«أمل» تتعرض لأكبر خديعة إنتخابية بطلها «حزب الله»!

انتخابات 2022 حزب الله وحركة امل
صحيح أن أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله أعلن في خطاباته الانتخابية، عدم طموح حزب الله لإلغاء أحد، وهو وإن كان الرجل مكرهاً لا بطلاً في إعلانه هذا تجاه خصومه السياسيين من غير الشيعة، لصعوبة تمدد حزبه في مراكز قوة وتموضع الطوائف الأخرى في أكثر من منطقة، ولكن حزبه ما زال منذ وجوده الأول يمارس هذه السياسة تجاه حركة أمل وسائر القوى في الوسط الشيعي.

 وتتجدد الآلآم من هذا النهج والآمال في إلغائه مع حلول الموسم الانتخابي والخطابات الرنانة، التي شغل بها السيد حسن نصر الله حيزاً من الرأي العام، في ظل أجواء المعارك التجيشية الانتخابية 

لعبة الاصوات التفضيلية 

   وبعد أن وضعت حرب الانتخابات أوزارها، وبدأت تتكشف الأرقام، لاحظ الحركيون إصرار ناخبي حزب الله على منح الأصوات التفضيلية لمرشحي الحزب، رغم التوافق الإستراتيجي بين الفريقين، والذي وصل إلى مرحلة إعلان الرئيس نبيه بري ان الحزب والحركة جسداً واحداً وقلباً واحداً قبل الانتخابات.

 ولكن التمايز ما زال سيد الموقف على الأرض، وهو ما تظهره الأرقام والاستقراءات عند كل منعطف. 

يتعمد حزب الله سياسة تصدّر الأصوات مقدمة لفرض كل خياراته على الطائفة الشيعية في مرحلة ما بعد الرئيس نبيه بري 

 وقد لاحظ الحركيون هذا النهج الإلغائي في أكثر من منطقة، سيما في مركز ثقل حركة أمل في دائرة صور الزهراني، حيث شكى الحركيون خوض حزب الله معركته الأساسية في الدائرة، لحصد العدد الأكبر من الأصوات التفضيلية على حساب محاولات لتراجع هذا العدد، لعنوان اللائحة المتمثل بالرئيس نبيه بري، كما ظهرت معاناة مماثلة في دائرة بنت جبيل وقراها، ففي بلدة بيت ليف والجوار، خاض حزب الله معركته الناجحة في حصد الأصوات التفضيلية لنائبه حسن فضل الله، معلنها حرباً ضروساً لخسارة الصوت التفضيلي لنائب حركة أمل أيوب حميد. 

وبشكل عام، فقد تفوق حزب الله  في كثير من مدن وقرى دائرة صور الزهراني على مرشحي حركة امل، اما في الدائرة الثالثة في النبطية وبنت جبيل، فقد حصد حزب الله ثلثي الاصوات الشيعية التي صوتت للائحة تحالف الثنائي.

إقرأ أيضاً: محمد عبد الحميد بيضون..غياب وجه شيعي معارض في الفكر والسياسة

وأما الخدعة الكبرى فكانت في بلدة كونين بمحافظة النبطية، حيث اتفق الحزب والحركة على صيغة لوهب الأصوات التفضيلية لمرشحين غير شيعة، ولكن الحزب أخذ أصوات الحركيين في اللائحة ولم يعطِ هؤلاء المرشحين شيئاً منها، ولم تخلُ الدوائر الأخرى الكبرى والصغرى من تصرفات مشابهة مارسها حزب الله بقوة، بهدف تصدر الطائفة بالأصوات التفضيلية مقدمة لفرض كل خياراته على الطائفة الشيعية وأبنائها، في مرحلة ما بعد الرئيس نبيه بري، وهو أمر تحاكيه الوقائع الميدانية، من خلال ممارسات قيادات وكوادر وعناصر ومؤيدي حزب الله في كل المناطق الشيعية.

 ناخبو حزب الله اصروا على منح الأصوات التفضيلية لمرشحي الحزب رغم التوافق الإستراتيجي بين الفريقين

فمتى ينسجم حزب الله مع طرحه النظري، ويضع حداً لنهج إلغاء التنوع الشيعي، ويتوقف طموحه لتحويل كل الشيعة إلى اللون الواحد؟ 

السابق
محمد عبد الحميد بيضون..غياب وجه شيعي معارض في الفكر والسياسة
التالي
بعد هزيمة «حزب الله» في الانتخابات..جعجع يطالب بإسترداد قرار السلم والحرب الى الدولة!