باسل فليحان فاجعة الإغتيال قبل 17 عاماً!

باسل فليحان

لا فاجعة كفاجعته ، ولا جريمة كجريمة اغتياله مع رفيقه رفيق الحريري ورفاقهما، ولا شيء يعوّض رحيله.استشهد محروقاً بنيران “النابالم” الحاقدة التي أشعلتها وفجرتها “مجموعة حزب الله اللبناني “،بتوصيف واتهام المحكمة الدولية.
في تحية وفاء للشهيد باسل فليحان، تزامناً مع مرور 17 عاماً على اغتياله، وبمبادرة من أرملة الشهيد يسمى فليحان والعائلة تم ازاحة الستار عن نصب تذكاري في منطقة السان جورج حيث كان اللقاء للتعبير عن التمسك برؤية الراحل الإصلاحية والإقتصادية الهادفة الى انقاذ لبنان، بحضور شخصيات سياسية وأصدقاء وعائلة الراحل.

اقرأ أيضا: بعد عقد على رحيله: هكذا ستخلد أسرة باسل فليحان ذكراه


الشهيد فليحان يجسد ملحمة أسطورية بفجيعة كبرى لا مثيل لها في التاريخ القديم والحديث، فقد ودع الحياة بعد صراع 64 يوماً مع الحروق التي طالت 65% من جسمه، وذلك يوم
الثلاثـاء 19 نيسان/ابريل 2005 .
فبعد صراع مع الألم استمر 64 يوماً، أسلم النائب ووزير الاقتصاد والتجارة السابق باسل فليحان الروح في مستشفى بيرسي العسكري في باريس.
وكان الشهيد قد عانى من حروقات بالغة طالت 95% من جسمه وجروح أصيب بها خلال عملية اغتيال الشهيد الرئيس رفيق الحريري في الرابع عشر من فبراير /شباط 2005، اذ كان جالساً الى جانبه في السيارة التي كان الرئيس الراحل يقودها بنفسه. وفي اليوم التالي للاغتيال نقل فليحان الى مستشفى بيرسي العسكري (الواقع في إحدى ضواحي العاصمة الفرنسية) المتخصصة بمعالجة الحروق. وطوال هذه الفترة كانت حال فليحان سيئة جداً ولكن مستقرّة. اذ كان يجري تخديره بالمورفين معظم الأوقات. كما خضع لعمليتين جراحيتين لإزالة طبقات الجلد المحروق. وقد كانت حروق فليحان بليغة وأحدثت تشوهات كبيرة في وجهه وجسمه. ولم يعرف ما اذا كان مردها الى استخدام “النابالم” المحرم دولياً في المتفجرات التي استخدمت لاغتيال الرئيس الحريري.
ولد باسل فليحان في بيروت في العاشر من سبتمبر (أيلول) 1963 والتحق بفريق العمل الاقتصادي للرئيس الحريري في نهاية التسعينات، بعدما أمضى فترة طويلة من حياته في الولايات المتحدة. جذب الاقتصاد الشاب باسل فليحان منذ كان يافعاً فاختار دراسته في الجامعة الأميركية في بيروت لينال البكالوريوس في الاقتصاد عام 1984 ويتخرج حائزاً جائزة «بنروز» مع امتياز. ليتابع فيما بعد دراساته العليا في الولايات المتحدة، حيث حصل على الماجستير من جامعة ييل في عام 1985، والدكتوراه من جامعة كولومبيا عام 1990. كما شكلت الولايات المتحدة وتحديداً واشنطن المحطة المهنية في حياة فليحان. اذ عمل في صندوق النقد الدولي منذ عام 1988 وحتى عام 1993، حين عاد الى لبنان. وفليحان الذي مراراً ما ردد ان الصدفة لعبت دوراً بارزاً في حياته، تعرّف الى الرئيس الحريري صدفة ايضاً.
في عام 1993 انتدب باسل فليحان من قبل برنامج الأمم المتحدة للتنمية للعمل في وزارة المالية اللبنانية، فاستمر في هذا الموقع على مدى ست سنوات، ليشغل بعدها موقع مستشار وزير المالية، كما كان مسؤولاً عن اعادة تأهيل الوزارة. وخلال وجوده في وزارة المال، من عام 1993 وحتى 1999، تعرّف فليحان الى الرئيس الحريري عن طريق الوزير فؤاد السنيورة. وتوطدت علاقة فليحان بالرئيس الحريري واصبح يحظى بثقته. وكان الأخير يستشيره في مختلف الشؤون الاقتصادية.
والى جانب وجوده في وزارة المالية ما بين عامي 1994 و2000 كان فليحان يدرّس مادة الاقتصاد في الجامعة الأميركية في بيروت.
وقد اعطى دروساً في اقتصاديات النمو والاقتصاد الدولي والسياسات الاقتصادية التطبيقية اضافة الى الاقتصاد الرقمي. وقد اجمع طلابه على وصفه بالأستاذ الذي يشحذ طلابه ويدفعهم الى تنمية مقدراتهم التحليلية النقدية، وقد نشأت بينه وبينهم علاقة صداقة.
وفي صيف عام 2000، وبينما كان فليحان يبلغ من العمر37 عاماً، اختاره الرئيس الحريري لترشيحه على لائحته الانتخابية لمدينة بيروت عن مقعد الطائفة الإنجيلية، التي تندرج ضمن خانة طوائف الأقليات. وفي سبتمبر (أيلول) 2000 أوكل رئيس الوزراء رفيق الحريري حقيبة الاقتصاد والتجارة للنائب باسل فليحان. الذي استمر بها بزخم حتى استقالة الحكومة في ابريل (نيسان) 2003.
وعرف فليحان بجدارته الاقتصادية ورؤيته المنفتحة المتطورة نظراً للخبرة التي اكتسبها من صندوق النقد الدولي. وأبرز إنجاز له هو انه مهندس المؤتمر الاقتصادي «باريس ـ 2» الذي جرى برعاية الرئيس الفرنسي جاك شيراك في باريس في نوفمبر (تشرين الثاني) 2002 وقامت بموجبه العديد من الدول والهيئات الاقتصادية الدولية بمنح لبنان قروضاً ومساعدات بقيمة 4.6 مليار دولار. وفي عهده اتخذت أولى خطوات تحرير الاقتصاد اللبناني، إذ تم توقيع اتفاقية الشراكة الأوروبية ـ الشرق أوسطية التي تعتبر مدماكاً في خطة الإصلاح الاقتصادي، وتم بموجبها إلغاء التعرفة الجمركية تدريجياً وفتح الأسواق.
باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري،خسر لبنان منقذه الوحيد،فعاد الوطن الصغير الى مربع الموت،وبإغتيال الشهيد باسل فليحان،يدفن الوطن الصغير في جهنم، كما وعدنا سيد العهد!

السابق
خاص «جنوبية»: إحتجاز «تعسفي» متماد للمحامية أبو عيد.. فهل من «تواطؤ» بين النقابة وقضاة؟!
التالي
الى طلاب «البروفيه».. هكذا تحصلون على نتائجكم!