باسيل كاد يكرّر حادثة قبرشمون في عكار في ظل احتجاجات شعبية غاضبة

انتخابات 2022 جبران باسيل
كادت “قبرشمون تمر من عكار” هذا ما أجمعت عليه القراءات لما حصل في عطلة نهاية الأسبوع من خلال إصرار رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بلدة رحبة العكارية لإحياء مهرجان انتخابي للتيار في ظل رفض أهالي المنطقة والقرى المجاورة لمثل هذه الزيارة، حيث استبقوها بإحراق صورة عملاقة لباسيل رُفعت على مدخل البلدة واستتبعت بتحركات شعبية وقطع للطرقات.

وتمّ الاستنجاد بوحدات الجيش اللبناني حيث انتقلت قوة كبيرة منه إلى المنطقة لتأمين عبور باسيل بالقوة إلى رحب التي وصلها على وقع الصدامات بين الجيش والمحتجين وإطلاق القنابل المسيلة للدموع، منعاً لتكرار حادثة قبرشمون في منطقة عاليه عندما أصرّ باسيل على زيارة المنطقة في ظل اعتراض مناصري الحزب التقدمي الاشتراكي.

وبدا أن هذا المشهد مرشح للتكرار في أكثر من منطقة خصوصاً أن باسيل عازم على مواصلة جولته الانتخابية حيث أعلن قائلا: “نحن اليوم في عكار وغداً في عاليه والشوف وجزين وبعد غد في البقاع ثم في بيروت، فإما نكون قادرين على التحرك مع جميع المواطنين وإلا تكون السلطة غير قادرة على إجراء الانتخابات وعندها نعلّق مشاركتنا فيها”.

وبدا أن باسيل الذي يشعر بحراجة وضع تياره وخسارته المتوقعة يختلق الأعذار لتأجيل الانتخابات، وهو تقدّم بشكوى ضد حزبي القوات اللبنانية والكتائب أمام هيئة الإشراف على الانتخابات لتجاوزهما كما قال “سقوف الإنفاق الانتخابي إلى حد بعيد وبشكل فاضح”، طالباً “إحالة المخالفين إلى النيابة العامة المختصة لانطباق وصف الجرائم المالية والجزائية على مخالفاتهم”، متحدثاً “عن تكاثر الإعلانات الخاصة”. لكنه تجاهل بحسب خصوم التيار “كيف أن محطة OTV تفتح هواءها ليلاً نهاراً للتسويق لمرشحي التيار ولمهاجمة المرشحين المنافسين”.

باسيل الذي يشعر بخسارته المتوقعة يختلق الأعذار لتأجيل الانتخابات وهو تقدّم بشكوى ضد حزبي القوات والكتائب لتجاوزهما سقوف الإنفاق الانتخابي

وكانت قناة التيار العوني سألت بعد احتجاجات عكار “ما هي هذه الديموقراطية التي يحاول فيها البعض أن يمنع رئيس تيار سياسي مشارك في الانتخابات على مساحة الوطن، من المشاركة في لقاء انتخابي شعبي بقوة السلاح وتشبيح الحجارة وقطع الطرق؟ ما هي هذه الديموقراطية التي يسعى فيها البعض إلى حرمان شريحة واسعة جداً من اللبنانيين من حريتها في التنقل من ضمن وطنها، وهذا هو حقها الطبيعي المكفول وفق الدستور والقوانين وكل النصوص الدولية؟ ما هي هذه الديموقراطية التي تحرق فيها الصور والأعلام وتنصب حواجز الميليشيات”.

إقرأ ايضاً: بعدسة «جنوبية»: عشية العيد.. فرحة بلا نكهة و«الحرش» يتحسر على رواده!

وعلى هذا الكلام ردّ خصوم التيار سائلين “لماذا لم نسمع شكوى القناة من الضغوطات الترهيبية التي طالت المرشحين الشيعة في الجنوب وبعلبك؟ ولماذا صمتت عندما أطلق النار فوق رؤوس حفل انتخابي في البقاع الشمالي؟”.

وهكذا رغم العطلة التي تمتد حتى يوم الأربعاء، تستمر الحمى الانتخابية وشد العصب، في وقت واصل وزير الداخلية بسام مولوي ترجمة القرارات ذات الصلة بترؤسه اجتماعات للمجلس الأمني المركزي وقادة الأجهزة وللمحافظين، مطمئناً إلى الجهوزية التامة أمنياً وإدارياً.

على خط آخر، برز تهديد استهدف رئيس “لقاء سيدة الجبل” النائب السابق فارس سعيد المرشح عن أحد المقعدين المارونيين في جبيل حيث حلّقت طائرة “درون” فوق منزله في قرطبا ووضع الأمر برسم القوى الأمنية.

وسأل “من يحقّ له تسيير كاميرات تصوير فوق بيوت الناس، خاصة في لحظة انتخابية حادة وفي منطقة حامية؟”، مضيفاً “لا أتهم أحداً، من حقّي أعرف”.

ويأتي تحليق هذه المسيّرة بعد تلقّي سعيد تحذيراً أمنياً من أحد الأجهزة الأمنية للانتباه، رابطاً بين الدعوى القضائية التي رفعها ضده حزب الله وبين موضوع المسيّرة.

واصل وزير الداخلية ترجمة القرارات ذات الصلة بترؤسه اجتماعات للمجلس الأمني المركزي وقادة الأجهزة وللمحافظين مطمئناً إلى الجهوزية التامة أمنياً وإدارياً

وقد استنكرت القوات اللبنانية تحليق طائرة “درون” فوق منزل سعيد، وطلبت من “الجيش اللبناني والقوى الأمنية إجراء التحقيقات اللازمة لمعرفة هوية هذه الطائرة ومكان انطلاقها واتخاذ الإجراءات كافة لمنع أعمال من هذا القبيل تعتبر من الأعمال الترهيبية والمخالفة للقانون والتي تشكّل تعدياً صريحاً على دور الدولة وانتهاكاً صارخاً للسيادة”.

وتزامن هذا البيان القواتي مع انتقاد رئيس حزب القوات سمير جعجع زيارة جبران باسيل إلى عكار، وأضاف: “لمن يقول (ما خلونا)، طالما لا يمكنك القيام بشيء فانسحب من العمل السياسي لأنه طالما لم تتمكن سابقاً من العمل، فاليوم لن تتمكن أيضاً”. يقول “ما خلونا” ويعود ويتحالف معهم في كل لبنان، هم يغشّون ويكذبون على الناس يومياً”.

السابق
«شدّ أحزمة» في لبنان مع طغيان «الأمن» على الإنتخابات!
التالي
بين صهاريج إيران وقوارب الموت: تثبيت استعصاء لبنان