نصر الله.. كلام حق يراد به باطل!

توفيق الهندي

بماذا أصاب الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصر الله؟.. أن فقط لبنان وسوريا، ممنوع عليهما على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، من إستخراج نفطهم وغازهم.

بماذا أصاب الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصر الله؟

والحقيقة التي تغاضى عن ذكرها (لكي “يلبنن” المشكلة)، هي أن لبنان ينظر إليه كدولة في محور إيران، عبر إمساك “حزب الله” بالسلطة في اللادولة اللبنانية وخارجها، وأن سوريا-الأسد تنتمي إلى “محور المقاومة” ذاته. والواضح أن إستمرار هذا “المنع” سوف يستمر طالما الحزب يُمسك بلبنان، وأن هذا الواقع قد يدخل لبنان في حرب مدمرة، عند أي تطور محسوب أو غير محسوب.

الحقيقة التي تغاضى عن ذكرها (لكي “يلبنن” المشكلة) هي أن لبنان ينظر إليه كدولة في محور إيران عبر إمساك “حزب الله” بالسلطة في اللادولة اللبنانية وخارجها

“أن مسألة إستخراج الغاز تتطلب العجلة، لأن ما تستخرجه دولة يطال مخزون الدول المجاورة الأخرى”.. وتعليقا، لقد تأخر لبنان في إستخراج موارده بضع سنوات، وهو مهدد من “لصوصية” الطبقة السياسية، التي تتأهب لمحاصصة عائداته على حساب الإقتصاد والشعب. فيا ويلك من الإسراع في الإستخراج كما من تأخيره!

“أن معركة حفظ الحقوق هي معركة وطنية بإمياز تخص جميع اللبنانيين”.. وتعليقا، ولكن ليس بالمبدأ لحزب الله حق تقرير وتوقيت خوضها.

أن السبيل الوحيد من الخروج من “جهنم”، وضع يحمل في طياتها إمكانية أحداث أمنية”.. تعليقا، ليس هو السبيل الوحيد، بل أنه يساعد دون شك في عودة لبنان إلى تعافيه وإزدهاره، ولكن بعد تحريره من الإحتلال الإيراني والطبقة السياسية المارقة الفاسدة القاتلة. أما إشارته إلى إمكانية أحداث أمنية، فهي للتحفيز.

ماذا بعد؟

أنذر نصر الله إسرائيل بوقف إستخراج النفط والغاز في كاريش، كما هدد عسكرياً بشكل مباشر شركة التنقيب، معتبراً أنها شريكة بالعدوان. ووضع “المقاومة والجيش بتصرف الدولة” التي هي بتصرفه أصلا” والدولة، بإنتظار الوسيط الأميركي لكسب الوقت والوسيط يعلم تماماً حال “الدولة”.

بإختصار، هؤلاء اللاعبون وغير اللاعبين، ينتظرون مآلات الأوضاع الإقليمية المتوترة والخطيرة في ظل التنمر الإيراني وغباء اليمين الإسرائيلي (ولا سيما بالنسبة لعدم إقدامهم على تبني حل معقول للقضية الفلسطينية) وإستخدام كاريش في صراعات أطرافه، كما إنشغال هذا الغرب المتداعي في مغامرته الأوكرانية بعيداً عن الأخطار الإستراتيجية الحقيقية، التي تتنامى في الشرق الأوسط وتهدد الأمن والإستقرار ليس في المنطقة فحسب، بل بالعالم أيضاً.

هؤلاء اللاعبون وغير اللاعبين ينتظرون مآلات الأوضاع الإقليمية المتوترة والخطيرة في ظل التنمر الإيراني وغباء اليمين الإسرائيلي

بالإنتظار، لا بد من تضافر جهود من هم حقاً سياديين وتغييريين، على تظهير إرادة شعبية جامعة تطالب بتحرير لبنان من الإحتلال الإيراني والطبقة السياسية المارقة، وذلك إبتداء من تنفيذ القرار 1559 ووضعه تحت الفصل السابع إذا أمكن.

لا بد من تضافر جهود من هم حقاً سياديين وتغييريين على تظهير إرادة شعبية جامعة تطالب بتحرير لبنان من الإحتلال الإيراني والطبقة السياسية المارقة

أما خريطة الطريق التي توصل إلى خلاص لبنان، فليست موضوع هذا المقال، وقد عرضناها مراراً وبإسهاب منذ ما يقارب السنتين.

السابق
على متنها لبنانيان… هليكوبتر ايطالية مفقودة!
التالي
خاص «جنوبية»: إدارات الدولة نحو «الانحلال الكامل»!