أبو فاضل لـ«جنوبية»: صيف سياسي «حار».. تصريف أعمال ومعركة رئاسية حكومية!

جوزيف ابو فاضل
اجتاز الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي امتحان الإستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة بنتيجة "هزيلة" بعد أن حصد 54 صوتاً، فيما بدأ "العدّ العكسي" لمرحلة تأليف تحاصرها علامات استفهام عدّة حول قدرته على التأليف، في ظل عقبات حول توزيع الحقائب وكيفية توزيعها. والمفاوضات التي ستحكم ولادتها التي توحي المؤشرات بأنها ستكون "متعثّرة".

تضمّنت النتيجة شبه المتوقّعة لتكليف الرئيس نجيب ميقاتي، رسائل “مبطّنة” من قبل الأفرقاء على اختلاف تحالفاتهم، ما يؤشر الى معركة “كسر عضم” ستشهدها الأيام المقبلة، فوفق المحامي والمحلّل السياسي جوزف أبو فاضل لـ”جنوبية” فإن “الدولة ومن ضمنها ميقاتي حصلا على التكليف، بالإضافة إلى ملف تصريف الأعمال، ما يعني أنه بين تصريف الأعمال والتكليف هناك شخص واحد إسمه ميقاتي هو الذي يقرر”، مشيراً إلى أنه “أصبح هناك تقاطعاً بين أحزاب “قوى 14 آذار” و”قوى 8آذار”وأحزاب المجتمع المدني، إما بتسمية شخص أو عدم التسمية”.

اقرأ أيضاً: بعدسة «جنوبية»: سابقة في تاريخ رؤساء الحكومات.. ميقاتي يكلّف بأصوات زهيدة!


واعتبر أن” كل ذلك يصب في إطار التسليم بموقف ميقاتي المعروف بمطاطيته وبتدوير الزوايا، وعدم رضوخه للبازار الذي كان مفتوحاً من قبل جبران باسيل والعهد”.
وشدّدا على أنه “بتكليف ميقاتي تم اقفال هذا البازار، وبات ميقاتي يٌمسك الحكومة من طرفيها، أي من طرف تشكيل الحكومة ومن طرف تصريف الأعمال، في حين أنه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون هو في الأشهر المتبقية من عمره، ولم يتمكن أن ينجز شيئاً للبنان كما باسيل، بل بالعكس هدروا أموال المودعين وأخذوا أموال مصرف لبنان وصرفوها على الكهرباء وعلى وزاراتهم”.
وأكد على ان “هم يتحملون خصوصاً المسؤولية لأن 25 مليار دولار تم صرفهم بين عامي 2010 و2021 وفق ما صرّح به حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وهذا ما أزعجهم وأشعل غضبهم تجاه حاكم المصرف المركزي”.

بتكليف ميقاتي تم اقفال بازار عون باسيل وبات يٌمسك الحكومة من طرفيها


” كل شيء سيبقى على حاله بانتظار ما ستؤول إليه المفاوضات”، بحسب أبو فاضل الذي أكد “بأن حزب الله لن يضغط لا على برّي أو ميقاتي ولا حتى على عون أو باسيل، لأن سير الأمور حالياً لا يُزعج حزب الله إطلاقاً”.
وعن إمكانية تأليف سريع للحكومة العتيدة، جزم بأن “ذلك لن يحصل إلا في حال وجود ضوء أخضر من الخارج ، يرضي الثنائي وميقاتي تحديداً لإنجاح حكومته، وإلا فلن يؤلّف حكومة”، مشيراً إلى أن “ما يحصل هو رسالة واضحة لعون وباسيل بأن كل الداخل اللبناني ليس معهم، كما المجتمع الدولي والخليجي”.

قضية تصريف الأعمال هي الأكثر ترجيحاً ريثما يكتمل الإستحقاق الرئاسي


وعن تسمية حليف باسيل أي حزب الله لميقاتي، أوضح أبو فاضل أن “ميقاتي ليس شخصية استفزازية للحزب أو لأي دولة، كونه الأقرب للحزب بين الجميع وعلى تواصل معه ولديه كفاءة وخبرة في التعاطي معه ويعلم ماذا يوجد بالدولة، على عكس السفير نواف سلام”.
وشدّد أبو فاضل “بأننا مقبلون على مرحلة تصريف أعمال طويلة في حال عدم تشكيل حكومة كما يريدها المجتمع الدولي، أي حكومة إصلاحات التي على الأرجح لن تُبصر النور، إذ أن القوانين التي يفرضها صندوق النقد الدولي بحق اللبنانيين قاسية ولا يستطيع اللبناني تحمّلها ويجب على الدولة أن تتحمل قسماً منها”.

سير الأمور حالياً لا يُزعج حزب الله إطلاقاً وتشكيل الحكومة لن يكون سهلاً


وأشار إلى “أن ميقاتي يستطيع تدوير الزوايا والإستمرار بالحكومة في حال لم تتألّف، لأنها حكومة تصريف أعمال وهو في الوقت نفسه رئيساً مكلّفاً، ففي حال استطاع تأليف حكومة فهي لن تكون سهلة، فهناك قضية وزارة الطاقة، فالكهرباء يريدها باسيل وميقاتي لن يمنحها له، كما أنه يريد أن يعود إلى السلطة كوزير خارجية وميقاتي لا يريد ذلك”.
وأكّد “أن قضية تصريف الأعمال هي الأكثر ترجيحاً، ريثما يكتمل الإستحقاق الرئاسي وتتحول الهيئة العامة لمجلس النواب منذ 1 أيلول أي قبل 60 يوماً من انتخاب رئيس الجمهورية وانتهاء ولايته إلى هيئة ناخبة، كما معرفة ما إذا كانت الحكومة ستتشكّل وتحصل على الثقة أم لا، فكل الأمور رهن المستجدات”.
وختم أبو فاضل بالقول:”مقبلون على صيف حار جداً، لأن المعركة الرئاسية لم تُفتح بعد، والمعركة اليوم هي مزدوجة أي رئاسية وحكومية”.

السابق
حسن عبدالله شاعر «الدردارة» و«أجمل الأمهات» والأطفال.. سيرة حاضرة تطغى على الغياب!
التالي
بعد تكليف ميقاتي.. الدولار «يحلّق»!