إلى « الأخ» راشد حمادة: بعلبك-الهرمل ست لوائح وليس ثلاث!

الانتخابات النيابية

نشر موقع “جنوبية” مقالة بعنوان “القوات تنقلب على شعاراتها في بعلبك الهرمل” تتضمّن تغريدة للأستاذ راشد صبري حمادة، موجّهة لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، معتبراً أنه “إذا كان الناس أمام خيارين فقط بين المنظومة والتغيير فما لزوم اللائحة الثالثة، التي تضمّ القوات اللبنانية وحلفائها، بلاها أفضل.

قد يكون أفضل وأبسط الأجوبة يكمن في عكس المعادلة لحصر المنافسة بين لائحة “حزب الله” واللائحة التي تجمع بين القوات وحلفائها، ولكن لإغناء النقاش لابأس من التوسع قليلاً، وتناول المسألة من منظور أوسع وأشمل للإحاطة بكافة جوانب العملية الديمقراطية، التي تسعى القوات لإحياء مبادئها وأهدافها في تمثيل كافة شرائح المجتمع في بعلبك- الهرمل، كما في سائر الدوائر التي تنافس فيها القوات.

ليست القوات ممن ينقلبون على شعاراتهم ومبادئهم ولطالما كانت رأس حربة المواجهة وتعرّضت لأقسى الحملات بسبب ثباتها على مواقفها

تجمع التحليلات والمواقف يا أخ راشد، بأن عنوان المواجهة الإنتخابية هو بين القوات اللبنانية من جهة، والمحور الذي يقوده “حزب الله” من جهة ثانية، وما على المتابعين سوى مراجعة حملة الإستهداف التي يقودها مسؤولو الحزب لإدراك هذا الواقع، فهل من المنطق التخلّي عن المواجهة، والتنازل عن الحيثية الشعبية والنيابية في هذه الدائرة، علماً بأن القوات وحلفائها، ينطلقون من حاصلين انتخابيين في انتخابات العام ٢٠١٨.

إقرأ ايضاً: وفاة شابين لبنانيين وإصابة ثالث بجروح خطيرة في كندا بحادث سير مروع

وتأمل وتسعى لتأمين حواصل إضافية من خلال التحالفات المتينة، التي عقدتها والتي تجمع بين التغيير والسيادة والقرار الحر والنزاهة، وإعطاء الخيار للبيئة الشيعية في هذه الدائرة لاختيار من يشبهها ويعيد إليها تنوّعها وتوازنها. وما ينطبق على الطائفتين الشيعية والسنية، ينطبق بطبيعة الحال على القوات اللبنانية، التي كان يمكن مطالبتها بالتخلي عن حيثيتها، لو كانت تملك ألفين صوت وهذا الأمر يمكن استيعابه، ولكن كون القوات تستحوذ على تمثيل عريض، يلامس التسعين في المئة من التمثيل المسيحي، نسبة للأصوات التي حاز عليها النائب أنطوان حبشي منفرداً، فمطالبتها بالإنسحاب، هي عملياً إلغاء التمثيل الحقيقي للمكوّن السياسي المسيحي في هذه الدائرة، وهذا ليس من المنطق بشيء، ولا يقبله عاقل أو جاهل تحت أي ذريعة.

إن التنوّع وحسن التمثيل يبقى الهدف الأسمى الذي تسعى إليه القوات اللبنانية، في كافة الدوائر وليس في بعلبك-الهرمل فحسب بل على كامل مساحة الوطن وليس هدفها تغيير الشمولية إلى ثنائية، ولا الثنائية بثنائية أخرى، وهذه الدائرة تحديداً تشهد ست لوائح وليس إثنتين أو ثلاثة، كي نعتبر أن انسحاب القوات والتنازل عن مشروعيتها الشعبية، يمكن أن يصب في مصلحة لائحة واحدة منافسة للائحة “حزب الله” فالأجدى كان قبل مطالبة القوات بالإنسحاب، السعي لتوحيد لوائح “التغيير” والمعارضة، وهذا التعدد لا ترى فيه القوات عاملاً سلبياً، بل حيوية يسمح بها قانون الإنتخاب، وهي تأمل بأن تفرز النتائج فوزاً لشخصيات تغييرية، ستلتقي معها حتماً تحت قبة البرلمان، علماً بأن الحلفاء ضمن المحور الواحد، عمدوا إلى تشكيل لوائح منفصلة في بعض الدوائر، لاعتبارهم أن من شأن هذا التكتيك، أن يؤمن حاصلاً إضافياً للوائحهم. 

التنوّع وحسن التمثيل يبقى الهدف الأسمى الذي تسعى إليه القوات في كافة الدوائر وليس في بعلبك-الهرمل فقط

ختاماً، ليست القوات اللبنانية ممن ينقلبون على شعاراتهم ومبادئهم، ولطالما كانت رأس حربة المواجهة، وتعرّضت لأقسى الحملات بسبب ثباتها على مواقفها الداعمة للدولة ومؤسساتها والرافضة لكل ممارسات “حزب الله”، التي دفع ثمنها جميع اللبنانيين، وأولهم أبناء الطائفة الشيعية الكريمة، الذين يشكلون جزءاً لا يتجزأ من النسيج اللبناني.

معركتنا ليست في مواجهة القوى التغييرية، فلنسعَ معاً نحن الذين نؤمن بسيادة الدولة، لإعطاء الخيار الآخر للناخبين، من دون السقوط في فخ الأحادية، فالبلد يتسع لجميع أبنائه ولن نرضى بغير ذلك.

السابق
وفاة شابين لبنانيين وإصابة ثالث بجروح خطيرة في كندا بحادث سير مروع
التالي
«استحالة التغيير» تقلّص اللوائح المنافسة لـ«الثنائي الشيعي»