«إشتباك دستوري» بين عون وميقاتي على «إدارة الفراغ»..وعهد العتمة «يُعمي» اللبنانيين!

جبران باسيل وميشال عون
من اللجان الى بعبدا والسراي الى بحر طرابلس وكهرباء لبنان الى الفقر واليونيسف والاطفال، لا امل في بلد فيه اعمى ابصار اللبنانيين، عهد العتمة والافقار والاستئثار بالسلطة.

وامس كشف رئيس الجمهورية ميشال عون و”صهره البرتقالي” النائب جبران باسيل رسمياً عن نية “التمديد الوقح” وبقوة الامر الواقع لبقاء عون في بعبدا تحت ذريعة  عدم تسليم صلاحيات الرئاسة الى حكومة مستقيلة!

وترى مصادر متابعة لـ”جنوبية” ان العهد العوني يبتز الجميع، ولا سيما حلفائه والرئيس المكلف نجيب ميقاتي للقبول بحكومة على قياس صهره، تضمن له الامساك بمقدرات البلد بعد رحيل عون.

فمن جهة يهول عون باجتهادات مستشاره سليم جريصاتي ومن جهة يعلن انه سيترك بعبدا في 31 تشرين الاول ليغادر الى الرابية بينما الواقع مختلف تماماً عن الامرين.

العهد العوني يبتز الجميع ولا سيما حلفائه والرئيس المكلف نجيب ميقاتي للقبول بحكومة على قياس صهره تضمن له الامساك بمقدرات البلد بعد رحيل عون

وتسأل المصادر هل فعلاً بدأ “حزب الله” وايران التحضير لانقلاب دستوري وسياسي عبر فرض الامر الواقع والدخول في مؤتمر تأسيسي يلغي الطائف اويعدله؟

واذا كان ذلك غير صحيح فلماذا يصمت “حزب الله” ولا يعلن موقفا تحذيرياً من جر عون وصهره البلاد والعباد الى فراغ خطير بسبب مشكل دستوي وسياسي وقد يتحول الى صدام امني وشعبي؟ ولماذا لا يختصر كل هذه العنعنات ويضغط لتشكيل حكومة مباشرة ويضغط على حلفائه عون وباسيل وميقاتي؟!

سجال عون وميقاتي

وبعد اللقاء الرابع الفاشل حكوميا الذي جمع الاربعاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، بادر رئيس الجمهورية الى الادلاء بمطالعة نقلها عنه رئيس الرابطة المارونية خليل كرم شدد فيها على “ضرورة تشكيل حكومة جديدة في اسرع وقت ممكن وعدم جواز الاستمرار في تعطيل هذا الاستحقاق خصوصاً ان المصلحة الوطنية العليا تقتضي بأن يكون الانتظام في المؤسسات الدستورية مؤمّناً، والشراكة الوطنية مصانة سواء من حيث تشكيل الحكومة الجديدة، او من حيث انتخاب رئيس جديد للجمهورية”، وزاد عون انه “يرى بأن حكومة تصريف الاعمال لن تكون قادرة على ممارسة مسؤولياتها على نحو كامل في حال تعذّر انتخاب رئيس جديد للجمهورية لاي سبب كان لان الرئيس عون، وخلافاً لما يشاع، يلتزم نصوص الدستور في ما خص موعد انتهاء ولايته، لكنه في الوقت نفسه لا يرى طبيعياً ان الفراغ على مستوى السلطة التنفيذية غير المكتملة المواصفات وغير الحائزة على ثقة مجلس النواب، يمكنه ان يملأ فراغا على مستوى رئاسة الدولة .

هل فعلاً بدأ “حزب الله” وايران التحضير لانقلاب دستوري وسياسي عبر فرض الامر الواقع والدخول في مؤتمر تأسيسي يلغي الطائف اويعدله؟

ومن هنا رأى ان تشكيل الحكومة الجديدة يجب ان يبقى من الأولويات، وهو سيواصل العمل من اجل تحقيق ذلك مستنداً الى الدستور وحفاظاً على الشراكة الوطنية وعلى التوازن بين السلطات”.

ولكن التطور اللافت الاخر تمثل في مسارعة الرئيس ميقاتي الى الرد ببيان لفت فيه الى خطورة استخدام منبر الرئاسة لاطلاق مواقف تؤجج الأوضاع . واعتبر ميقاتي عبر مكتبه الإعلامي”ان المواقف الجاهزة التي تليت اليوم ( امس ) من منبر القصر الجمهوري كشفت، بما لا يقبل الشك، الاسباب الحقيقية لتعطيل عملية تشكيل الحكومة، وما يتم التخطيط له من قبل بعض المحيطين بفخامة رئيس الجمهورية”. واستغرب “استخدام منبر الرئاسة، المفترض أن يكون فوق الاعتبارات الطائفية، لاطلاق مواقف تؤجج الاوضاع بدل أن تشكل كلمة سواء لجمع اللبنانيين”. وأضاف “في كل الاحوال، يتابع دولته، أن ما قيل لن يكون باي شكل من الاشكال معطّلا لمواصلة مسعاه لتشكيل الحكومة الجديدة، وهو ينتظر مجددا ان يستكمل مع فخامة رئيس الجمهورية مناقشة التشكيلة التي قدمها في 29 حزيران الفائت”.

