«حزب الله» يتخبّط تحت صراع «الأجنحة المتكسرة»!

حرب حزب الله اسرائيل


على الرغم من الرسائل التي يوجهها قادة “حزب الله” إلى المسؤولين الإسرائيليين، والتي تحمل غالباً تهديدات علنية وتحذيرات من أي خطوة، تُقدم عليها إسرائيل لشن إعتداءات على لبنان، او حتّى التعدّي على حدوده البحريّة والبريّة، إلا أن هناك أزمة فعلية يواجهها “الحزب” منذ سنوات تتعلّق بصعوبة الخسائر المادية والبشرية التي تعرّض لها، خلال حربه مع إسرائيل في تموز عام 2006، والحرب الأكثر دموية التي خاضها في سوريا عام 2011، والتي وبحسب مصادر سياسية بارزة لـ”جنوبية”، “ما زال حتّى اليوم يدفع ثمن هذه الحرب بطرق عديدة”.

“حزب الله” ما زال يُعاني مشاكل عديدة في بنيته التنظيمية سواء العسكرية والسياسية وحتّى الأمنيّة


ولفتت إلى أن “حزب الله”، “ما زال يُعاني مشاكل عديدة في بنيته التنظيمية سواء العسكرية والسياسية وحتّى الأمنيّة، أذ أنه وعلى الرغم من جميع التبعات السلبية، التي رافقته منذ حربه مع إسرائيل العام 2006 ولغاية العم 2020، لم يتمكّن من إحداث أي تغييرات في هذه البنية المثلثة، بفعل النفوذ الداخلي الذي طغى كُل تلك الفترة على مصلحة الحزب العامة، بحيث تحوّل الولاء من المؤسسة ككل، إلى الأشخاص وأصبح لكل بنية جهات تتحكّم بالمسار العام حتّى، ولو كان يُعاكس رؤية ونظرة القيادة الأم”.

منذ اغتيال القائد العسكري للحزب عماد مغنية فإن القيادة لم تتمكّن حتّى من تعيين بديل بشكل رسمي


واكدت انه منذ اغتيال القائد العسكري للحزب عماد مغنية، فإن “القيادة لم تتمكّن حتّى من تعيين بديل بشكل رسمي ولا هيئة “جهادية” جديدة داخل “المجلس الجهادي” الذي لم يتبقّ منه سوى شخصين على أبعد تقدير وذلك بفعل الخلاف المُستحكم داخل الجسم العسكري”.

وأردفت “:الجميع يذكر قصة القادة العملاء في “حزب الله” الذين أُلقي القبض عليهم بدءاً من محمد الحاج (أبو تراب) والمهندس محمد عطوي ومحمد سليم (أبو عبدو)، وهؤلاء جميعهم كانوا يعتبرون أنفسهم مؤهلين لتولّي مهمات قيادية عُليا في الجسم العسكري، لكنهم ظلّوا مُبعدين بسبب الهيمنة التي فرضها يومها القادة مُصطفى بدر الدين (اغتيل في سوريا) وفؤاد شكر وطلال حمية.”

على الرغم من الشكاوى التي خرجت من داخل بيئة “حزب الله” قبل وبعد الإنتخابات النيابية ضد عدد من النوّاب إلا أن القيادة لم تستطع أيضاً إجراء بعض التبديلات


وتابعت”: الأمر نفسه ينسحب على السياسة والأمن، فعلى الرغم من الشكاوى التي خرجت من داخل بيئة “حزب الله” قبل وبعد الإنتخابات النيابية ضد عدد من النوّاب، إلا أن القيادة لم تستطع أيضاً إجراء بعض التبديلات، سواء بما يتعلّق بالنواب والوزراء في “الحزب”، عازياً ذلك الى “الأجنحة المتكسرة” السياسية المُتصارعة داخل القيادة، وأيضاً إلى أهواء العشائر التي لها كلمة فصل أيضاً في هذين الإستحقاقين”.

أمّا أمنياً، فأشارت المصادر إلى “أن قرار توقيف مسؤول لجنة “الإرتباط والتنسيق” وفيق صفا عن العمل، لم يدم لأكثر من اسبوع واحد، بل اكثر من ذلك، يُمكن وصفه بأنه ظلّ حبراً على ورق وسرعان ما استعاد صفا لقبه كمسؤول للوحدة التي يُديرها”.
وتابعت”: الأمر أيضاً يعود للتجاذبات الأمنية داخل “الحزب” فنهم من اعتبر أن صفا بمثابة “الصندوق الأسود” من الصعب التفريط به، وهناك من فضل وضعه بتصرّف المعاون السياسي للأمين العام الحاج حسين الخليل إلى حين ان يُحدث الله أمراً كان مفعولا.”

فوق كل هذا الإرباك الحاصل داخل “حزب الله” هناك أيضاً مُشكلة كبيرة يُعاني منها تتمثل بصعوبة تعويضه الخسائر البشرية التي خسرها في الحربين الإسرائيلية والسورية


ولفتت الى انه “فوق كل هذا الإرباك الحاصل داخل “حزب الله”، هناك أيضاً مُشكلة كبيرة يُعاني منها تتمثل بصعوبة تعويضه الخسائر البشرية، التي خسرها في الحربين الإسرائيلية والسورية، والتي ناهزت الستة ألاف مُقاتل بينهم مئات القادة العسكريين”.
وكشفت عن “عجز واضح لدى “التعبئة العامة” في تأطير أعداد العناصر المطلوبة أقله لسدّ جزء من هذه الخسائر، وهذا مؤشّر خطير لحزب يضع كُل ثلاثة أعوام، إستراتيجيات تقوم بالدرجة الأولى على تعبئة العناصر من سن الخامسة عشرة إلى الثلاثين عاماً.”

إقرأ أيضاً : بالصور: «أمل» تخرج من جلباب «حزب الله» بعد معركتي «خلدة وجنتا_ ٢»!

السابق
أدوية سرطانية مفقودة.. بين «تدقيق» و«تحقيق»!
التالي
ردّاً على التغافل .. الصدر يتحضّر: انتظروا خطوتنا!