رسالة من لقمان (19): أنشطة لقمان السريّة!

لقمان سليم

[مولانا: بودي سؤالك عن أمر، صادفتُ البعض يتحدّث عنه، وهو أنه كان لديَّ أنشطة سريّة.. بتقديرك: هل الناس تصدق ذلك؟ هل هناك أوضح من نشاطي ولقاءاتي وتصريحاتي؟

اقرا ايضا: «جنوبية» ينفرد بنشر قرار تقسيم اقلام الاقتراع في الدوائر الانتخابية


يا مولانا: مشكلتي هي بالصراحة، وليس لأنني كنتُ أمارس شيئاً في الخفاء، وليست مشكلتي بأنني أخفي أموراً عن الناس؟].
طبعاً إنَّ انزعاج لقمان ناشيء من جهل البعض بحقيقة الأمر، ونتيجة للصورة التي سعت بعض القوى السياسيّة لاختلاقها حوله، كما أنَّ المغرضين كانوا يستفيدون من جرأة الراحل وشفافيته، وبنفس الوقت لم يكن الراحل يرد أو يصوّب ما يُقال حوله.
وأذكر أنَّه ذات مرّة نشرت جريدة يوميّة خبراً مختلقاً حول لقاء معيَّن للقمان، وفي الواقع لم يحصل هذا اللقاء إطلاقاً، مع ذلك كان يرفض تصويب الخبر، أو الرد عليه.. لذا استعان بي أحد أصدقاءه المقربين القدامى لإقناعه بنشر رد وتصحيح؛ ومع ذلك بذلتُ جهداً كبيراً حتى نشر رداً على طريقته، ومن دون توضيح كامل؛ وكان يقول: أنا لا أستدرج لأي معركة في ساحة الغير.. فلم يكن (رحمه الله) يقبل أن تكون أقواله أو أفعاله “ردة فعل” بتاتاً..
وفي الواقع فإن كثيرون كانوا يتهمونه بأنَّ لديه بعض العلاقات السرية.. ولأنني قد أعرف الكثير عن حياته الخاصَّة فإنه يمكني أن أشير لأحد أهم تلك الجوانب السرية التي لم يكن يعلنها وهي كرمه، واهتمامه بالمستضعفين، وتألمه لوجود محتاجين، لذا كان يقدّم مساعدات كثيرة من دون الإعلان عنها، كما لم يكن يقيم وزناً للاختلاف السياسي؛ لذا كان يستفيد منه بعض الذين ليسوا مع مواقفه؛ وتالياً فلم تكن خلفية هذه المساعدات إلا من منطلقات إنسانيّة بحت.
وهنا جاء رد لقمان عليّ: [يا مولانا المساعدات لا يجوز أن تُقدَّم على الملأ، حفاظاً على الكرامة الإنسانيّة] قلتُ عندها في نفسي: ليت بعض التيارات الدينيّة تستفيد من مسلك الراحل، كي تكف عن إشهار المساعدات التي تقدمها.
ذات مرّة صادفني مع شيخ آت من بلد يشهد اضطرابات، وكان يبدو على الشيخ الحاجة، بعدما ابتعد لقمان عنّا خابرني: [مولانا: هل يتوفّر معك في جيبك شيء من المال؟ قلتُ له: نعم. فردّ: أعطه.. وأنا أردهم لك] هذه واحدة من كثير..

السابق
الدولار يعاود ارتفاعه مساءً.. كم بلغ؟
التالي
مقابل 20 دولار: «حزب الله» يؤمن الطاقة الشمسية لمنتسبيه.. و«عامة الشيعة» «يبلطوا البحر»!