بالصورة: الخبز مفقود في الأفران.. ومولود بين النفايات!

ازمة خبز متجددة

المشهد حقيقي وواقعي، وبات صورة متلازمة مع الواقع، تعكس أمر الذل والمرارة والتعاسة التي تحاصر الوطن وشعبه.

فقد انتشرت مشاهد مصورة، حيّة مأخوذة من قلب المدينة. وتداول نشطاء لبنانيون على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لربطات خبز مرمية بين اكوام النفايات في بيروت، وكم كان مؤذياً هذا المشهد، للكرامة وللعين الراعفة، بينما يئن المواطن والبلاد ككل تحت وطأة الغلاء وفقدان الرغيف بسبب أزمة يفتعلها أصحاب الأفران بإستخدام الطحين المدعوم من الدولة في الحلويات، بعد رفع الدعم عن الطحين الذي يدخل في صناعة الحلويات والموالح، كما يعود السبب في فقدان الرغيف الى عمليات تهريب الخبز الى سوريا.

ومنذ اكثر من اسبوع اشتدت الحاجة للخبز، ويقف المواطنون اللبنانيون في الطوابير أمام الأفران للحصول على ما يسد الرمق،  و يقاتلون من أجل الحصول على ربطة خبز واحدة، الأمر الذي أجج الاسعار ،فقد ارتفع سعر الربطة في السوق السوداء الى ما يفوق الخمسين الف ليرة.

ولا بد من الاشارة الى ان ارتفاعات متعددة جرت، منذ ان بدأت سياسات رفع الدعم عن كل شيء.. بعد ان كان سعر الربطة 1500 ليرة في العام 2019 وهي مفقودة اليوم، ويبدو  أن الحل عند الحكومة “كلوا بسكويت..كلوا حكي..”!
وتتفاعل الازمة فصولاً ، من خلال ما قيل في الايام القليلة الماضية وما يقال اليوم، بعدما حذر كثيرون من دم أمام الأفران بسبب عدم علاج المشكلة وتبادل الاتهامات بين المسؤولين واصحاب الافران وتجار الطحين ووزير الاقتصاد.
وفي سياق متصل بالذل نفسه ، والغلاء نفسه، والعذاب ماشي والجوع قادم لا محالة. وهذا لسان حال “الأمة القلقة”!

فثمة صورة صادمة أطلت اليوم من بلدة بعبدا وقرب قصر العدل، صورة كميات كبيرة من ربطات الخبز المقفلة مرمية قرب مستوعب النفايات على الرصيف. الصورة تنضح بدلالات أقل من أي كلمات!

السابق
الدولار يُقارِع الـ٣٠ الفاً.. كيف افتتح السوق السوداء؟
التالي
وضاح شرارة: أكتب ببطء وأتساءل دائماً: «هل ورطتني الكتابة»؟