الهدر والفساد ومن أوصل البلاد إلى هذه الأزمة، واليوم، تستعد مجموعة من الناشطين لتحركات رمزية بالتزامن مع ذكرى اندلاعها، علّ المناسبة تعيد النبض اليها لتعاود انتفاضتها وتصل إلى الحصاد الذي تطمح اليه بوجه الطبقة السياسية التي تحاول تعويم نفسها مجدداً على أنقاض ما تبقى من البلاد.

السابق
البخاري في قصر بعبدا.. ماذا في التفاصيل؟
التالي
ارتفاع اضافي بأسعار المحروقات.. كيف اصبحت؟