ما بعد بعد زيارة هنية.. «حماس لاند» إيرانية في لبنان!

محمود هنية
إسماعيل هنية في بيروت يعني أن هناك رسائل مما يسمى " محور المقاومة" ستوجه إلى من يعنيهم الامر إقليميا و دوليا، فهل تستمر هذه الرسائل من دون أن تصيب بأضرارها الداخل اللبناني المهترئ أصلا؟ التجارب السابقة لا تبشر بخير .

لا  يمكن القفز فوق زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”إسماعيل هنية إلى بيروت أو تجاهل دلالتها الإقليمية، وإن كان الوضع السياسي والاقتصادي المهترئ، في لبنان هو الشغل الشاغل للسواد الاعظم من اللبنانيين الذي يعانون الامرين لتأمين ربطة خبز وحبة دواء.

فالزيارة وإن إتخذت طابعا رسميا من خلال لقاء هنية الرؤساء الثلاثة، إلا أن لها أبعادا تحاكي ما يجري في المنطقة، من لقاءات وترتيب أوضاع بدءا من المملكة العربية السعودية  وزيارة الرئيس الاميركي جو بايدن المرتقبة إليها في تموز المقبل، مرورا بالحراك العراقي في إعادة ترتيب العلاقات العربية مع  إيران ودخول قطر في إعادة إحياء ملفها النووي، وليس جديدا القول أن حركة حماس هي أحد أركان ما يسمى “محور الممانعة” والذي تسعى إيران لإعادة لمّ شمله بعد خروجها منه لإستخدامها كورقة على طاولة التسويات الدولية والاقليمية .

لكن ما يعني لبنان واللبنانيين من هذه الزيارة هو أن يكون لها مفاعيل لبنانية داخلية سواء في المخيمات الفلسطينية ( التوتر الدائم بين حماس و حركة فتح) أو لجهة إعادة التوتر على ساحة الجنوب، خصوصا أن حزب الله يعمل منذ أكثر من سنتين على إعادتها إلى حضن الممانعة، و ترتيب أوضاعها مع النظام السوري، و إخراجها من العباءة التركية التي تظللت بها منذ بدء الثورة السورية على النظام و تأييدها لها. 

فأي معاني تحملها هذه الزيارة و كيف ستترجم  في الواقع اللبناني المأزوم أصلا؟ 

قبل الإجابة على هذا السؤال، لا بد من الاشارة إلى أن ممثلي السلطة الفلسطينية في لبنان يلتزمون الصمت حيال هذه الزيارة، أما على ضفة الخبراء في هذا الملف فيشرح الرئيس السابق للجنة الحوار اللبناني الفلسطيني والمحلل السياسي خلدون الشريف ل”جنوبية” أن “زيارة هنية يرافقه صقور حركة حماس من خليل الحية( عضو المكتب السياسي)  و صالح العاروري ( نائب رئيس المكتب السياسي) تأتي في سياق رص الصفوف لمحور ما يسمى “الممانعة أو المقاومة” ما يعني أن هناك كما تحدث اليوم الحية (في لقاء إعلامي) أن هناك عودة للإنفتاح على دمشق وان هناك رص صفوف بين الحركة وحزب الله ومحاولة لإستعادة الرعاية الكاملة من إيران”، مشيرا إلى أن “الزيارة لها مفاعيل إقليمية، أكثر مما لها مفاعيل محلية، بإستثناء أن حركة حماس إتخذت قرارا بتعزيز وجودها ربما في لبنان، نتيجة عودة عدد من قياداتها من تركيا، وبالتالي لا يجب النظر إلى زيارة هنية إلا من زاوية إقليمية مرتبطة بتعزيز ورص الصفوف، لمحور المقاومة أو الممانعة كما تسمى”.

الشريف ل”جنوبية” : لا خوف من إشتعال جبهة الجنوب على يد حماس لأنها ممسوكة بشكل جيد بيد “حزب الله”  

يضيف:”هناك محاولة واضحة لعودة حماس إلى سوريا   تحضيرا لعودة جبهة مقابل إسرائيل  ووجودها في لبنان قد يعني وجود جبهة في مواجهة إسرائيل  ووجودها، في كل من غزة و الضفة الغربية يعني وجود جبهة في مواجهة إسرائيل”، موضحا أن “هناك محاولة لتعزيز الجبهات وربطها سوية، لكن أعتقد أن هذا القرار أكبر بكثير من حركة حماس لأنه مرتبط في لبنان بشكل مباشر بقرار حزب الله،  وفي سوريا لم يتم هذا الانفتاح حتى الان، وهو أصلا مرتبط بقرار النظام في سوريا أكثر مما هو مرتبط بقرار الحركة” .

يرى الشريف أنه “لا خوف من إشتعال جبهة الجنوب اللبناني على يد حماس، لأنها إلى الآن ممسوكة بشكل جيد بيد حزب الله،  وإذا حصل أي أمر في الجنوب يكون إما بمعرفة وإرادة من حزب الله أو بتحريك إسرائيلي”.  

في ميزان الخبراء العسكريين يرى الخبير العسكري النائب السابق وهبة قاطيشا ل”جنوبية” أن ” على الجنوبيين  أن يتحضروا لإستقبال “حماس لاند ” من جديد، لأن إيران تريد خلقها في الجنوب بإشراف حزب الله”.

 ويرى أن “زيارة هنية للبنان وإستقباله من قبل الرؤساء الثلاثة، هو إنتقاص للسيادة اللبنانية لأنه مصنف كرئيس منظمة إرهابية، وهذا يعني أن سياسة لبنان باتت بيد ما يسمى بمحور “الممانعة “وتديرهم إيران”، معتبرا أن “هذا التحول الحاصل أمر مؤسف، لأن لبنان الذي أوصلوه إلى جهنم هو اليوم مرتبط أيضا بصداقة مع منظمات إرهابية تديرها إيران”. 

قاطيشا ل”جنوبية”: على الجنوبيين التحضر لإستقبال “حماس لاند ” تريد إيران خلقها في الجنوب 

 يضيف:”عمليا زيارة هنية وطلبه من حزب الله السيطرة على المخيمات، وأن يكون له مواقع في لبنان ليقوم بتدريب عسكري لعناصره، هذا يعني أن بإمكانهم إستخدام الجنوب اللبناني كمنصة لإطلاق صواريخ بإتجاه إسرائيل، ما يعني أن جبهة الجنوب ستُفتح في أي لحظة وبإشراف ورضا من الحزب”.

ويختم :” بمعنى آخر حزب الله و حماس “يأكلون الحصرم والجنوبيون يضرسون””.

وهبي قاطيشا
وهبي قاطيشا
السابق
بالأرقام: اليكم الكلفة الجديدة لخدمات الانترنت والاتصالات
التالي
السفير السعودي في الضاحية.. «لا عداوة ولا خصومة مع أبناء الطائفة الشيعية»!