«حرب تموز ٢٠٠٦» في عيون «حرب ٢٠٢٢»!

حرب تموز 2006 لبنان

١٦ سنة بالتمام والكمال عبرت على ساحل أيّامنا وعلى “سنسول”حياتي، وفي كل سنة ، تتعاظم دهشتي وذهولي..وطمأنينتي المرتبكة.

في مثل هذا اليوم ، قبل أكثر من عقد ونصف العقد من الزمن، في ٣ تموز ٢٠٠٦ يوم الاثنين ، خضعتُ لعملية جراحية معقّدة، استغرقت ٩ ساعات ، حيث تم استئصال نصف قلبي ووصله بنصف قلب صناعي. نفّذ العملية الجراحية فريق من أطباء القلب بقيادة الحبيب الغالي الطبيب الدكتور جرّاح القلب، باسم الشاب.

في مثل هذا اليوم، قبل ١٦سنة، تسلل الموت الى عمري،كمن لقلبي وانقض عليه،فبتره على الفور

في مثل هذا اليوم، قبل ١٦سنة، تسلل الموت الى عمري،كمن لقلبي وانقض عليه،فبتره على الفور.لكن العناية الإلهية تدخلت،وارتضيتُ بنصف قلب أكملت معه درب الحياة..

أحاول (اليوم) برمجة نصف قلب مع نصف حياة،على الأقل.
أذكرُ تاريخ ذبحتي القلبية ووقائعها القاسية ساعة بساعة، ذلك أنني خضعت للعملية الجراحية قبيل اندلاع “حرب تموز ٢٠٠٦” بأسبوع، وشاء قلبي المعطوب أن يدخلني في غيبوبة استمرت ثمانية أيّام..

بعد الغيبوبة استيقظتُ ، في غرفة العناية المشددة داخل “مستشفى حمود” ، وسط مدينة صيدا الجنوبية.. بعدما استعدت وعيي ،على سريري ، ركض الي الطبيب المداوي وحذرني من الاصغاء الى أخبار البلاد، وأمر بإقفال جهاز التلفاز داخل الغرفة..وبعد لحظات علِمتُ أن بلادي غارقة في حرب مجنونة، وتدور رحاها في أرض الجنوب، وتنفجر براكينها في كل مكان، ويموت أهلها في كل لحظة.

١٦ سنة مضت على الحرب المدمرة التي شنتها إسرائيل على “حزب الله” في لبنان،ولا يزال السواد الأعظم ملموسًا في الداخل اللبناني، وفي كافة مرافقه، لا يزال السواد يتعاظم في حياة الشعب اللبناني.

أعلن “حزب الله” في حينها “الانتصار الالهي” ، في حين أُعلن عن سقوط أكثر من ١٤٠٠ شهيد و٦ الاف جريح

هذه الحرب “دشنها” حزب الله اللبناني بعدما وجّه ضربة قاسية للعدو الاسرائيلي ،إذ تمكّن من مهاجمة دورية اسرائيلية وقتل بعض جنودها وأسر جثتين من الجنود المقتولين. فشنت اسرائيل حرباً عنيفة على لبنان وشعبه.

انتهت الحرب بعد ٣٣ يوما من الحرب الشرسة ، أعلن “حزب الله” في حينها “الانتصار الالهي” ، في حين أُعلن عن سقوط أكثر من ١٤٠٠ شهيد و٦ الاف جريح وتدمير الاف البيوت وأغلب الجسور ومعامل الكهرباء،تدمير الجزء الأكبر من البنى التحتية في الجنوب وأغلب المناطق اللبنانية، فيما غرقت البلاد في أزمة سياسية حادة، و(مجازر كاملة الأوصاف) بحق رموز وطنية أصيلة.

اندلعت الحرب في ١٢ تموز (يوليو) في هجوم عبر الحدود، وتوقفت في ١٤ آب (أغسطس).

تأتي ذكرى حرب تموز لتذكرنا بعذاب بلادي وشعبها، ولتضعنا في مواجهة مع المرآة ذاتها، مرآة الموت والدمار والخوف والجوع والحرمان..

في تموز ٢٠٠٦ كانت الحرب “دفاعاً عن الأرض والعباد”، ولكن هذا الدفاع لم يمنع الموت والجوع والتشرد عن شعبي..
وفي تموز ٢٠٢٢ زاد العذاب والجوع والتشرد ، ويموت شعبي جوعاً، والدفاع عن سلطة الفساد والفاسدين، تزداد و”تتعاظم”!

السابق
«حرب تموز».. 16 عاماً على مغامرة «النصر الإلهي» المفخخ!
التالي
بالصورة: «جنوبية» يكشف فضيحة تأجير ارض بالآلاف بدل ملايين الدولارت.. وهذه هي الشركة المحظية!