خاص «جنوبية»: «أمل» تخوض «معركة وجودية» ضد «حزب الله»!

تدور في “أم البلدات” معركة الجنوبية، معركة “وجودية” ليست كالمعارك بين الثنائي الشيعي “اللدود”، فهي ليست ظرفية أو محدودة المكان، يبدو أنها معركة “كسر عظم”، أرادها “حزب الله”، بحسب مصادر مواكبة لـ”جنوبية”، بهدف”إنهاء ما تبقى من التاريخ المعاصر لأفواج المقاومة اللبنانية أمل، وكي كامل الوعي الشيعي تمهيدا لمرحلة “ثنائية” الشكل “أحادية” المضمون”.

حزب الله هو صاحب القرار وهو متقدم بحجة السلاح والمقاومة وينسحب على والسياسة والدولة والإقليم

ووضعت ما جرى في البلدة، التي تعتبر معقل “حركة أمل” وذاكرتها المقاوِمة، بعد تبرئة “حزب الله” لعميل فجّر حسينية البلدة، وقتل أبرز القادة محمد سعد وخليل جرادي اللذين يمثلان “الوعي الحركي”، الذي لن يمر مرور الكرام ولن يهضمه أبناء أمل الذين نجوا من محاولات الإستقطاب والذوبان بفعل ثنائية قائمة على قاعدة “متقدم بين متساويين”، فحزب الله هو صاحب القرار وهو متقدم بحجة السلاح والمقاومة وينسحب على والسياسة والدولة والإقليم”.

بدأ مناصرو “أمل”، “يستشعرون بسطوة الحزب عليهم و بوضوح”

بدأ مناصرو “أمل”، بحسب المصادر، “يستشعرون بسطوة الحزب عليهم و بوضوح، فكل الوقائع على الأرض تدل على أنهم تنظيميا في واد والقيادة في واد آخر”. وتنقل المصادر عن قيادي سابق في الحركة قول مسؤول في حزب الله له “أن بعض المسؤولين في أمل أصبحوا محسوبين على الحاج وفيق صفا والحاج حسين خليل وتربطهم بهم علاقة “بزنس” كما يزوّد هؤلاء صفا وخليل بعدد أنفاس نبيه بري اليومية، ويتوقّع أن تشهد المرحلة المقبلة، ظهور”حركيّات” وخروجها من الظل الى الضوء”.

بعض المسؤولين في أمل أصبحوا محسوبين على الحاج وفيق صفا والحاج حسين خليل وتربطهم بهم علاقة “بزنس”

هذه الأجواء، وفقا للمصادر، “لم تكن غائبة عن أبناء أمل، الذين وجدوا في “معركة” مناسبة للتصويب باتجاه التنظيم المتفسخ، الذي ذاب في ثنائية غير متكافئة، اذ لم يتوقّع أكثر الواثقين بقدرته على ضبط إيقاع “الميدان”، أن يتصاعد احتجاج قاعدة أمل الحُبلى بالغضب من قيادة التنظيم الصامتة حد الاستسلام و من رئيسها المتفرّج من بعيد وكأن به مغلوب على أمره في أحسن التبريرات، وأنه تخلّى في أسوأ التوقعات”.

لم يتوقّع أكثر الواثقين بقدرته على ضبط إيقاع “الميدان”، أن يتصاعد احتجاج قاعدة أمل الحُبلى بالغضب من قيادة التنظيم الصامتة حد الاستسلام

من يراقب حركة خطاب الجمهور والمنظمين، يظهر له بوضوح، ان شرخا كبيرا وقع داخل التنظيم الأخضر، وأن حراكا صامتا بدأ يتشكّل لمرحلة جديدة، والدليل الإضافي ،بحسب المصادر، ان “أحمد بري وهو مسؤول سابق في حركة أمل حمّل قيادات في التنظيم مسؤولية ما وصلت اليه الامور بسبب تراخيهم وانبطاحهم وعصر البزنس”، ودعاهم الى أن يستيقظوا متوجها اليهم بالقول:” كفاكم نوما في نعيم السلطة وجنة النظام هناك من يسطوا على أخضر حركتكم وأحمر شهدائها استيقظوا وإلا…”

شرخ كبير وقع داخل التنظيم الأخضر، وحراك صامت بدأ يتشكّل لمرحلة جديدة

فيما حسين السمرة وهو أحد عناصر التنظيم، فقد دوّن على صفحته مواقف حركية لنبيه بري الذي وصفه “بجبل التنظيم” من العام 80 حتى العام 90 وختم:” يا ريت وقف فينا الزمن هون وما إجت 92 ولبسنا غرفاتات النيابة والوظائف العامة”.

فقد أظهرت القاعدة الحركية، بحسب المصادر عينها، “حرصها على حاضرها وتاريخها أكثر من قيادات “البزنس”، في معركة آخر المعاقل الصامدة، فقد حضر السلاح الذي واجهوا به العدو الاسرائيلي في معركتهم، ولكن هذه المرة للتصدي لحزب الله الذي أراد تزوير تاريخهم، بعد أن ألغى حاضرهم، و حضر نبيه بري بلباسه العسكري ناعيا سعد “استشهد نصف الجنوب وعلى النصف الآخر مواصلة مسيرة التحرير “، كما حضر داوود داوود متعهدا بالثأر لدماء “الشهداء”، مصنع أفواج المقاومة اللبنانية بدأ العمل لتزويد قرى الجنوب بمقاومين ثائرين، وأول تنظيم نسائي في مواجهة العدو كان جاهزا مع الزيت المغلي، كما نشّطوا ذاكرتهم بخطابات السيد موسى الصدر”.

ورغم تدخل القيادتان، بحسب المصادر، “لم ينفع البيان من طرف واحد الصادر عن حزب الله، والذي تحدث بلسان حركة أمل، والمستنسخ من معارك التغريدات والمزيّن بعبارات ضبط التوترات بين جمهور الثنائي الشيعي، ك”وأد الفتنة”، و”وحدة الصف” “والأخ الأكبر” والسيد موسى الصدر، والعدو، لم ينجح باطفاء مشاعر جمهور أمل بسبب تراكمات وسلسلة مترابطة بدأت بتزوير التاريخ، و محاولة السطو على معظم شهداء أمل( وأبرزهم بلال فحص) خلال حقبة الاجتياح الاسرائيلي ومحاولة سرقة ما تبقى وصولا الى تبرئة العملاء، ومسلسلات قلب الحقائق والوثائق، في ظل صمت قيادات أمل ما يؤكد الخلل في التوازن لصالح حزب الله”.

السابق
بايدن في المنطقة: السعودية والنفط أولوية واشنطن
التالي
«الاحتياطي ينفذ».. جنبلاط يُحذّر من كارثة!