«يا ضيعانك يا بيروت».. من أيام عمر الزعني!

مرفأ بيروت

العاصمة اللبنانية بيروت، المدينة الهادئة،الراكدة، المُتعالية، النابضة، الشامخة، المُحتلّة، المنكوبة، العاصفة، الهائجة، المجروحة، ملاذ المضطهدين، الواقفة، الصامدة، المتعبة،الراقية، الممتعة، الصّافية، الجميلة ، جسر العبور، “سويسرا الشرق”، بحر الأبيض المتوسط، عاصمة الثقافة والكتاب، أم الشرائع المُبتسمة على مدى زمنها … رغم ما أصابها وما تعرضت له منذ نشأتها وحتى حاضرها، بقيت واستمرت، مساحة وصل واتصال بين الشرق والغرب.

أهم ما نبت وولِد وتكوّن في بيروت، هو ذلك الأمل الكبير

غير أن أهم ما نبت وولِد وتكوّن في بيروت، هو ذلك الأمل الكبير بحياة مُتجددة، إنها مدينة عصية على الانكسار ، اندحر ويندحر عنها الغرباء وكل احتلال، بيروت عاصمة الأمل لا تموت. لكنها، (مع الأسف!)عالقة ومُعلّقة، منذ نشأتها ، على مشجب السياسة وأهل السياسة ، أهل النفاق والعجب. مصلوبة على تقاطع المتسلطين الفاسدين..

في العام 1938 قال عمر الزّعني “شاعر الشعب” في بيروت قصيدته الّشّهيرة :”يا ضيعانك يا بيروت”. يوم كان لبنان تحت الانتداب الفرنسي ولم يكن قد تحقق الإستقلال بعد . شيىءٌ من سمات تلك الفترة تشبه لبناننا اليوم، المُرتهن والمُحتل من “الأشقاء” والأعداء والمغلوب على أمره، وفي ظل طغمة حاكمة من الأنزال والأرذال وشذاذ الافاق… فما أشبه اليوم بالأمس، وما أروعك يا شاعر الشعب حين تضع نقاطك اللاذعة على حروف العجب والتّهكّم في أبجدية سلطة فاسدة وحكّام أفسد!
أما قصيدة الزّعني فماذا تقول ؟ :

“يا ضيعانك يا بيروت يا مناظر غشّاشة
يا عروس بخشخاشة
يا مصمودي بالتابوت
يا ضيعانك يا بيروت
الجهلا حاكمين والأرذال عايمين
والأنزال عايشين والأوادم عم بتموت
يا ضيعانك يا بيروت
الخامل حامل نيشان والسافل لو قدر وشان
يا ضيعانك يا بيروت
الغريب بيتمخظر والقريب بيتمرمر
يا ضيعانك يا بيروت”.

السابق
انعدام للروح الرياضية.. مباراة لبنان وسوريا تتوقف بسبب الجمهور
التالي
سعر ناري لصفيحة المازوت في عزّ الموجة القطبية.. اليكم الجدول الجديد للمحروقات