لبنان في ذمة «حزب الله»!

اشكال خلدة بين حزب الله وعرب خلدة

لم ينته الجدل على ضفتيّ المبادرة التي قام بها زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في محاورة “حزب الله.” فعلى ضفة مؤيدي المبادرة، الكثير من الأسباب التي تبرر خطوة جنبلاط التي تأتي في مرحلة بالغة التأزم داخليا، وبالغة التوتر خارجيا. وعلى ضفة معارضي المبادرة، وفي صدارتهم رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، هناك أيضا الكثير من الأسباب التي تقول أن لا تسوية مع حزب، أوصل لبنان بسبب إنتمائه الى مشروع إيراني للهيمنة على عدد من أقطار المنطقة وفي طليعتها لبنان ، الى ما وصل اليه من إنهيار لا سابق له.

اقرأ أيضاً: الحوار مع حزب الله: نزال من دون قواعد!

 من هو الفريق الذي سيحظى بقصب السبق في هذا الجدل؟ يا للأسف ،لا أحد. والسبب، كما تقول أوساط من زمن 14 آذار 2005 ، أن الظروف ليست مؤاتية للقيام بأية مبادرة داخلية، من أي فريق أتت لكي تفتح الافاق أمام حل يغيّر من واقع لبنان المأزوم،  بإتجاه لبنان الانفراج. والسبب، بحسب هذه الأوساط، أن ميزان القوى الداخلي ، ليس في مصلحة مثل هكذا مبادرة. هذا الامر يعرفه جنبلاط جيدا على الرغم من أنه طرح سقفا متواضعا لمبادرته. كما يدرك جعجع مثل هذا الامر، ولو انه يدافع بلا كلل عن فكرة ان نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة حرمت الفريق التي يتزعمه “حزب الله” من الأكثرية في البرلمان ، فأنتقلت الى فريق قديم -جديد من السياديين والتغييريين.

في جعبة هذه الأوساط الكثير من الأفكار التي تؤيد تقييمها لواقع ميزان القوى. فهي مثلا، تقول ان “حزب الله” إنتزع رئاسة الجمهورية لمصلحة مرشحه العماد ميشال عون عام 2016 ، عندما كانت الأكثرية في البرلمان وقتذاك لمصلحة الفريق السيادي. وها هو اليوم ، ينتزع الفريق الذي يلوذ بالحزب مكاسب لا يستهان بها في المناصب القيادية في برلمان هذه السنة، ويتجه ربما الى تحقيق فوز مماثل في منصب رئاسة الجمهورية إذا ما تكررت تجربة الانتخابات داخل البرلمان الحالي.

إذا، ليست القضية تتعلق بأكثرية أو أقلية نيابية، وإنما بواقع آخر يجسده “حزب الله” يوميا في مجرى الاحداث ، واهمها الان ما يتصل بمستقبل ملف الترسيم البحري بين لبنان وإسرائيل، وهل سينقضي بحل أم بحرب جديدة اشد وأدهى من حرب 2006.

ما لم يشر اليه المختلفون على مبادرة جنبلاط، هو ما يريده “حزب الله” من هذه المبادرة وغيرها. وبحسب الأوساط المشار اليها آنفا، فإن الحزب لا ينظر الى لبنان في هذه الأيام كما ينظر اليه الاخرون في الداخل والخارج على السواء. فالاولوية عنده، هو توفير كل الظروف المؤاتية كي يؤدي الدور الذي رسمته له طهران في مرحلة بالغة التوتر خارجيا، كما ورد سابقا. ومن مقتضيات “الظروف المؤاتية” ان ينشغل الاخرون بنزاعاتهم، ويبتعدون عن طرح ما له علاقة بمشروع الحزب الذي يقوم على عدم وجود سلطة تأخذ من سلطته بلبنان.

لبنان منذ العام 2005 يحيا في الزمن الإيراني. وهو ربما سينتهي، في ذمة “حزب الله”.

السابق
5 فوائد مذهلة لقشر الرّمان..تعرّف عليها!
التالي
حرائق في شدرا وبسكنتا..ومخاوف من تمدد النيران الى المنازل!