راجح خوري..خسارة «علم مناضل» في «مهنة المتاعب»!

راجح خوري

طوى رحيل الصحافي والكاتب في صحيفتي “النهار” و”الشرق الاوسط ” راجح خوري، صفحة مشرقة من تاريخ الصحافة اللبنانية والعربية، ليبقى حاضراً بمبادئه التي رسّخها في صفوف أجيال تتلمذت على ركائز الصدق والموضوعية، وفي مسيرته المهنيّة الحافلة بالكتابات والمواقف الجريئة.

لم يكن وقع غياب خوري عادياً، فصاحب كلمة الحق والموقف “المتّزن”، سكت قلمه الذي بقي يصدح بقول الحقيقة حتى الرمق الأخير، ليخسر معركته بعد صراع مع المرض، ويفتقد معه الجسم الإعلامي “علم” من أعلام المناضلين في “مهنة المتاعب”.

حمل قضايا الناس وهمومهم وجاهر بـ”الفم الملآن” بتأييده منطق الدولة بوجه الدويلة

رفع راية الدفاع عن الدولة السيادية المحصّنة بمؤسساتها، وحمل قضايا الناس وهمومهم، وجاهر بـ”الفم الملآن” بتأييده منطق الدولة بوجه الدويلة، وانتقد بأسلوب ديبلوماسي بالتحليل المكتوب والمرئي، كل محاولات طمس الحقيقة والمساس بسيادة لبنان، كما ساهم برفع مستوى العمل الصحافي، فالأستاذ في كلية الإعلام خرّج “زملاء” نهلوا من خبرته، وانتشروا في مختلف وسائل الإعلام ونشروا “ثقافته” في صناعة الخبر الدقيق والمقال “الرشيق” الزاخر بالبراهين.

إقرأ ايضاً: «السوق مكربج»..و«دولار الأسود» و«صيرفة» على الـ24 ألفاً الإثنين!

أغنى صاحب “العقل الراجح” المتمرّس بالكتابة والإشراف مراحل تنقلّه في مؤسسات عدة منها “العمل” و”الحوادث”، مروراً بـ”الحياة” و”نداء الوطن” وصولاً إلى “النهار”و”الشرق الأوسط”، وقدم بالنقد والإنتقاد مقاربة “جرئية” لمختلف القضايا المثيرة للجدل في بلد مثقل بالأزمات .

نجح بين “الرقابة” و”المحاسبة” في أن ينقل وجهة نظره بأسلوب لاذع وبنّاء عبر “الكلمة الرصينة”

نجح خوري في الفصل بين السياسة والكتابة، فمهمته الإستشارية مع الرئيس الراحل بشير الجميل ومن ثم الرئيس أمين الجميل، لم تُبدّل من “أناقة” كتاباته التي حرص فيها على أن تكون زاخرة بالمعلومات الحقيقية المواكبة للمجريات والمدعّمة بالتطورات.

ونجح بين “الرقابة” و”المحاسبة” في أن ينقل وجهة نظره بأسلوب لاذع وبنّاء عبر “الكلمة الرصينة”، وتجلّى ذلك في مسيرته منذ انضمامه إلى أسرة “النهار” في التسعينيات، كما في مقالاته في “الشرق الأوسط، ليخسر لبنان كما الصحافة قلماً جريئاً وصوتاً حراً ترجّل عن “صهوة الكتابة” لكنه سيبقى في الذاكرة التي تُخلّد تاريخ الكبار.

السابق
«السوق مكربج»..و«دولار الأسود» و«صيرفة» على الـ24 ألفاً الإثنين!
التالي
ضربة إسرائيلية «مزدوجة» لإيران..قصف منشأة «بارشين» وإغتيال ضابط من «الحرس»!