التبعية العمياء.. وتقديس «الأصنام المتحركة»!

العمامة
من الذي يُصدرُ الفتوى ولا يتبنى تنفيذها؟، من الذي يأخذ برسالة الأديان إلى عكس ما هي عليه، ويلصق بها كل بهتان؟، من الذي يستعملها آلة للنفوذ والبطش والقتل والفرقة والتعصب والإعتداء؟، ومن هو الذي يستبدل تحية السلام.. بالسلاح عليكم؟، ومن هو الذي يقمع باسم الدين؟ ومن هو الذي يستحلّ الدم الحرام؟، ومن هو الذي يغسل الأدمغة؟.

إن ما يحصل باسم الأديان من قتل واغتيال وظلم واستغلال ومن نشر للكراهية بين بني الإنسان، هو ما تتسبّب به دول ومؤسسات وحركات وأحزاب ومرجعيات دينية وزعامات سياسية ولكل منها وسيلته في التأثير للوصول إلى الهدف، وما يجمعهم هو الآلية في استغلال العوام، فكل فعل صادرٍ منهم يُرجعونه إلى الدين لإحكام قبضتهم على الناس وإخضاعهم لمطامع السطوة والتسلط، ومن الناس من يميلون مع كل ريح فكيف إذا كانت رياح القوة مع الذين يحملون شعار الدين؟.

لا يخفى أن من الأحزاب الدينية والمقامات الروحية قد زرع في عقول الأنصار والأتباع والمقلدين أنه من يمثل الله على الأرض وأن قوله وفعله هو الصحيح دون غيره وأن المخالف له هو مخالف لله ورسله

ولا يخفى أن من الأحزاب الدينية والمقامات الروحية، قد زرع في عقول الأنصار والأتباع والمقلدين أنه من يمثل الله على الأرض، وأن قوله وفعله هو الصحيح دون غيره وأن المخالف له هو مخالف لله ورسله، ويستوجب بمخالفته العقاب الجسدي والمعنوي في الدنيا قبل الآخرة.

إقرأ أيضاً : تكامل الايمان.. دراسة حول الايمان في القرآن الكريم للعلامة السيد يوسف صفي الدين


وهذه التبعية العمياء من الأتباع المنظمة والممنهجة، يغيب معها العقل وتصل بأصحابها إلى تقديس الأسماء والأشخاص “الأصنام المتحركة” حتى لا يعود الشخص التابع يرى في جماعته فعل الشر إلا صواباً، ويصل من خلالها إلى مرحلة الجهل المفرط الذي يجعله بلا قدرة على التفكير وإبداء الرأي في المُسَلَّمات مع وضوح الجرم المرتكب وعدم توافقه مع الشرائع السماوية والقوانين الإنسانية.

التبعية العمياء من الأتباع المنظمة والممنهجة يغيب معها العقل وتصل بأصحابها إلى تقديس الأسماء والأشخاص “الأصنام المتحركة” حتى لا يعود الشخص التابع يرى في جماعته فعل الشر إلا صواباً


إن هذه الأخطار، الناتجة عن التبعية العمياء التي تداهم المجتمعات في بيوتها وشوارعها ومعابدها ومدارسها وإعلامها، تحتاج من الإعتدال المتمثل بدول ومؤسسات وقيادات وأفراد إلى إعادة تصويب البوصلة عند هؤلاء، وهذا أمر يحتاج إلى دفع عجلة الإصلاح في كل المجالات بحكمة يملكها دعاة الإصلاح عبر التاريخ دون استعمال للعنف أو ممارسة للقوة، لأنه لا يمكن ممارسة الإصلاح بهذه الطريقة ولا تطلب العدالة بالسير على طريق الظلم، ولا يطلب الإستقرار بالحرب كما يفعل بعض من يدعي حواراً وإصلاحاً.

لا يمكن ممارسة الإصلاح بهذه الطريقة ولا تطلب العدالة بالسير على طريق الظلم، ولا يطلب الإستقرار بالحرب كما يفعل بعض من يدعي حواراً وإصلاحاً


وفي النهاية لكل أولئك الذين يتبعون كل ناعق نقول: إمنح نفسك بعض الحرية في التفكير وامسح الصدأ العالق في ذهنك لتتمكن من الإحساس بالخداع في الممارسة والوصولية بشعارات دينية ووطنية تبقيك أسيراً لشعارات السوق.

السابق
مواد غذائيّة «مهرّبة» تُعرّض حياة اللبنانيين للخطر!
التالي
عامان على انفجار المرفأ.. السينما تتكلم!