ورد لاحقا مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية ببيان جاء فيه:” بالإشارة إلى البيان الذي صدر عن المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي حول التصريح الذي ادلى به رئيس الرابطة المارونية السفير خليل كرم في قصر بعبدا، فإننا مع استغرابنا لما ورد في تعليق رئيس الحكومة، نسأله عن أي كلام ورد في التصريح يستوجب “استغرابه”، علنا نشترك معه في رفضه. اما القول باستخدام منبر الرئاسة “المفترض أن يكون فوق الاعتبارات الطائفية”، فهو قول “مستغرب” أيضا لان رئاسة الجمهورية ما كانت يوما لطرف لبناني دون الآخر بل دافعت عن حقوق جميع اللبنانيين من دون استثناء، في وقت كانت ردود الفعل الطائفية والمذهبية تصدر من مواقع رسمية أخرى. ولعل مواقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في مسألة تشكيل الحكومة تعكس هذا التوجه الداعي دائما إلى تحقيق الشراكة الوطنية والمحافظة على الميثاقية “. الطائفية والمذهبية تصدر من مواقع رسمية أخرى.

«اليونيسيف» والفقر

وعلى صعيد آخر في ظل استفحال الأزمة الاقتصادية، أعلن ممثّل اليونيسف في لبنان إدوار بيجبدير في مؤتمر صحافي امس نتائج الدراسة عن «تأثير الفقر متعدد الأبعاد على الأطفال في لبنان»، وذلك في حضور نائبة ممثل اليونيسف إيتي هيجينز.

ولفت ممثّل اليونيسف إلى أنّ «مواجهة تأثيرات الأزمة المتعددة الأبعاد على حياة الطفل، تتطلب استجابة متعددة الأبعاد ترتكزعلى تعزيز نظام الحماية الاجتماعية في لبنان، ومن شأن ذلك ضمان حماية الحقوق الأساسية للأطفال الضعفاء. وهذا معناه زيادة الوصول الى الخدمات الإجتماعيّة وتوسيع نطاق المساعدة الإجتماعية وتقديم المنح الإجتماعيّة للعائلات الأكثر ضعفاً».

 العثور على الزورق

من جهة ثانية وبعد أيام من البحث، أعلنت قيادة الجيش أمس عبر حسابها على «تويتر» ان «طاقم الغواصة عثر على المركب الغارق قبالة مدينة طرابلس، وذلك على عمق 459 متراً ومسافة 130 متراً من موقع الغرق الذي حددته القوات البحرية».

العتمة مجدداً!

ويُطفيء معمل الزهراني لتوليد الكهرباء محركاته اليوم وينضم إلى معمل دير عمار، ليصبح لبنان خارج العصر متكلاً على مولدات خاصة للمحتكرين وناهبي مال الناس، حيث أفادت مؤسسة «كهرباء لبنان» بأنه سوف يتم وضع معمل الزهراني قسرياً خارج الخدمة بعد ظهر اليوم الجمعة ، جرّاء نفاد خزينه من مادة الغاز أويل، ما سيؤدّي إلى توقّف إنتاج الطاقة على كافة الأراضي اللبنانية، «على أن يُعاد تشغيل معامل الإنتاج فور تزويد المؤسسة بالمحروقات في أقرب فرصة ممكنة».

لكن لاحقاً حصل اتفاق بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الطاقة وليد فياض ومدير مؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك على استخدام نحو ٤٠ ألف طن من الفيول أويل التي كانت مخصصة لمعملي المولدات العكسية في الذوق والجية والتي طرحت تساؤلات حول مواصفاتها.

إقرأ أيضاً: خاص «جنوبية»: البنزين مخبأ في البواخر بعرض البحر..واللبناني يحترق!

وبحسب ما أعلن وزير الطاقة، سيتم استخدام كميات من الفيول هذا في معملي الجية والذوق القديمين والمتوقفين عن العمل منذ أشهر طويلة. وسيبدأ استخدام هذه الكميات في خلال يومين على أبعد تقدير تفاديا للعتمة الشاملة وللإستمرار في تزويد المرافق الأساسية في البلاد بالكهرباء، حتى يعاود العراق تزويد لبنان بالمحروقات بدءاً من منتصف أيلول المقبل على أبعد تقدير.

السابق
خاص «جنوبية»: البنزين مخبأ في البواخر بعرض البحر..واللبناني يحترق!
التالي
المنتخب الوطني لكرة السلة «يُضيئ» وطناً يغرق في العتمة!